الأحد 16 يونيو 2024

لوفيجارو: تزايد تأييد الاسكتلنديين للاستقلال منذ تفشي وباء كورونا

1-8-2020 | 18:14

نشرت صحيفة "لوفيجارو" الفرنسية مقالا تناولت فيه التباين في تعامل كلا من الحكومة البريطانية والحكومة الاسكتلندية مع أزمة تفشي وباء كورونا وأثر ذلك على تأييد المواطنين لخيار الاستقلال.


بينما قال رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون منذ بضعة أيام أنه "قلق للغاية" من حدوث "الموجة الثانية" من انتشار فيروس كورونا في المملكة المتحدة قادمة من القارة الأوروبية، قدمت رئيسة وزراء اسكتلندا نيكولا ستورجون في إدنبرة، دون غموض استراتيجية تهدف إلى إنهاء انتشار الفيروس في سكتلندا. وتفضل زعيمة الحكومة الاسكتلندية مبدأ تحمل المسئولية عن التعامل كضحية.


من حيث عدد الضحايا، فإن حصيلة الوفيات من كوفيد 19 في سكتلندا متناسبة تقريبا مع الوفيات المسجلة في إنجلترا. وفقا لأحدث البيانات العامة، حتى 26 يوليو، فإن الفيروس قد أودى بحياة 4201 شخص. بالمقارنة مع 5,5 مليون شخص في سكتلندا، فإن الرقم مرتفع. ومع ذلك، على مدى الأسبوعين الماضيين، لم تسجل السلطات الاسكتلندية أية وفيات. والتناقض مع إنجلترا صارخ: خلال نفس الفترة، توفي حوالي 650 شخصا بسبب كورونا.


خلف هذين المسارين المختلفين تكمن استراتيجيتان متراطبتان للغاية. وقالت ليندا بولد أستاذة الصحة العامة بجامعة ادنبره "الخبراء العلميون الذين ينصحون حكومة بوريس جونسون جعلوا هدفهم إبقاء الفيروس عند مستوى يعتبرونه مقبولا بينما تهدف الحكومة الاسكتلندية إلى تحقيق صفر حالات كوفيد".


وأدى هذا الهدف المتمثل في القضاء على انتقال الفيروس الذي وضعته نيكولا ستورجون، بدعم من العلماء الاسكتلنديين، إلى أن تكون الزعيمة الداعية إلى الاستقلال أكثر حذرا بكثير من بوريس جونسون في عملية تقليل القيود التي بدأت في منتصف مايو في بريطانيا. فقد تم حث الاسكتلنديين على البقاء في المنزل لفترة أطول من مواطنيهم الإنجليز. كما أجبروا على ارتداء الكمامات في المتاجر يوم 10 يوليو، بينما في إنجلترا لم يبدأ تنفيذ الإجراء إلا بعد أسبوعين.


واستطاعت رئيسة الوزراء نيكولا ستورجون، رئيسة الحزب الوطني الاسكتلندي، أن تبرز جهودها بوضوح مقارنة ببوريس جونسون في مجال مكافحة فيروس كورونا، حيث تتمتع سكتلندا بقدر كبير من الاستقلالية في مجال الصحة. يتم اجراء اختبارات الإصابة بكوفيد 19 من قبل خدمة الصحة الوطنية الاسكتلندية، في حين أن السلطات في إنجلترا قد عهدت بها إلى الشركات الخاصة "التي توظف أشخاصا عديمي الخبرة"، على حد قول البروفيسورة ليندا بولد. وفقا للعالمة الاسكتلندية، "قدمت أزمة كوفيد مثالا ملموسا للغاية لمبدأ لامركزية السلطات."