في ذكري تحرير سيناء تسعي وزارة الاثار الي احياء طريق حورس الحربي من خلال إقامة بانوراما مصر العسكرية التي تحكي تاريخ أقدم جيوش العالم ,من خلال ترميم عدد من المواقع الأثرية التي تحكي تاريخ كل من ضحى بحياته وسال دمه على تلك البقعة من أرض مصر المباركة.
ومن المقرر إقامة بانوراما تاريخ مصر العسكري علي أرض سيناء وهي خمسة مواقع أثرية تؤكد أن التاريخ العسكري لا يقتصر على معركة واحدة أو على حرب أكتوبر 1973 فقط بل يمتد الى أبعد من ذلك بكثير منذ فجر التاريخ مرورا بالعصور الفرعونية والإسلامية وحتى العصر الحديث .
و أكد د.خالد العناني وزير الاثار أن الوزارة تعكف على تطوير المواقع الأثرية داخل شرق محور قناة السويس وغربه الى جانب ترميم القلاع الحربية التى تحكى تاريخ المدخل الشرقى لمصر,وان هناك اعمال للتنقيب أثرية تقوم بها أول مدرسة مصرية للحفائر بشمال سيناء للتنقيب عن آثار المواقع الأثرية على طريق حورس .
ومن جانبه أكد د. محمد عبد المقصود المشرف على المشروع ان طريق حورس الحربي يبدأ من القنطرة ويصل حتى منطقة رفح,وان منطقة القنطرة تحوي أكبر عدد من القلاع العسكرية,مشيرا الي ان منطقة شرق القناة تحوي مسرح روماني وحمامات وكنائس,المواقع هي " تل حبوة " ويمثل العصر الفرعوني من الدولة الحديثة والعصر الانتقالي الثاني خلال احتلال الهكسوس, ويحكي كيف انطلق الجيش المصري معاركه خاصة وأن تلك المنطقة كانت مقر لجيوش الملوك سيتي ورمسيس الثاني وتحتمس وأحمس,و" تل دفنة "حيث يحكي عصر الأسرة 26 ومنهم بسماتيك الأول الذي أسس هناك عدة قلاع لحماية حدود مصر الشرقية وأقامها في غرب القناة,ثم تل " أبو صيفي" ومنطقة البلوزيوم في شرق القناة التي ترجع الى العصر اليوناني الروماني ,وتحوي قلعة ضخمة البولوزيوم الضخمة ومسرح روماني كامل, هي أكبر القلاع العسكرية تحصينا بل تملك 36 برج بأسوارها التي تحيط بها وهي آخر القلاع التي حاولت صد الجيش الإسلامي لدى دخوله مصر,لذا فهي ترصد تاريخ الجيش أيضا خلال العصر الإسلامي أيضا,
عند أعلى عتبات المسرح الروماني الذي يعود للقرن الثالث الميلادي الموجود بالقنطرة شرق وقف "عبد المقصود " يحكي عن كيف قامت وزارة الآثار بترميمه بما يزيد عن مليون قالب من الطوب بعدما قامت القوات الإسرائيلية بتدميره قبل خروجها من سيناء بالرغم أن أكبر المسارح الرومانية القديمة في مصر بل إنه يشبه الى حد كبير مسرح مدينة تدمر السورية الأثرية,مشيرا الى أن القضية لاتزال مثارة بين مصر وإسرائيل حول تعويض مصر عن آثارها التي قامت إسرائيل بتدميرها,
ويوضح " عبد المقصود" بأن بناء القلاع قد يوازي بناء أهرامات الجيزة , على سبيل المثال قلعة " ثارو" طول سورها حوالي 400 متر في عرض800 متر أي حوالي 1200 متر طول في ارتفاع 12 متر وهناك أيضا قلعة تل دفنة الضخمة ,علما أن القلاع توضح طريقة تطور بنائها هناك قلاع مبنية من الطين وأخرى من الحجر ثم الطوب الأحمر وبالتالي فإن المشروع سيرصد تاريخ بناء العمارة العسكرية في التاريخ,
خلال عمليات الحفائر عثر الأثريين على عدد من المقابر والتي تحوي هياكل عظمية لجنود مصريين ترجع تاريخها الى عصور مختلفة ومنها مقابر تعود الى أكبر معركة قادها الجيش المصري لطرد الهكسوس كانت عند القنطرة شرق والتي قادها "أحمس" عند قلعة "ثارو" بل إن الموقع تم اكتشافه بمعرفة الجيش المصري خلال حرب 1973 ,حيث أن الجيش بعد عبوره لقناة السويس تمركز عند نفس البقعة التي تمركز فيها جيش "رمسيس الثاني" مما أكد أن نفس العقلية العسكرية لم تتغير على حد تعبير "عبد المقصود",
وكانت وزارة الآثار قد وضعت خطة متكاملة لمواكبة مشروع حفر قناة السويس الجديدة من أهم أولوياتها تطوير جميع المناطق الأثرية التي لا تبعد أقربها سوى 3كم عن مواقع الحفر وأبعدها حوالي 10 كم فقط .
ويذكر أن عمليات التنقيب عن القلاع الحربية بسيناء قد بدأت مبكرا خلال تولي د.أحمد قدري مسئولية الآثار في نهايات الثمانينات وبدايات التسعينات والعمل تطور واستمر حتى جاء افتتاح قناة السويس الجديدة لتمنح المشروع بعدا سياسيا وثقافيا وسياحيا للمنطقة,كما تسببت في وجود تجمعات من السكان عند شرق القناة بعدما كانت تلك الأماكن مهجورة ولا يسكنها أحدا.