الأربعاء 25 سبتمبر 2024

الليبيون يؤكدون أن «جعل سرت والجفرة منطقة منزوعة السلاح» مخطط لتقسيم البلاد.. التكبالي: محاولة لاستكمال الشرق الأوسط الجديد.. والزبيدي: يهدف لتسليم النفط لتركيا والسيطرة علي الموارد الليبية

تحقيقات10-8-2020 | 15:17

أجمع عدد من أعضاء مجلس النواب الليبي والخبراء السياسيين أن المخطط الأمريكي لنزع السلاح من مدينة سرت وإعادة ضخ النفط بداية تقسيم البلاد وتحقيق فكرة الشرق الأوسط الجديد.


وأضاف النواب والسياسيون ، بموجب ذلك سوف تحصل تركيا عبر مليشيات الوفاق على الثروات الليبية والموانئ وتضع قدما في البحر المتوسط، مؤكدين أن الليبيين لن يسمحوا بمرور ذلك المخطط لتدمير البلاد.

 

وزار أمس رئيس مجلس النواب الليبي المستشار عقيلة صالح القاهرة لبحث تطورات الأزمة الليبية والتدخلات التركية.


وأفادت مصادر ليبية بأن صالح التقى عددا من المسؤولين المصريين والسفير الأمريكي في القاهرة وذلك لبحث إعادة هيكلة المجلس الرئاسي.


وفي وقت سابق كشفت مصادر عن أن الولايات المتحدة الأمريكية عرضت خلال الأيام الماضية التوسط لحل الأزمة الليبية والوضع القائم حول سرت والجفرة، في ظل التحشيدات التركية للمرتزقة السوريين والمليشيات المسلحة التابعة لفائز السراج.


وقالت المصادر، إن واشنطن عرضت من خلال السفارة الأمريكية والقيادة الأمريكية في أفريقيا “أفريكوم” على الجيش الوطني الليبي الانسحاب من مدينتي سرت والجفرة، قبل التوقيع على اتفاق وقف إطلاق النار.


وأضافت المصادر، أن واشنطن ستسعى خلال الفترة المقبلة لممارسة ضغوطها لتمرير “العرض غير المتوازن”، مشيرة إلى أنها طالبت أيضا بفتح النفط دون ضمانات أو وضع شروط لمؤسسة النفط لعدم ذهاب عائداته من أموال الليبيين إلى فائز السراج، التي يستخدمها في الإنفاق على مليشياته المسلحة.


ونوهت المصادر أن واشنطن تستغل التحشيدات التركية حول سرت والجفرة في إملاء عروض منحازة لجانب الوفاق وليست في مصلحة الليبيين، مبينا أن غرضها من ذلك استعادة مصالحها بإعادة ضخ النفط في السوق الدولية واستفادة شركاتها، وخروج الروس من ليبيا على حسب ادعائها.


وفي المقابل، قالت السفارة الأمريكية في بيان لها إن مدير مجلس الأمن القومي لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا اللواء ميغيل كوريا والسفير ريتشارد نورلاند أجريا مشاورات افتراضية عبر دوائر الفيديو المغلقة مع مسؤولين ليبيين للدفع باتجاه اتخاذ خطوات ملموسة وعاجلة لإيجاد حلّ منزوع السلاح في سرت والجفرة وإعادة فتح قطاع النفط الليبي بشفافية كاملة، حسب زعمها.


وأشار البيان إلى أن المشاورات جرت بين الأطراف الليبية بشكل منفصل، مع كل من (ما يدعى) مستشار الأمن القومي بحكومة الوفاق تاج الدين الرزاقي، ورئيس لجنة الشؤون الخارجية بمجلس النواب يوسف العقوري.


ولفت البيان إلى أن اللواء كوريا والسفير نورلاند استعرضا خلال المشاورات الحاجة إلى عملية تقودها ليبيا لاستعادة سيادة البلاد وإخراج الأجانب منها، مشددا على أن الولايات المتحدة انخراطها بشكل نشط مع مجموعة من القادة الليبيين المستعدين لرفض التدخل الأجنبي الضار وخفض التصعيد والعمل معًا من أجل حلّ سلمي يعود بالنفع على جميع الليبيين، على حد قوله.


وقال البيت الأبيض غي وقت سابق: “ندعو جميع الأطراف – سواء تلك المسؤولة عن التصعيد الحالي، أو تلك التي تسعى إلى إنهائه – إلى تمكين المؤسسة الوطنية للنفط من استئناف عملها الحيوي – بشفافية كاملة، وتنفيذ حلّ منزوع السلاح في سرت والجفرة، واحترام حظر الأسلحة الذي تفرضه الأمم المتحدة، والتوصل إلى صيغة نهائية لوقف إطلاق النار بموجب محادثات اللجنة العسكرية 5+5 برعاية الأمم المتحدة”.

 

بداية التقسيم

من جانبه قال الدكتور علي التكبالي عضو لجنة الدفاع بمجلس النواب الليبي، إن لقاء السفير الأمريكي لدى مصر والمستشار عقيلة صالح رئيس البرلمان لمناقشة ما ستقدمة أمريكا للأزمة الليبية.


وأضاف التكبالي في تصريحات خاصة لـ"الهلال اليوم" أن السيناريوهات المتوقعة بالنسبة لعرض أمريكا بشأن انسحاب الجيش الوطني من سرت والجفرة وإعادة إنتاج النفط جزء من خطة تقسيم ليبيا، مشيرًا إلى أن جعل سرت منطقة منزوعة السلاح لتسهيل الخطة التركية للاستيلاء علي النفط وكذلك بدأ مخطط تفتيت البلاد.


وأوضح "التكبالي" أن فكرة نزع السلاح من منطقة سرت والجفرة لم يناقشها البرلمان ولن يوافق عليها، مشيرا إلى أن الولايات المتحدة الأمريكية قادرة علي إخلاء المليشيات من المنطقة الغربية إذا أرادت ذلك خلال فترة قصيرة.

 

تسهيل استيلاء تركيا على النفط

وفي السياق ذاته قال الدكتور محمد الزبيدي أستاذ القانون الدولي والمحلل السياسي الليبي، إن جعل سرت والجفرة منطقة منزوعة السلاح جزء من مخطط تقسيم ليبيا وتقديمه على طبق من فضة للرئيس التركي رجب أردوغان.


وأوضح الزبيدي في تصريحات خاصة لـ"الهلال اليوم" أن المشروع الأمريكي يهدف الى تسليم سرت والجفرة لحكومة الوفاق غير الشرعية وبدورها تمرره إلى تركيا للسيطرة علي حقول النفط والموانئ، مشيرًا إلى أن بعد ذلك يكون الجيش الوطني خسر أوراقه.


وتابع: وفي حالة الرفض وهو المتوقع ستحاول تحويل ليبيا إلى دويلات وتفتيتها كما هو مخطط من قبل في الشرق الأوسط الجديد، مضيفا أن ذلك سوف يعطي لتركيا السيطرة علي الثروات النفطية في البحر المتوسط وعلي الأرض.


وأكد أستاذ القانون الدولي والمحلل السياسي الليبي أن ذلك سيجعل من تركيا لاعبا إقليميا مسيطرًا علي البترول والغاز والمتحكم في إفريقيا وتصبح دولة فاعلة في الإقليم العربي، مشيرًا إلى أن ذلك سيهدد المنطقة العربية وأمنها القومي وسينشر الارهاب في غرب أفريقيا.