أدلى الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، بتصريحات صحفية عقب انتهاء زيارته لمحافظة كفر الشيخ، يرافقه عدد من الوزراء والمحافظ، قائلا: تركيزنا الشديد اليوم على متابعة عدد كبير من المشروعات هدفها الأول هو خدمة المواطن المصري.
وأضاف رئيس الوزراء أن الزيارة بدأت بتفقد مكونات جامعة كفر الشيخ التي تعتبر من أحدث الجامعات على مستوى الجمهورية، والتي أضيف لها عدد من الكليات الحديثة التي تتواكب مع العلوم والتقنيات الحديثة، مثل كلية النانوتكنولوجي، وكلية أخرى خاصة بمجال المصايد والمزارع السمكية، وهي كلية تخدم طبيعة المحافظة والاحتياج الفعلي لسوق العمل المصري، مشيرا إلى أن الفترة المقبلة سيكون تركيزنا على الكليات التي تخدم سوق العمل.
وأوضح مدبولي أن الزيارة شملت تفقد عدد من المشروعات في القطاع الصحي، مؤكدا وجود تعليمات من الرئيس عبد الفتاح السيسي بالنهوض بهذا القطاع المهم، حيث تم تفقد مستشفى الطوارئ التابعة لجامعة كفر الشيخ، الذي يجري إنشاؤه بتكلفة نحو 2 مليار جنيه، حيث تم التوجيه بسرعة إنهائه، ثم قمنا بزيارة مركز الأورام التابع لوزارة الصحة، والذي تقترب تكلفته مع الانتهاء منه من مليار جنيه.
وأضاف: نحن في هذا الصدد نتحدث عن صرحين طبيين عظيمين تصل تكلفتهما على الدولة إلى 3 مليارات جنيه، لخدمة محافظات الدلتا الأخرى، ونحرص على أن يكون في كل محافظة مصرية صروح طبية مماثلة من أجل رفع جودة الخدمات الطبية، مشيرا إلى أن هذه الاستثمارات الطبية الهائلة تم ضخها في مشروعات كانت مخططة من قبل، وظلت متوقفة لفترات طويلة، وبدأت الدولة في ضخ استثمارات بهذه المشروعات لإنهائها، والاستفادة بها.
وقال مدبولى: تضمن برنامج الزيارة تفقد نموذج مهم للغاية لمشروعات التنمية الزراعية، وهو مركز التقاوي بالمحافظة، الذي يعد أكبر مركز تقاوي للمحاصيل الزراعية على مستوى الجمهورية، ونموذجا للإنتاج الحيواني، وفي هذا السياق، أشار رئيس الوزراء إلى أن رئيس الجمهورية وجه بمضاعفة التمويل المخصص لمشروعات الانتاج الحيواني مثل مشروع البتلو، والذي تقوم وزارة الزراعة بتنفيذه، والذي بدأ بضخ مليار جنيه، تمت مضاعفته إلى 2 مليار جنيه، ونستهدف مضاعفته إلى 4 مليارات جنيه خلال الفترة المقبلة.
وتابع : المشروعات التي تتم في مجال الانتاج الزراعي والحيواني هدفها خدمة المزارع البسيط، وتوفير اللحوم الحية والطازجة، وهي مشروعات لها أثر ايجابي كبير ويمكن متابعة ذلك من خلال أسعار اللحوم خلال العامين الماضيين من حيث ثبات الأسعار وعدم وجود زيادة بها، ويأتي هذا ضمن ما تبذله الدولة من جهود لتأمين الموارد الغذائية لكافة المواطنين، كما يمكننا ملاحظة الانخفاض في أسعار عدد من السلع في أوقات كثيرة حتى تكون في متناول المواطنين.
وأضاف : تفقدنا أيضا عددا من المشروعات التي تخص قطاع الإسكان والصرف الصحي والإسكان الاجتماعي، وهنا يجب الإشارة إلى أن محافظة كفر الشيخ من المحافظات التي يوجد بها ندرة في الأراضي التابعة للدولة التي يمكن بناء مشروعات إسكان عليها، لافتا إلى أن المشروع قارب على الانتهاء من المرحلة الأولى منه، وأنه كلف وزير الإسكان والمحافظ بالتوسع فورا في المراحل التالية من المشروع من أجل سرعة توفير الوحدات السكنية لأهالينا وشبابنا في كفر الشيخ، حيث يوجد قائمة انتظار، وتم التوافق على إنشاء المرحلة الثانية من المشروع.
كما تضمنت الزيارة، وفقا لتصريحات رئيس الوزراء، تفقد مشروعات مهمة للغاية في مجال الصرف الصحي، حيث تم استخدام تقنية توليد الطاقة من البيوغاز لأول مرة، وفي هذا الصدد قال الدكتور مصطفى مدبولي: سنتوسع خلال الفترة المقبلة في هذه التقنية وهي تقنية مهمة يتم خلالها استخدام الفضلات من الصرف الصحي لتوليد الغاز ومن ثم توليد الكهرباء، فهي بالإضافة إلى أنها تخلصنا من الفضلات تولد الطاقة وتفتح الباب أمام فرص عمل للشباب وللشركات الصغيرة والمتوسطة في هذا المجال، هذا بالإضافة إلى تقنيات أخرى في مسألة معالجة مياه الصرف الصحي.
وأضاف رئيس الوزراء أن من بين المشروعات التي نعتبرها شرايين للتنمية، فقد تم تفقد المرحلة الأولى من محور كفر الشيخ دسوق، بطول 10 كم، وتكلفته 1.1 مليار جنيه، لافتاً إلى أن الدلتا تواجه مشكلة تتمثل في عدم وجود محاور طرق تستوعب الحركة في ظل النمو والمدن الكبيرة، لهذا فإن هذا المحور، جزء من شريان أفقي، يبدأ من قناة السويس حيث أنفاق الإسماعيلية، ومحور 3 يوليو، ويمتد ليصل إلى المنصورة ثم المحلة الكبرى ثم إلى كفر الشيخ ودسوق وفوة، وصولاً إلى طريق الإسكندرية الصحراوي، موضحا أنه محور أفقي رائع، وتم التوافق مع وزير النقل على الإسراع في العمل في تنفيذ هذا المحور، والذي سيتفرع منه روافد نحو الشمال، منها للطريق الدولي الساحلي، بما يحقق الربط في الدلتا بصورة كبيرة جداً.
وأشار إلى أن الدولة لديها مشروع مهم تضعه كأولوية أولى، هو رفع كفاءة شبكة الطرق الداخلية، والطرق التي تربط بين المراكز في محافظاتنا، لتخفيف المعاناة عن المواطنين، وتم التوافق مع وزير النقل على خطة طموحة وعاجلة لتطوير طريق الإسماعيلية الزراعي، وطريق الإسكندرية الزراعي، فالحركة على هذه الطرق أصبحت ضخمة جداً، وتسببت حركة النقل الثقيل في تدهور العديد من الوصلات على هذه الطرق، وهذه سيتم العمل عليها، بحجم استثمارات ضخمة جداً، ولكن الدولة ترى ضرورة تنفيذ هذا التطوير لكون هذه الطرق تخدم عددا كبيرا من المواطنين، ما يتطلب خطة عاجلة للتنفيذ.
ولفت مدبولي إلى أن الزيارة اختتمت بأحد المشروعات القومية التي وجه الرئيس عبد الفتاح السيسي، رئيس الجمهورية، الحكومة بتنفيذها في زمن قياسي، وهو مشروع تبطين الترع والمصارف، حتى نتمكن من الاستفادة من هذا المشروع المهم في تقليل هدر المياه التي تضخ في الترع، ورفع كفاءة البيئة عبر إزالة الحشائش والمخلفات من جانبي الترع والمصارف، لافتاً إلى أن المرحلة الأولى من هذا المشروع تصل إلى 7 آلاف كم، ويتم العمل حالياً في أكثر من 3500 كم منها، بواقع 50 %، مشيراً إلى أن الدولة تسارع الزمن للانتهاء من هذا المشروع، خلال عامين أو أقل في كافة أنحاء مصر من الدلتا إلى الصعيد، لنصل بالمياه إلى الأماكن التي لم تكن المياه تصل إليها في الأطراف، وكان فلاحونا يعانون فيها من نقص المياه، مؤكداً أن الحكومة لديها تصور للوصول إلى أكثر من 20 ألف كم في هذا المشروع الهام خلال السنوات القليلة القادمة.
وأكد رئيس الوزراء أن محافظة كفر الشيخ نموذج صارخ لعملية تعديات البناء، وخلال الجولة ندرك كم أن هذه القضية التي تركناها على مدار عشرات السنين، تسببت في إهدار للأراضي الزراعية، وعمران غير مخطط وغير منظم، وأصبح لدينا مشكلة كبيرة هى كيف نتمكن من رصف شوارع، وتوصيل مرافق وخدمات، فالعمارات الكبيرة الموجودة حاليا والتي تصل ارتفاعاتها إلى 12 او 14 دورا، على شوارع لا يزيد عرضها عن 3 او 4 أمتار، لذا نؤكد مرة أخرى على أن هذه الظاهرة تتصدى لها الدولة بصورة قوية جداً وحاسمة، والأهم اننا نفتح ملف التصالح ونفتح الباب لأهالينا للتقدم وتقنين الأوضاع، ونؤكد مرة أخرى للمحافظين ومديري الأمن المنع البات والتام لأي نمو آخر غير مخطط وغير منظم، فكفانا إهدارا واستنزافا لموارد الدولة، وضياعا لأراضينا الزراعية التى لا يمكن تعويضها، والمنتج غير صحي وغير سليم.
وقال مدبولي: موضوع البناء على الأراضي الزراعية غير مقبول وغير مسموح، ويعد جريمة في حق هذا الوطن، وحان الوقت كي نتوقف تماماً عن هذه الظاهرة السلبية، التي نعاني منها منذ 40 سنة ماضية.