اعتبرت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية أن الديمقراطيين يلجئون مجددا
إلى "الورقة الروسية الرثة" لحماية مرشحهم جو بايدن من الاتهامات المتعلقة
بصلاته ونجله بأوكرانيا.
وبحسب الصحيفة فإن الديمقراطيين لا ينظرون إلى روسيا على أنها تهديد
جيوسياسي، إنما يرون فيها "هدية سياسية"، ويأملون أن الاخيرة ستكون مفرحة
بالنسبة لجو بايدن، وسط استعداد رون جونسون، رئيس لجنة الأمن الداخلي في
مجلس الشيوخ الأمريكي، لنشر تقرير حول أنشطة أفراد عائلة بايدن في
أوكرانيا.
وذكرت "وول ستريت جورنال" أن زعيم الديمقراطيين في مجلس الشيوخ تشاك شومر
والسيناتور الديمقراطي رون وايدن هاجما جونسون الأربعاء الماضي متهمين إياه
بـ "العمالة لصالح الكرملين"، وقالا إن لجنته "تنشر الأكاذيب الروسية".
ولفتت الصحيفة بهذا الصدد إلى أن منطق "اليسار" الذين زعموا أن التدخل في
الانتخابات الأمريكية يمثل التهديد الأكبر على الولايات المتحدة، هو الذي
دفع جونسون ورئيس اللجنة المالية داخل "الشيوخ"، تشاك جريسلي، للشروع في
دراسة تقارير تفيد بأن الديمقراطيين تعاونوا أثناء الانتخابات الرئاسية
الماضية مع الأوكرانيين من أجل الحصول على معلومات عن حملة ترامب
الانتخابية.
لكن أطر هذه التحقيقات توسع بشكل طبيعي بعد أن حاول الديمقراطيون عزل ترامب
عن رئاسة الدولة بسبب حديثه غير الملائم مع نظيره الأوكراني، فلاديمير
زيلينسكي.
وتابعت الصحيفة أن مخاوف الديمقراطيين من أن نتائج هذه التحقيقات قد تسيء
لمرشحهم جو بايدن الذي عمل ابنه هانتر بايدن في شركة "بوريسما" الأوكرانية،
تدفعهم إلى اللجوء إلى "الورقة الروسية الرثة"، وذلك عبر اتهام جونسون
بالعمل لصالح الكرملين. وذكرت "وول ستريت جورنال" أن الحملة ضده ازدادت حدة
في الصيف الماضي، عندما وجهت مجموعة من كبار الديمقراطيين رسالة إلى مكتب
التحقيقات الفدرالية قالوا فيها إن الكونجرس الأمريكي "راح ضحية حملة منسقة
متعلقة بالتدخل الأجنبي" وإن لديهم أدلة "سرية" تشير إلى أن تحقيق جونسون
تحول إلى عملية "غسل" الرواية الروسية للأحداث وهي رواية مضرة لجو بايدن.
ووفقا للديمقراطيين فقد كان جونسون وجريسلي يتلقون بيانات من شخصين
أوكرانيين على صلة بالكرملين، لكن "وول ستريت جورنال" تكذّب هذا القول،
لافتة إلى أن جونسون وجريسلي نفيا مرارا حصولهما على أي معلومات من هذين
الشخصين، مشيرين إلى أن تحقيقهما كان مركزا على وثائق المؤسسات الحكومية
الأمريكية وأنشطة شركة تابعة للديمقراطيين كانت تتعاون مع "بوريسما"
الأوكرانية.
لكن تبين أن الديمقراطيين اعتمدوا على تصريحات نفس الأوكرانيين المذكورين،
اللذين يتهمهما كل من شومر وصحيفة "واشنطن بوست" بنشر "الأكاذيب الروسية"،
وذلك من أجل نشر أكاذيب حول الجمهوريين!