السبت 23 نوفمبر 2024

تحقيقات

"سرت والجفرة خط أحمر".. خبراء دبلوماسيون يشيدون بحديث السيسي أمام الأمم المتحدة.. ويؤكدون أن الكلمة كانت واضحة وقوية في ضرورة التكاتف لمحاربة التنظيمات الإرهابية ومحاسبة الدول الداعمة لها

  • 23-9-2020 | 16:08

طباعة

وصف الخبراء الدبلوماسيين كلمة الرئيس عبد الفتاح السيسي، أمام الجمعية العمومية للأمم المتحدة في دورتها الـ 75، بأنها جاءت قوية وواضحة تطالب دول العالم بضرورة التضافر وتوحيد الجهور لمحاربة التنظيمات الإرهابية وتوقيع عقوبات على الدول الداعمة للإرهاب التي تعمل على تأجيج الصراعات في الإقليم سواء كان في "سوريا أو ليبيا أو العراق".


وجاء فى هذا الصدد من نص كلمة الرئيس السيسي أمام الجمعية العمومية للأمم المتحدة:


"بات من الضروري أن نتبنى جميعا نهجا يضمن تنفيذ ما يصدر من قرارات فى الأطر متعددة الأطراف مع إيلاء الأولوية لتطبيق القواعد والمبادئ المستقرة والثابتة.. فى ميثاق الأمم المتحدة والقانون الدولى وهو ما يستلزم توافر الإرادة السياسية اللازمة لدى الدول لاحترام وتنفيذ القرارات وتفعيل


مهام الأمـم المتحـدة على صـعيدين رئيســيين أحدهما: المتابعة الحثيثة لتنفيذ ما يتم الاتفاق عليه.. واتخاذ كل ما يلزم من إجراءات لمساعدة الدول لتنفيذ التزاماتها وبناء قدراتها.. مع مراعاة مبدأ الملكية الوطنية والآخر: العمل على محاسبة الدول.. التى تتعمد خرق القانون الدولي والقرارات الأممية وبصفة خاصة.. قرارات مجلس الأمن.


وتابع الرئيس :"فى هذا السياق، لم يعد من المقبول أن تظل قرارات مجلس الأمن الملزمة فى مجال مكافحة الإرهاب والتي توفر الإطار القانوني اللازم للتصدي لهذا الوباء الفتاك دون تنفيذ فعال والتزام كامل من جانب بعض الدول التى تظن أنها لن تقع تحت طائلة المحاسبة.. لأسباب سياسية.


وأضاف :"من المؤسف أن يستمر المجتمع الدولى فى غض الطرف عن دعم حفنة من الدول للإرهابيين سواء بالمال والسلاح أو بتوفير الملاذ الآمن والمنابر الإعلامية والسياسية بل وتسهيل انتقال المقاتلين الإرهابيين إلى مناطق الصراعات خاصة إلى ليبيا.. وسوريا من قبلها. ويمتد حرص مصر على إرساء السلم والأمن الدوليين ليشمل تجنيب الشعوب ويلات النزاعات المسلحة من خلال إطلاق عمليات سياسية شاملة تستند إلى المرجعيات التى تضمنتها قرارات مجلس الأمن ذات الصلة.


فعلى صعيد الأزمة فى ليبيا تتمسك مصر بمسار التسوية السياسية.. بقيادة الأمم المتحدة على أساس الاتفاق السياسى الموقع بالصخيرات ومخرجات مؤتمر برلين و"إعلان القاهرة" الذى أطلقه رئيس مجلس النواب وقائد الجيش الوطنى الليبيان والذى يعد مبادرة سياسية مشتركة وشاملة لإنهاء الصراع فى ليبيا ويتضمن خطوات محددة وجدولا زمنيا واضحا لاستعادة النظام وإقامة حكومة توافقية.. ترقى لتطلعات الشعب الليبى.


إن تداعيات الأزمة لا تقتصر على الداخل الليبى لكنها تؤثر على أمن دول الجوار والاستقرار الدولى وإن مصر عازمة على دعم الأشقاء الليبيين لتخليص بلدهم من التنظيمات الإرهابية والمليشيات ووقف التدخل السافر من بعض الأطراف الإقليمية التى عمدت إلى جلب المقاتلين الأجانب إلى ليبيا تحقيقا لأطماع معروفة.. وأوهام استعمارية ولى عهدها.


لذلك فقد أعلنا ونكرر هنا أن مواصلة القتال وتجاوز الخط الأحمر ممثلا فى خط "سرت – الجفرة" ستتصدى مصر لـه دفاعا عن أمنها القومى.. وسلامة شـعبها كما نجدد الدعوة لكل الأطراف للعودة إلى المسار السياسى بغية تحقيق السلام والأمن والاستقرار.. الذى يستحقه شعب ليبيا الشقيق.


وإذا كنا ننشد حقا تنفيذ القرارات الدولية.. وتحقيق السلام والأمن الدائمين فى منطقة الشرق الأوسط فليس أحق بالاهتمام من قضية فلسطين التى مازال شعبها يتطلع لأبسط الحقوق الإنسانية وهو العيش فى دولته المستقلة جنبا إلى جنب مع باقى دول المنطقة.


لقد استنزف الوصول إلى هذا الحق أجيالا واستنفد العديد من القرارات إلى حد بات يثقل الضمير الإنساني.

 

تضافر الجهود لمحاربة الإرهاب


قال السفير على الحفني، نائب وزير الخارجية الأسبق، إن الرئيس عبد الفتاح السيسي حرص خلال كلمته أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في دورتها الـ 75، على التأكيد بأنه يجب تضافر كافة دول العالم لمحاربة التنظيمات الإرهابية المنتشرة في الشرق الأوسط، وتوقيع إجراءات صارمة ضد الدول الداعمة لتلك التنظيمات.


وأضاف نائب وزير الخارجية الأسبق في تصريحات خاصة لـ "الهلال اليوم"، أن مصر عانت على مدار السنوات الماضية من التنظيمات الإرهابية، وجاء الوقت للعالم أن يتكاتف ويتضافر من أجل اتخاذ كافة الإجراءات تجاه الدول الداعمة لتلك التنظيمات الإرهابية سواء كان عن طريق التمويل أو التسليح أو التدريب.


وأوضح أن مصر ظلت على مدار السنوات الماضية تحارب الإرهاب، وتتخذ خطوات جادة للحد من انتشار التنظيمات الإرهابية في دول الجوار كاليبيا، مشيرا إلى أن مصر لها خطوات وجهود كبيرة في ملف القضاء على التنظيمات الإرهابية وآن الأوان للمجتمع الدولي والعالم أن يتكاتف وتتضافر جهوده في محاربة الإرهاب.


خطاب شديد وواضح


قال العميد خالد عكاشة، مدير المركز المصري للفكر والدراسات الإستراتيجية، إن كلمة الرئيس عبد الفتاح السيسي أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، في دورتها الـ 75، جاءت شديدة الوضوح وبصراحة تامة، وأشارت إلى نقاط تثير قدر عالي من القلق لدى الرأي العام الدولي، وهي التنظيمات الإرهابية والدول الداعمة له.


وأضاف عكاشة في تصريحات خاصة لـ "الهلال اليوم"، أنه على المجتمع الدولي أن يتضافر ويكون لديه الإرادة الكامل في محاسبة الدول التي تعتمد على خرق القرارات والقوانين الدولية، مشيرا إلى أن هناك بعض الدول الإقليمية تطورت في التعامل مع التنظيمات الإرهابية بل وقامت بدعمها عن طريق نقل المليشيات إلى دول أخر، مما عمل على تهديد السلم الأمن الإقليمي.


وأشار إلى أن الرئيس السيسي خلال كلمته أمس أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، طالب بضرورة محاسبة الدول التي تعمل على إثارة الفتن ونشر الإرهاب في الشرق الأوسط، متابعا أن الرئيس تحدث بوضوح شديد عن جهود مصر في ضمان وحدة الأراضي الليبية للوصول إلى مرحلة الاستقرار، وذلك من خلال مؤتمر بريلن واتفاقية الصخيرات والمبادرة المصرية وجعل سرت والجفرة خط أحمر، إذا تم دخوله سيكون هناك تدخل وذلك لأنه تعدي على أمن مصر القومي والإقليمي.


خطاب يطالب بالمحاسبة


قال السفير محمد الشاذلي، مساعد وزير الخارجية الأسبق، إن الرئيس عبد الفتاح السيسي، طالب في كلمته أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في دورتها الـ 75، بضرورة محاسبة الدول التي تدعم الإرهاب وتعمل على تأجيج الصراعات في الإقليم سواء كان في "سوريا أو ليبيا أو العراق".


وأضاف الشاذلي في تصريحات خاصة لـ "الهلال اليوم"، أن القرارات التي تصدر من مجلس الأمن طبقا للقوانين أصبحت لا تنفذ، لذا نوه الرئيس عبد الفتاح السيسي أمس إلى ضرورة محاسبة الدول التي تخترق قرارات مجلس الأمن والقانون الدولي، مؤكدا أن تلك الدول عملت خلال السنوات الماضية على نشر المليشيات ونقل الأسلحة إلى دول الشرق الأوسط.


وأشار إلى أن الرئيس السيسي نوه في الجمعية العمومية للأمم المتحدة، أن سرت والجفرة في ليبيا خط أحمر، وإذا تم اختراقهم فمصر لن تقف مكتوفة الأيدي، كما أكد الرئيس على أن مصر لا تقف في أوجه طموحات إحدى الدول الأفريقية ولكن نهر النيل يعد أيضا خط أحمر.

    الاكثر قراءة