الخميس 13 يونيو 2024

سماءٌ مقلوبة

21-4-2017 | 13:25

خلود شرف

 ولدت في محافظة السويداء، وعملت في الحقل الطبي لمدة عشر سنوات. في مجالات المخبر الجرثومي والسموم والمخدرات والـNAK ، ودرست اللغة العربية بكلية الآداب في دمشق، وتعمل على إنجاز بحث عن التراجيديا في الشعر الحديث في سوريا ما بعد 2011. وصدر لها ديوان شعري بعنوان "رُفات فراشة".

غسلتني أُمّي بحليب أُمومتها،

وألبستْني طوقا يمتدُ إلى عذرية نهديّ،

تاركة للظهيرة مرتعا على سُمرتي،

القدمان عاريتان

تلامسان فُتات الخجل المارق من عينيّ،

وتسعى اليمامتان

إلى معابد الصخور المصقولة

من دموع أُناث تضرّعْن إلى الربّة.

أيتُّها الصغيرةُ النائمةُ على الماء

ينابيعُ قرابينك تسكبُ عمادتك على الزهر

كي يصاب بقداستك،

فدثّري بقايا الحبّ كنبوُّة،

وسأغفو معك على عرش النهار في بساتين الآلهة.

كلّمني الربُّ برؤاي: إني سأشقُّ وجه الأرض بمنجل

وأدوسُ على سماء مقلوبة،

غيمُها صوفٌ يرعى تحت أنفاسي.

مرّ شابٌ بنظره على نوري،

كنتُ ألعبُ مع وجهي في النهر،

رمى قلبهُ على الظل بيننا

ثمّ رمى صوته على صداه

فاختلط بينهما اسمي وما سمعتُه،

فرمى الريح على كتفي وقال:

اعذريني لا أحتملُ طقوسك المُتقلّبة.

سالتْ دموعي لآلئ خبّأها المحارُ

قُربانا لما تبقى من حبّ

فأهاج البحرُ أنهارهُ إشفاقا على حزني.

كنتُ قلقة

فحملني النومُ على وسادته التعبة،

واستيقظ فيّ أيلولُ خمرا،

وعواءُ أبديتي ملأ فصول الذاكرة.

ما غفوتُ

وما عاد نجمي من موكبه

إلا ليعقد نبوّتي

في حليب الأمومة.