اندلعت مواجهات عنيفة بوسط العاصمة اللبنانية بيروت بين المتظاهرين والقوى الأمنية، وذلك على خلفية مظاهرات "الغضب" التي دُعي إليها عصر اليوم الثلاثاء رفضا لتشكيل حكومة محاصصة وتنديدا بتدهور الأوضاع الاقتصادية والمعيشية، والتي تحولت في جانب كبير منها إلى اشتباكات محتدمة بين المحتجين والأمن.
وكانت المظاهرات قد بدأت في ساحة الشهداء بوسط العاصمة، والتي تعد المنطقة المركزية للاحتجاجات الشعبية منذ أن اندلعت انتفاضة 17 أكتوبر الماضي، ورافقتها مسيرات احتجاجية جابت عددا من شوارع بيروت، للمطالبة بإجراء انتخابات نيابية مبكرة وتشكيل حكومة خبراء من خارج القوى والتيارات والأحزاب السياسية، وللاعتراض على التدهور المتسارع في الأوضاع المالية والاقتصادية والاجتماعية.
وقامت مجموعات من المتظاهرين بمحاولة إحداث ثغرات في الحواجز الأمنية الأسمنتية والحديدية الموضوعة في الطرق المؤدية إلى مقر مجلس النواب بساحة النجمة، ورشقوا قوات الأمن المتمركزة ورائها باستخدام الحجارة والمفرقعات النارية والزجاجات الحارقة، كما حاولوا تسلق الجدران الأسمنتية والحديدية.
وردد المحتجون هتافات مناهضة لأعضاء المجلس النيابي والقوى السياسية والطبقة الحاكمة، مؤكدين أنهم لا يثقون في السلطة السياسية القائمة على إدارة شئون البلاد، وأنهم مستمرون في الاحتجاجات لحين "تحقيق مطالب الثورة".
وتدخلت عناصر جهاز قوى الأمن الداخلي (الشرطة) وقوات مكافحة الشغب، مستخدمة خراطيم المياه وبإطلاق وابل كثيف من القنابل المسيلة للدموع، لتتحول شوارع وسط العاصمة إلى ساحة للكر والفر، في حين واصل المتظاهرون رشق قوات الأمن بالحجارة والعبوات البلاستيكية والزجاجية.
وتمكنت القوى الأمنية وقوات فض الشغب من إجبار المتظاهرين على التراجع من محيط الشوارع المؤدية إلى مجلس النواب، لاسيما شارع بلدية بيروت باتجاه منطقة الصيفي، حيث مقر حزب الكتائب اللبنانية وجسر شارل الحلو.
واستعانت القوى الأمنية بآليات مدرعة تابعة لشرطة مكافحة الشغب مثبت أعلاها أجهزة إطلاق آلية للقنابل المسيلة للدموع، الأمر الذي مكنها من دفع المتظاهرين إلى التراجع بصورة ملحوظة، في حين أقدم المحتجون على إضرام النيران في صناديق النفايات، في محاولة لإيقاف تقدم القوى الأمنية صوبهم.