الثلاثاء 28 مايو 2024

23 يوليو.. ثورة التف حولها الشعب وأسست للعدالة الاجتماعية والاستقلال.. وخبراء: لا تزال خارطة طريق لمصر.. والشعوب العربية استرشدت بها للتحرر

تحقيقات23-7-2020 | 17:36

68 عاما مرت على قيام ثورة 23 يوليو، والتي ستظل واحدة من أهم العلامات في التاريخ المصري الحديث حيث استطاعت تغيير وجه الحياة في مصر وإسقاط نظام الملكية وإعلان مصر دولة جمهورية، والتي كانت بداية لشرارة القضاء على الفساد والاستبداد وتأسيس حياة ديمقراطية والتحرر المصري والعربي والأفريقي من الاحتلال والاستعمار.

 

وأكد خبراء استراتيجيون أن ثورة 23 يوليو بدأها الجيش وأيدها الشعب المصري بعد كان يعاني من تدهور الأوضاع وغياب الحقوق، حتى قامت لتحقيق عدالة اجتماعية وجيش وطني قوي وإنهاء الاستعمار، موضحين أن الشعوب العربية والأفريقية استرشدت بمبادء الثورة للتحرر والاستقلال وأن هذه المبادئ لا تزال خارطة طريق لمصر، حتى وإن تراجعت في فترة من الفترات فمصر أقرب ما يكون لأهداف هذه الثورة.

 

 

صفحة ناصعة:

 

وفي هذا السياق، قال اللواء جمال مظلوم، الخبير الاستراتيجي، إن ثورة 23 يوليو هى صفحة ناصعة في تاريخ الشعب المصري، فهى ثورة مجيدة التف حولها الشعب، وكان لها دورًا بارزًا في حياة مصر وكل الشعوب التي كانت تعاني من الاستعمار آنذاك سواء الشعوب العربية أو الأفريقية.

 

وأوضح مظلوم، في تصريح لبوابة "الهلال اليوم"، أن الثورة أقرت 6 مبادئ أساسية كانوا بمباثة خارطة طريق لمصر منذ قيام الثورة حتى الوقت الحاضر، مضيفًا إن من هذه المبادئ القضاء على الاستعمار والإقطاع والرأسمالية، فكان أصحاب الأموال هم المسيطرين على الأمور داخل الدولة.

 

وأضاف مظلوم إن هذه المبادئ شملت أيضًا إقامة اقتصاد وطني، وعدالة اجتماعية وجيش وطني قوي، فكانت هذه المبادئ بداية عصر المجد في مصر حتى بعد ثورة 30 يونيو، حيث تسير الدولة في الوقت الحاضر على ذات المبادئ، مؤكدًا أن مصر بعد 23 يوليو أقامت مصانعًا لا تزال موجودة مثل: "الحديد والصلب والألومنيوم والغزل والنسيج".

 

 

 

وأشار مظلوم إلى أنه فيما يخص الزراعة وُضعت قوانين الإصلاح الزراعي، والتي أعادت توزيع الأراضي على الفلاحين، وكذلك كانت الثورة بداية لكفالة التعليم لكل أبناء الشعب المصري بالمجان، وتحقيق العدالة الاجتماعية، مضيفًا إن مصر بدأت إقامة جيش وطني قوي بعد هذه الثورة .


وعلى المستوى الإقليمي، أكد أن فكرة القضاء على الاستعمار مستمدة من نجاح ثورة 23 يوليو، حيث نجحت مصر في التحرر من الاحتلال، وحصلت الكثير من الدول على الاستقلال بفضل الدور المصري، كما فتحت الباب لكل المناضلين واستقبلتهم ودربتهم، وشجعت الاستقلال في الجزائر، وكان ذلك أحد أسباب الاعتداء الثلاثي على مصر في 1956.

 

ولفت مظلوم إلى أن دور مصر الإقليمي يزداد يومًا بعد يوم انطلاقا من هذه الثورة، حيث أن مصر تقف دائما إلى جانب الحق العربي فكان لها دورًا في اليمن والغزو العراقي للكويت وكذلك أفريقيًا في الكونغو والجزائر والكثير من الدول في القارة، مضيفًا إن ما تبذله مصر من جهود اليوم في ليبيا ليس جديدًا عنها فاهتمام مصر بالأمن العربي هو أمر قومي.

 

وأشار إلى عدوان 1967، حيث انتقلت الكلية الحربية المصرية إلى السودان، كما كانت القوات الجوية المصرية موجودة في ليبيا لأن سماء مصر لم تكن مؤمنة حينها، فالتعاون العربي أيضا اتضح بقوة في حرب 1973، فكانت مصر وسوريا تحاربان ومعهم 9 دول مشاركة بالدعم، إيمانًا بالقومية العربية.

 

وأكد الخبير الاستراتيجي أننا نأمل في عودة هذا الدور مرة أخرى، حيث أن مصر دورها تاريخي في نجدة أشقائها، وهو ما يحرص عليه الرئيس عبد الفتاح السيسي منذ توليه، مؤكدًا أن مصر ليس لها أطماع في ليبيا ولا تريد سوى استقرارها وأمنها وتعود دولة ذات سيادة موحدة وغير مقسمة يحارب شعبها بعضه بعضا.

 

استرشاد الشعوب العربية بها:

 

قال اللواء نصر سالم، رئيس جهاز الاستطلاع الأسبق، إن ثورة 23 يوليو قامت لعدة أسباب أبرزها الاستعمار الذي منع مصر من حقوقها السياسية والاجتماعية والاقتصادية، فعندما خرج الجيش يحارب في 1948 لم يكن التسليح جيدًا، فكانت الأسلحة المصرية أقدم من الأسلحة الإسرائيلية بنحو جيلين.

 

وأوضح سالم، في تصريح لبوابة "الهلال اليوم"، أنه كان هناك حالة من القهر الاجتماعي في نحو 99.5% من أطيان مصر، حيث كان يمتلكها 0.5% من السكان، والـ0.5% الباقي من الأراضي يمتلكه 99.5% من الشعب، ولم يكن للعمال أي حقوق سواء المعاشات أو التأمين الصحي أثناء أو بعد انتهاء خدمتهم.

 

 

وأضاف سالم إن الثورة استهدفت القضاء على الاستعمار والرأسمالية والإقطاع والاحتكار والفساد، وإقامة وبناء جيش قوي وعدالة اجتماعية فكانت أول ما تم عمله إصدار القوانين الزراعية التي جعلت الفلاح مالكًا لأرضه، بعد أن كان يعمل أجيرًا، فحددت الملكية للفرد الواحد، وأعادت توزيع الأراضي على الفلاحين.

 

وأكد سالم أن هذه المبادئ تراجعت لفترة من الفترات فتغير شكل العدالة الاجتماعية وزاد الفساد، لكن بعد ثورة 30 يونيو بدأت الدولة تحافظ على هذه المبادئ، وبدأ الرئيس عبد الفتاح  السيسي كسر احتكار الأسلحة، وعمل على تنويع مصادر السلاح المصري من عدة دول حتى أصبح الجيش المصري التاسع عالميًا.

 

 

وأشار سالم إلى أن الدولة بدأت تحقق العدالة الاجتماعية من خلال العمل على توفير شقق سكنية للأهالي الذين كانوا يسكنون في مناطق غير آمنة، وكذلك تبنت مبادرات للنهوض بالصحة والتعليم والدعم المادي، مثل تكافل وكرامة، موضحًا أن الدور والدعم الذي تقدمه مصر حاليًا لليبيا يشابه ما قام به الرئيس الراحل جمال عبد الناصر في اليمن وليبيا وقت ثورتها.

 

 

ولفت رئيس جهاز الاستطلاع الأسبق إلى أن الثورات التي قامت في المنطقة العربية والأفريقية كانت تسترشد بثورة 23 يوليو، كمبادئها وأهدافها ونجاحها؛ لأنها قامت من أجل الشعب وتمسك بها المواطنين وبمبادئها فنجحت واستمرت، موضحا أن مصر في الوقت الحالي أقرب ما يكون لثورة 23 يوليو وأهدافها، كما أن تسعى مصر لحماية أمن ليبيا وصد العدوان التركي عليها، ودعم أبناء الشعب الليبي؛ لكي تكون ترجمة حقيقية لهذه الأهداف.