أعلن رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشيل اليوم /السبت/ أن كافة دول الاتحاد
الأوروبي وشعوبها إلى جانب لبنان وشعبه في ظل الفاجعة التي ألمت به بسبب
الانفجار الذي وقع في مرفأ بيروت الثلاثاء الماضي.
وجاءت تصريحات ميشيل خلال لقائه الرئيس اللبناني العماد ميشال عون بعد ظهر
اليوم في قصر بعبدا، بحسب بيان من رئاسة الجمهورية اللبنانية.
وقال ميشيل "إن لبنان ليس وحيداً على الإطلاق في ظل الفاجعة التي ألمت به
نتيجة الانفجار المريع الذي هز العاصمة بيروت، فكافة دول الاتحاد الأوروبي
وشعوبها هي إلى جانب لبنان وشعبه".
وأشار رئيس المجلس الأوروبي إلى أن "أوروبا تجد في ذلك واجباً ملقى على عاتقها تجاه الشعب اللبناني".
وأضاف ميشيل "من الطبيعي أن نبادر إلى تقديم المساعدة وقد أسرعنا بتخصيص 33
مليون يورو بشكل أولي لمساعدة لبنان، ونحن حاضرون من أجل المساهمة في
إعادة الإعمار... وجميعنا في حالة تأهب من أجل تقديم العون".
ومن جهته رحب الرئيس عون بالمسئول الأوروبي والوفد المرافق له "متمنياً لو أن زيارته للبنان جرت في ظروف أفضل".
وقال الرئيس عون "إن الشعب اللبناني اليوم يعيش ظروفا أليمة، ونحن شاكرون
لكم وللاتحاد الأوروبي وقوفكم إلى جانب لبنان وشعبه،إضافة إلى تقديمكم على
وجه السرعة كافة أشكال المساعدات الإنسانية، تأكيدا على عمق الروابط التي
تجمع لبنان إلى دول الاتحاد وشعوبه".
وتابع الرئيس اللبناني قائلاً "إن لبنان يتطلع إلى مساعدة دول الاتحاد في
إعادة الاعمار، لا سيما فيما يخص الأمكنة الأكثر تضرراً وعلى وجه الخصوص
منازل العائلات التي فقدت نتيجة الانفجار"، كاشفاً أن "ذلك يشكّل أولوية
بالنسبة لإعادة إعمار بيروت".
وقال رئيس المجلس الأوروبي في تصريحات صحفية بعد اللقاء "لقد تشرفت بلقاء
رئيس الجمهورية، وكانت مناسبة تقدمت في خلالها الى فخامته بأحر تعازي
المجموعة الأوروبية، إلى جانب دعمها الكامل للشعب اللبناني".
وأضاف ميشيل " نحن في حالة ذهول قصوى أمام هول الفاجعة التي المت بلبنان.
وقد شاهدت الصور الأليمة التي بثتها مختلف وسائل الاعلام، لكن مشاهداتي بأم
العين لما جرى يُظهر مدى حجم هذه المأساة التي ضربت بشكل مباشر عدداً
كبيراً من العائلات".
وأعلن ميشيل أن "الاتحاد الأوروبي إلى جانبكم، ليس من خلال التصريحات
والكلمات فحسب، إنما من خلال الأفعال...ومن هنا فإنه في الساعات التي تلت
مباشرة هذه المأساة، عمدنا إلى تعبئة فرق أوروبية عدة متخصصة لتقديم كافة
أنواع الدعم الى اللبنانيين".
وتابع رئيس المجلس الأوروبي قائلاً "إننا نعرف بأن لبنان كان يواجه، قبل
هذه الفاجعة، تحديات جسيمة، لا سيما الأعباء الناجمة عن إيواء العدد الكبير
من النازحين السوريين".
وأوضح ميشيل: "إننا ندرك حجم الصعاب التي يعانيها لبنان جراء هذا الأمر،
ولأجل ذلك كان الدعم الأوروبي للبنان في مواجهة كافة هذه الأعباء، إضافة
الى مواجهته أزمة سياسية واقتصادية، وأزمة كورونا التي تعصف بالعالم بأسره
وهي لا تستثني لبنان".
وذكر ميشيل "تطرقنا كذلك خلال اللقاء إلى الإصلاحات الواجب اتخاذها لدعم
الحوكمة في لبنان وإصلاح القطاع المصرفي ومكافحة الفساد من خلال اتخاذ
إجراءات حاسمة، وهي كلها تأتي في سياق تدابير من الواجب اتخاذها. كما أنها
مهمة بالنظر إلى الحوار الجاري مع الاتحاد الأوروبي والمجتمع الدولي".
وكان ميشيل قد وصل في وقت سابق اليوم إلى بيروت على رأس وفد من المجلس
الأوروبي، في زيارة تستمر لساعات يلتقي خلالها المسئولين اللبنانيين.