الأربعاء 3 يوليو 2024

فن استفزاز المجتمع

23-4-2017 | 11:26

بقلم : سحر الجعارة

اللامعيارية أو (anomie) هى مصطلح شائع فى علم الاجتماع ، يصف الحالة التي تقل فيها قدرة المجتمع على التوجيه الأخلاقي لأفراده، وبالتالى انهيار التنظيم الثقافي والبنية المؤسسية .. لتسود الفوضى.

ورغم صعوبة المصطلح على قراء "الكواكب"، إلا أنه الإطار الوحيد الذى يمكن أن تناقش من خلاله تقديم "سما المصرى" لبرنامج دينى!.

بمعايير الفن لا يمكن تصنيف ما تقدمه "سما" بأنه فن، فهو عبارة عن كليبات إباحية ومشاهد عرى ساخنة حتى لو كان مضمونها "سياسىاً" .. إنها من البدايه تحترف تسويق نفسها أو بالأدق "جسدها".

ومن البحث عن النجومية على شاشات الفضائيات إلى مواقع التواصل الاجتماعى ستجد "سما" شخصية مثيرة للجدل دائما، تفتعل المشاكل لتكون فى قلب المشهد، حتى ولو على حساب "سمعتها" ، أو بالتورط مع شخصيات بارزة والدخول معهم فى دعاوى قضائية .. فقط لتثبت أنها "قادرة"!.

حدث هذا حين أعلنت "سما" عن نيتها الترشح لمجلس النواب، وحدث حين ظهرت على "إنستجرام" شبه عارية فى سريرها، ثم بـ "الإسدال" ، وحدث فى مهرجان القاهرة السينمائى .. ورغم أن المجتمع يرفضها الا أنه مصر على متابعتها ، وتقصى أخبارها ، بمن فيه من شخصيات سياسية واجتماعية بارزة.

لم تكن صدمة بالنسبة لى أن تعلن نيتها تقديم برنامجا "دينى" ، ربما لأننى شاهدت العديد من الفنانات اللاتى اعتزلن الفن يرتدين الحجاب ويقدمن برامج ، بل ويلقين محاضرات دينية فى مصر وخارجها رغم جهلن بالدين.

أعلم تماما أن "إعداد البرامج" هو الذى يصنع النجومية، مهما كان المقدم جاهلا بما يقوله .. لكن صدمة "سما" كانت فى شخصية المذيعة، سمعتها، تاريخها، وربما كان السؤال الأهم : هل تصلح صاحبة "الشبشب ضاع" للحديث عن صلة الرحم وبر الوالدين واستضافة علماء من الأزهر الشريف؟.

تعترف "سما" نفسها أن علماء الأزهر سيرفضون الظهور معها ،( فى مداخلة هاتفية مع "عمرو أديب")، وترفض شرط القناة ( لم يعلن اسم القناة حتى الآن) بإرتدائها الحجاب، لدرجة أن البعض قال أنها "كذبة أبريل" .. وقد تكون كذلك.

اعتادت "سما" الترويج لنفسها بأكاذيب، كان أولها الإيحاء بأنها تناضل ضد الإخوان ، ثم لجأت الى "استفزاز" مشاعر الناس بالعبث بما ألفوه من عادات وتقاليد .. وتحدى قيم المجتمع بخروج لسانها.

إجمالا يمكن القول بأنها "باحثة عن الشهرة" ، فشلت فى التمثيل ( رصيدها فيلمان أحدهما فشل والآخر لم يعرض)، وترى من حولها نجوما بلا مواهب .. فأعطت لنفسها الحق فى التمرد على الرقص والتحول الى "مذيعة".

نعود للمعايير لنسأل : هل هناك قانون يحكم اختيار المذيعات على فضائيات عشوائية تخرج أحيانا بلا ترخيص؟.. هل هناك "معايير مهنية" تشترط وجود ترخيص للعمل بتقديم البرامج ؟.. الإجابة لا وهو ما جرأ أمثال "سما" على اختراق الإعلام.

تستطيع "سما" ببساطة عرض أى برنامج تقدمه على "اليوتيوب"، تستطيع أيضا استغلال ظاهرة "شراء الهواء" لعرض برنامجها مهما كلفها ذلك .. إنها مستعدة لأن تدفع نصف عمرها مقابل إثارة الجدل إعلاميا وسياسيا .. وتناقل الناس لأخبارها وصورها وترديد اسمها حتى لو بالسب.

إنها مهووسة بالنجومية، وقد وضعت أسس ما يمكن تسميته بالنجومية السلبية .. وهى أن تكون مكروها مستفزا ورغم ذلك يتابعك الناس بشغف !.

لكن الشئ الإيجابى الوحيد فى "سما" أنها دائما برعونتها وسلوكياتها المخجلة تكشف لنا عورات المجتمع، وتعرى بعض المهن والمناصب من حصانتها لنكتشف أنها بلا "قانون" .. بلا حصانة تحميها من "الدخلاء" الذين يحترفون الرقص على نقاط ضعف المجتمع.