الأربعاء 22 مايو 2024

أداء البرلمانيات

21-4-2017 | 13:07

بقلم : ايمان الدربى

حكايتى عن بهية المصرية التي شعرت أنها تبدأ عهدا جديدا مختلفا.. خاصة مع وجود نسبة تمثيل مرتفع للنائبات داخل البرلمان مقارنة بنسبتهن فى المجالس البرلمانية السابقة فوصل عددهن 89 نائبة.

وقتها استبشرت المرأة المصرية خيرا بالنائبات وشعرت أخيرا أن هناك فرصة لعرض كل القضايا الجندرية وقضايا مناهضة العنف من خلال وجودهن ليس هذا فقط بل وأنهن سيطرحن مشروعات لقوانين تدعمها بالإضافة لقضايا المجتمع الأخرى.

ولكن الواقع كان مختلفا فحسب إحدى الدراسات لتقييم أداء البرلمانيات كان عدد الكلمات للنواب الرجال 410 كلمة ومقترح ومناقشة فى اللجان الخاصة، وعلى الجانب الآخر كان عدد الكلمات والمناقشات المقترحة والمقدمة من النائبات اللائي استطعن الحديث داخل الجلسات العامة لمناقشة القرارات بقوانين 40 مداخلة، أى أن البرلمانيات لم تتح لهن نفس الفرص لتقديم اقتراحات أو مناقشات أثناء الجلسات العامة مقارنة بالنواب الرجال.

ليس هذا فقط وإنما أيضا القوانين المقترحة من العضوات والخاصة بقضايا النساء كانت محدودة جدا منها مشروع قانون من النائبة أنيسة حسونة وأخريات عن مفوضية المساواة وعدم التمييز ومشروعى قانون لحذف فقرة من المادة 98 من قانون العقوبات مقدمين من النائبات منى منير ونادية هنرى وأمنة نصير.

كنا ننتظر من البرلمانيات القتال لكي يفرضن وجودهن داخل البرلمان.. كنا نتمنى أن يعرضن مشاكل المرأة وما تعانيه حتى الآن.

فما زالت المرأة المطلقة تعانى أشد المعاناة للحصول على نفقتها خاصة لو كان زوجها لا يعمل فى مكان معلوم.. وبلا دخل ثابت وغير مؤمن عليه. وما زالت محكمة الأسرة لا تؤدى الغرض الذى أنشئت من أجله وهو سرعة الفصل فى القضايا الخاصة بالأسرة ومحاولة وجود مكان ينأى بالأسرة ومشاكلها عن أروقة المحاكم وما يدور بها.

وما زالت الفتيات ينفذ ضدهن حكم الختان بأوامر صارمة من ذويهم بل ويتعرضن للموت فى بعض الأحيان، وفى أحيان أخرى يتزوجن وهن طفلات ويتم المتاجرة بهن بمساعدة بعض المأذونين.

وما زالت المرأة المعيلة تعانى أشد المعاناة وهى تربى أولادها ولا تجد الحد الأدنى للنفقة عليهم مع عدم وجود مظلة تأمينية تحميها.

وما زالت المرأة تتعرض للاغتصاب والتحرش دون وجود قوانين رادعة تنفذ على أرض الواقع.

وما زالت المرأة تلقى فى الشارع بلا مأوى وبلا عائل وبلا وظيفة عندما ينتهى دورها كحاضنة لأولادها ويتزوج زوجها بأخرى.

أعرف أن البرلمانيات ليس لديهن عصا سحرية لحل كل مشكلات المرأة ولكننا كنا ننتظر أداء أفضل منهن وعرض أكثر لقضايا ومشاكل المرأة بجانب قضايا المجتمع الأخرى ولكن يبدو أنه ليس بالأرقام فقط تمكن البرلمانيات.