اختتمت قافلة الأزهر الشريف التوعوية والدعوية الموفدة إلى مدينتي "الغردقة وسفاجا" بمحافظة البحر الأحمر فعالياتها اليوم، والتي استمر عملها لمدة أسبوع، ضمن مبادرات الأزهر لتجديد الخطاب الديني، وتحصين الشباب ضد الفكر المتطر، والتي تنفذها قطاعات الأزهر الشريف تحت رعاية فضيلة الإمام الأكبر أ.د/ أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف.
وعقدت القافلة في ختام فعالياتها ندوة بمكتبة مصر العامة، والتي جائت تحت عنوان: «قيمة العلم فى بناء الأمم وتقدمها»، أكدت واعظات الأزهر خلالها أن العلم هو كاشف الظلام وسلاح الفرد في الحياة وأساس تقدم المجتمعات ورقيها، وأنه ضرورة من ضرورات الحياة وليس مجرد خيار يمكن تركه؛ فالعلم أساس وجود الفرد وحياته، وهو السبيل الوحيد للقضاء على الجهل والتخلف والفقر، فأهميته لا تقل أهمية عن الماء والهواء في أي مجتمع.
وشددت واعظات الأزهر على أن العلم هو أساس بناء الحضارة والتقدم في كل الأزمنة، فجميع الحكومات والدول المتقدمة تقدر العلم وتحترمه وتوفر سبله للفرد؛ فيستطيع الإنسان من خلال العلم مواكبة العصر الذي يعيش فيه، وقد قال الرسول ﷺ: (فضلُ العلْمِ أحبُّ إِلَيَّ مِنْ فضلِ العبادَةِ، وخيرُ دينِكُمُ الورَعُ)، إيمانًا بدور العلم في تشكيل وعي ومعرفة الفرد وارتباطه بخالقه سبحانه وتعالى، وبتنوع هذه العلوم ترتقي المجتمعات وتتقدم.
وتضمن برنامج القافلة انتشار وُعاظ وواعظات الأزهر الشريف المشاركين في القافلة في مراكز الشباب، والأندية الرياضية والاجتماعية والبحرية، والجمعيات الخيرية بمدينتي "الغردقة وسفاجا"، بالإضافة إلى تأدية وعاظ الأزهر لخطبة الجمعة في العديد من المساجد وزيارة الكنيسة الأرثوذكسية وكنيسة القديس يوسف، للوصول إلى الجمهور في مختلف أماكن تواجدهم.
وركز أعضاء القافلة من خلال الندوات التوعوية والتثقيفية على القضايا المهمة التي تمس المجتمع المصرى، وأهمية دور الشباب في دفع عجلة التنمية، ورسم مستقبل مشرق لهذا الوطن والإسهام في تقدمه، فضلا عن تحصينهم ضد الأفكار المتطرفة من خلال التركيز على القيم الأخلاقية والمجتمعية، وتنمية روح الولاء للوطن والعمل على حمايته من كل ما يتربص به، سواء من الداخل أو الخارج.
وتأتي هذه القافلة التي استمر عملها لمدة أسبوع بمحافظة البحر الأحمر، وضمت علماء ووعاظ وواعظات من جامعة الأزهر، ومجمع البحوث الإسلامية، ومركز الفتوى بالأزهر الشريف؛ في إطار توجيهات فضيلة الإمام الأكبر أ.د/ أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، بتكثيف البرامج الدعوية والتوعوية لوعاظ وواعظات الأزهر، ووجودهم المستمر بين الناس للوقوف على الظواهر السلبية بالمجتمع و العمل على معالجتها، وتلبية احتياجات المجتمع المعرفية في القضايا المعاصرة التي ترتبط بواقع الناس وتمس اهتماماتهم بشكل مباشر، وذلك انطلاقًا من الدور الإنساني والمجتمعي والدعوي الذي يضطلع به الأزهر الشريف.