الثلاثاء 21 مايو 2024

الدولة تتخذ خطوات جادة لتطوير التعليم الجامعي.. وخبراء: ترجمة لتوجيهات السيسي بتطوير التعليم الرقمي.. وتوأمة الجامعات الأهلية الجديدة والعالمية خطوة مهمة لتطوير خبرات الطلاب

تحقيقات5-8-2020 | 17:59

خطوات جادة تتخذها الدولة المصرية في سبيل تطوير التعليم الجامعي عبر إنشاء أنماط جديدة من الجامعات كالأهلية والتكنولوجية والتوأمة مع الجامعات العالمية بما سيمثل خطوات هامة لخبرات الطلاب ومهاراتهم وكذلك فتح المجال لتخصصات الجديدة، حسبما أكد خبراء وبرلمانيون، موضحين أن الرئيس السيسي يستهدف إعادة بناء الإنسان المصري عبر تطوير التعليم ووضع منظومة جديدة.

 

وكان الرئيس عبد الفتاح السيسي، قد عقد اجتماعا أمس لمتابعة المحاور المختلفة لتطوير منظومة التعليم الجامعي، والموقف التنفيذي للمشروعات القومية في ذلك القطاع، بما فيها إنشاء الجامعات الجديدة الأهلية، والحكومية، والدولية، والتكنولوجية في مختلف محافظات الجمهورية، وكذا التحول الرقمي وتطبيق نظام الاختبارات الالكترونية بالجامعات وتعميمه على كافة طلبة الجامعات في جميع التخصصات في إطار المشروع القومي لتنفيذ الاختبارات الممكينة، فضلاً عن استعراض آخر مستجدات الانتهاء من عملية امتحانات العام الدراسي الجامعي الحالي، وكذلك الاستعدادات الجارية للعام الدراسي الجامعية الجديد 2020/ 2021.

 

وقد وجه الرئيس بتخصيص 100 منحة دراسية مجانية لأوائل شهادات الثانوية العامة وأوائل شهادات الثانوية الفنية للالتحاق والدراسة بالجامعات الأهلية والتكنولوجية الجديدة للعام الدراسي المقبل، على أن يتحمل صندوق تحيا مصر تمويل تكاليف تلك المنح.

 

كما وجه الرئيس باعتماد عدد من المشروعات والتي ستتكلف نحو 30 مليار جنيه، خاصة بالتوسع في إنشاء الجامعات الأهلية التابعة للجامعات الحكومية  باستغلال الأراضي التي تملكها في المجتمعات العمرانية الجديدة، مثل إنشاء جامعة قناة السويس الأهلية في منطقة شرق الإسماعيلية وجامعة بورسعيد الأهلية في مدينة السلام.

 

وفي السياق ذاته؛ وجه الرئيس بصياغة المنظومة الجامعية ومنشآتها على نحو يعظم من الاستفادة العلمية والأكاديمية منها بهدف زيادة أعداد الطلاب والخريجين الجدد من التخصصات المميزة الحديثة، خاصةً في مجال التكنولوجيا والمجالات التي يتطلبها سوق العمل الحالي سواء داخل مصر أو خارجها.

 

كما وجه بسرعة الانتهاء من المرحلة الثانية من الجامعات التكنولوجية الحديثة، والتي تشمل مدن ومناطق أسيوط الجديدة وطيبة و6 أكتوبر وبرج العرب وشرق بورسعيد وسمنود، وذلك لدراسة التخصصات ذات الصلة بالأنشطة الصناعية التي تتميز بها تلك المدن والمناطق.

 

توأمة الجامعات الأهلية والعالمية:

 

وفي هذا السياق، قال فايز بركات، عضو لجنة التعليم بمجلس النواب، إن توجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسي أمس بشأن منظومة التعليم حملت أهمية كبرى وخاصة فكرة تخصيص 100 منحة لأوائل الثانوية العامة والفنية للالتحاق بالجامعات الأهلية والتكنولوجية، التي تعد خطوة مهمة لتحفيز الطلاب على التفوق.

 

وأوضح في تصريح لـ"الهلال اليوم"، أن هذه الجامعات ذات توأمة مع الجامعات العالمية مما يعد خطوة مهمة للطلاب في بداية مرحلة تعليمهم الجامعي ومستقبلهم، مضيفا إن التعليم الفني هو قاطرة أي تنمية في مصر، وستسهم الجامعات التكنولوجية في تحويل طالب الدبلومات الفنية إلى عامل ماهر وهوما تحتاجه التنمية في مصر.

 

وأكد أن التوسع في الجامعات التكنولوجية في مصر أمر مطلوب لأنها قاطرة التنمية في مصر وأية دولة، مضيفا أن الفارق بين خريج الجامعات التكنولوجية والجامعات العادية هو أن خريجي الجامعات العادية أكاديمييين لكن خريجي الجامعات التكنولوجية يعملون بأيديهم وتلقوا التدريبات اللازمة خلال فترة دراستهم، لذلك فالتوسع في هذه الجامعات أمر مهم.

 

وأشار إلى أن منصة التعليم الموحد للجامعات الرقمية تواكب التطور العالمي لأن الرقمنة في كل مناحي وخدمات الدولة أمر مهم لرفع الأعباء عن كاهل المواطنين وتوفير أوقاتهم لإنهاء خدماتهم من أي مكان بسرعة، وبالنسبة للطلاب والجامعات فهي خطوة ضرورية لتعميم الاختبارات المميكنة عبر المنصات مما يقضي على مشكلة الكثافة داخل الجامعات.

 

وأوضح أن الامتحانات ستجرى بصورة إلكترونية دون أي تدخل بشري بما سيكون في صالح الطلاب والمنظومة التعليمية كلها والمستقبل في مصر.

 

تطوير التعليم الرقمي:

 

فيما قال الدكتور حسن شحاتة، الخبير التربوي وأستاذ المناهج بجامعة عين شمس، إن بوصلة الدولة الآن هو بناء إنسان مصري جديد لمجتمع جديد، إنسان قادر على التفكير وإبداء الرأي والحوار والتفسير والتعليم، مؤكدا أن إعداد هذا الإنسان لا بد أن يكون عبر منظومة تعليمية متطورة تشمل جامعات حديثة ومتقدمة.

 

وأوضح في تصريح لـ"الهلال اليوم"، أنه لهذا السبب اهتم الرئيس عبد الفتاح السيسي بالجامعات التكنولوجية والجامعات الأهلية والدولية والحكومية، مشيرًا إلى أن الاهتمام ببرامج هذه الجامعات؛ لتكون في إطار المنافسة العالمية مع الاعتماد على التكنولوجيا والتعليم عن بعد في التفاعلات مع الطلاب في الجامعات والمدارس.

 


وأكد أن الرئيس السيسي بتوجيهاته شجع 100 طالب من الثانوية العامة والدبلومات الفنية المتفوقين للحصول على منح للدراسة في الجامعات التكنولوجيات والأهلية، مضيفًا أن هذا يشجع الطلاب على الالتحاق بالجامعات الأهلية على غرار الجامعات الحكومية، مما يؤكد أن التعليم في عهد السيسي تعليم جديد في جامعات جديدة تكنولوجية متقدمة وتعليم لبناء الإنسان.

 

وأضاف أن الجامعات الأهلية هي امتداد للجامعات الحكومية وتقدم خدمة أخرى لأن الحكومية مكتظة بالطلاب، لكن الأهلية تكون بإنشاء وبمشاركة الشعب ودعم المجتمع المدني، مضيفًا أن منصة التعليم الموحد للجامعات الرقمية هي ترجمة لدعوة الرئيس للاهتمام بتطوير التعليم في العصر الرقمي.

 

وأشار الخبير التربوي، إلى أن التعليم في العصر الرقمي، لا بد أن يكون متقدما وقائما على التكنولوجيا والمنصات التعليمية والتطبيقات النقالة للطلاب، والمنصات في الجامعات والمؤسسات التعليمية.

 

 

فتح المجال لتخصصات جديدة:

ومن جانبه، قال مصطفى كمال الدين، عضو لجنة التعليم بمجلس النواب، إن توجيهات الرئيس عبد  الفتاح السيسي أمس كانت مهمة في إطار دعم منظومة التعليم الجديدة وخاصة التعليم الجامعي، مضيفا أن الجامعات التكنولوجية تعطي مجالًا أوسع لطلبة التعليم الفني الصناعي للارتقاء بمستواهم التعليمي والمهني.

 

وأوضح في تصريح لـ"الهلال اليوم"، أن هذه الجامعات يجري إنشاؤها منذ سنوات، في ظل المطالبات بتطوير الجامعات والمناهج وإنشاء جامعات جديدة للتخصصات الحديثة لمواكبة العلوم الجديدة التي تظهر على مستوى العالم بشكل يومي، فيجب أن تتماشى المنظومة التعليمية المصرية مع العلوم الجديدة والمستحدثة.

 

وأشار كمال الدين إلى أن هناك مطالب بتعديل وتغيير المناهج في الجامعات، وخاصة الصناعية وإنشاء تخصصات جديدة، مضيفًا أن هناك أنماط أخرى للجامعات الجديدة مثل فروع الجامعات الدولية، وهذه يجب أن يتم التوسع في تخصيص منح للطلاب الأوائل والمتفوقين للالتحاق بها.

 

وأكد أن توجيهات الرئيس السيسي شملت التوسع في إنشاء الجامعات التكنولوجية وصياغة المنظومة الجامعية وغيرها، وعلى الوزراء المعنيين سرعة ترجمة هذه التوجيهات إلى خطوات على أرض الواقع لإتمامها على النحو الأمثل.