أثارت قرارات الرئيس الأمريكى دونالد ترامب ، بحظر دخول اللاجئين السوريين إلى الولايات المتحدة حتى إشعار آخر، انتقادات واسعة من جانب منظمات حقوقية وشخصيات بارزة.
وكان ترامب قد أعلن في وقت سابق عددا من الإجراءات الجديدة أعلن لتأمين الولايات المتحدة، من بينها "منع الإرهابيين الإسلاميين الرديكاليين من دخول الولايات المتحدة".
ووقع ترامب على أمر تنفيذي في البنتاجون بعد مراسم أداء الجنرال جيمس ماتيس لليمين وزيرا للدفاع، ينص على تعليق قبول كافة اللاجئين لأربعة أشهر، كما أمر الرئيس الجيد بتعليق دخول الزائرين القادمين من 6 دول ذات أغلبية مسلمة لثلاثة أشهر.
وعلق عليه قائلا: "أضع إجراءات تدقيق جديدة لمنع الإرهابيين الإسلاميين الراديكاليين من دخول الولايات المتحدة الأمريكية. نريد ألا يدخل بلدنا سوى من يدعم بلدنا ويحب شعبنا".
وشملت الإجراءات إيقاف برنامج قبول اللاجئين في الولايات المتحدة لمدة 120 يوما، وفرض حظر على اللاجئين من سوريا لحين حدوث "تغييرات مهمة" "تتوافق مع المصلحة الوطنية"، وتعليق السماح بدخول القادمين من العراق والبلدان التي صُنفت على أنها "مناطق مثيرة للقلق" لمدة 90 يوما.
كما شكل تحديد أولويات طلبات اللجوء فى المستقبل "بناء على الاضطهاد على أساس دينى" إذا كان الشخص منتميا لأقلية دينية فى وطنه، وتعليق فوري لبرنامج الإعفاء من المقابلة للحصول على تأشيرة الدخول، الذى يسمح للمهاجرين بتجديد تأشيراتهم دون حضور مقابلة.
وجاءت تصريحات “الاتحاد الأمريكي للحريات المدنية”، على رأس الانتقادات التى اعترضت على قرارات دونالد ترامب، حيث قال الاتحاد في بيان له :"إن إغلاق الباب أمام اللاجئين يصب فى مصلحة من يريدون الضرر للولايات المتحدة".
مؤسس فيس بوك
فيما وجه مارك زوكربيرج، مؤسس موقع التواصل الاجتماعى "فيس بوك"، رسالة للرئيس الأمريكى دونالد ترامب، بعد قراره بمنع مواطنى 6 دول عربية من دخول أمريكا.
وقال فى تدوينة عبر حسابه الرسمى على موقع التواصل الاجتماعى "فيس بوك": "أنا مثل الكثيرين منكم، أشعر بالقلق من تأثير الأوامر التنفيذية التى وقعها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشأن التضييق على المهاجرين غير الشرعيين، من الأفضل أن ننفذ القانون على الأشخاص الذين يشكلون خطرًا حقيقيًا بالفعل، ولكن ملايين الأشخاص الذين لا يحملون وثائق تثبت وجودهم داخل أمريكا بطرق شرعية، سوف يشعرون بالخوف من الترحيل".
وأضاف: "يجب أن نبقى أبواب بلادنا مفتوحة أمام اللاجئين وهؤلاء الأشخاص الذين يحتاجون للمساعدة، ولو كنا وقفنا ضد اللاجئين قبل عقود، ما كانت أسرة زوجتى بريسيلا تشان بيننا اليوم".
وتابع: "كنت سعيدًا عندما سمعت الرئيس ترامب يقول إنه سوف يعمل شيئا ما، لما يسمى "الحالمون" وهم الأطفال الذين أتوا لأمريكا مع آبائهم فى سن صغيرة، قائلًا "لدينا الآن نحو 750 ألفا من هؤلاء "الحالمون" يستفيدون من برنامج معد لرعايتهم والذى يمكنهم من المعيشة والعمل بشكل شرعى في الولايات المتحدة الأمريكية".
واختتم: "آمل أن يحافظ الرئيس على تلك الضمانات، وسأعمل خلال الأسابيع القادمة مع فريق العمل فى إحدى المؤسسات التى أسستها لرعاية المهاجرين لإيجاد طرق للمساعدة فى هذا الأمر، قائلًا "أنا سعيد أيضًا بأن الرئيس "ترامب" يعتقد أن بلادنا يجب أن تستمر فى الاستفادة من أصحاب المواهب الذين يأتون لبلدنا".
الأمم المتحدة
ولم يكن موقف الأمم المتحدة مختلفا كثيرًا عن غيرها من المنظمات التى أدانت بشدة تصريحات ترامب ضد المهاجرين، ففى بيان مشترك لهما، ذكرت المنظمة الدولية للهجرة، والمفوضية العليا للاجئين أن "البرنامج الأمريكى لإعادة الاندماج هو الأهم عالميا، وتابع البيان: "الأماكن التى تخصصها كل دولة للاستقبال حيوية".
وأكدت المنظمة الدولية للهجرة والمفوضية العليا للاجئين، أنها تأمل فى أن تواصل الولايات المتحدة دورها الريادى والحماية التى تقدمها منذ زمن للهاربين من النزاعات والاضطهادات.
وأضاف البيان، إن المنظمتين "على اقتناع راسخ بأن اللاجئين يجب أن يتلقوا معاملة عادلة وفرصا لإعادة إدماجهم أيا كان دينهم أو جنسيتهم أو عرقهم ".
وأعربت المنظمتان عن استعدادهما "لمواصلة العمل بجد وبشكل بناء مع الحكومة الأمريكية، كما تقومان بذلك منذ سنوات من أجل حماية الأشخاص الأكثر حاجة ".