قال أسامة هيكل، وزير الدولة للإعلام، إن القيادة السياسية استهدفت من إعادة وزارة الإعلام وضع سياسة إعلامية للدولة ترتكز على الاستباقية والمصداقية والابتكار والمعلوماتية وتدفق المعلومات، فضلاً عن إشراك المواطن في كافة الأزمات التي تواجهنا.
جاء ذلك خلال مشاركة وزير الدولة للإعلام في الموسم الثالث من حوارات "صوت مصر - تغيير الواقع" Narrative Summit- Reshaping Norms والتي تستضيفها قمة "صوت مصر" على منصات التواصل الاجتماعي الخاصة بها لمناقشة الخبراء والمتخصصين في القضايا المختلفة.
وأضاف هيكل أن وزارة الدولة للإعلام تعود بمنهجية جديدة في العمل تختلف عن طبيعة عملها في الماضي، وطبقا للدستور الحالي يمنح المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام التراخيص للقطاع الخاص ويراقب عمله، وتتولى الهيئة الوطنية للصحافة الصحف القومية، بينما تدير الهيئة الوطنية للإعلام الإذاعة والتليفزيون؛ لذلك عندما قرر رئيس الدولة إعادة وزارة الإعلام كان الهدف التنسيق مع هذه الجهات الثلاث لوضع السياسة الإعلامية للدولة.
وأوضح أن الحكومة المصرية وضعت خلال أزمة كورونا هدفين أساسيين أولهما الحفاظ على صحة المواطن، وثانيهما المحافظة على الاقتصاد من الانهيار، وعملت وزارة الدولة للإعلام على تحقيق ذلك من خلال إشراك المواطن في إدارة الأزمة، وأن تكون أول من يقول المعلومة؛ لذلك تشكلت مجموعة إدارة الأزمة التي تتخذ قرارات يعلنها رئيس الوزراء للناس بنفسه، أو وزير الدولة للإعلام بالنيابة عنه حتى لا تكون هناك فرصة لأي اختراق من مروجي ال إشاعات.
وأفاد وزير الدولة للاعلام بأنه تم الاتفاق مع وزارة الصحة على إصدار بيان رسمي يوميا بعدد الإصابات، والمحافظات الأكثر إصابة والفئات الأكثر عرضة للإصابة وكيفية اتخاذ الاحترازات المطلوبة، مع التأكيد على المصداقية في أي معلومة نقدمها ، وسرعة تصحيح المعلومات الخاطئة؛ فأزمة كورونا ليست أزمة عادية حيث كنا نتابع ما تقوم به الدول وقرارات منظمة الصحة العالمية ونتخذ إجراءات على هذا الأساس.
وأشار إلى أن "الجدال والمنافسة بين الصحافة المطبوعة والإلكترونية ليس له أي داعٍ لأنه أصبح أمراً واقعاً، فخلال السنوات القليلة الماضية دخلت تطبيقات الذكاء الاصطناعي في مجال الإعلام، والتطور التكنولوجي ليس كتابة الخبر على الكمبيوتر فحسب لكن الأهم أن يواكب هذا التطور احتياجات الجمهور الذي أصبحت كل حياته أونلاين، والصحافة إذا لم تنتبه لهذا الأمر فسيكون لدينا مشكلة كبيرة، لذلك من المهم أن يطور الصحفي نفسه لكي يستطيع العمل وفق احتياجات الجمهور المتلقي؛ فالصحافة والإعلام مهن تأثير وكلما أحدثوا تأثيراً أكبر كلما كان نجاحهم في مهمتهم أكبر، فأرقام توزيع الصحف قبل وبعد أزمة كوفيد ١٩ تعد مأساة، وبالتالي لابد من إعادة النظر في كيفية صنع هذا التأثير بين الجمهور".
وأضاف وزير الدولة للإعلام أن "الأعمار أقل من ٣٥ سنة ويمثلوا نحو ٦٠٪ أو ٦٥٪ من المجتمع لا يقرأون الصحف أو يشاهدون التليفزيون وإنما يشاهدون فيديوهات متنوعة على أجهزة الموبايل وبالتالي من المهم التفكير في نمط حياة هذه الفئات، وتوظيف التكنولوجيا بشكل صحيح، وتوعية أولادنا بما يسمى التربية الإعلامية وأن تصبح جزءاً من المناهج في المراحل الدراسية الأولى من حياتهم لكي يميز عقل الطفل بين الصواب والخطأ فيما يشاهده أو يستمع إليه".
وأكد هيكل أن "جزءاً من خطة وزارة الدولة للإعلام هو صورة مصر في الخارج، وكيفية التعامل مع المراسلين الأجانب وتوصيل وتوفير المعلومات التي يحتاجون إليها بصورة سهلة؛ لأن المعلومات قادمة لا محالة ولو امتنعنا عن تقديمها وبسرعة سنتيح للغير تقديم المعلومات التي ربما تكون مضللة أو ناقصة أو تريد توجيه الرأي العام في اتجاه معين".
وتابع قائلاً "لابد أن نحرص على تواجدنا في الصورة باستمرار، وكانت لنا تجربة بسيطة عندما كتبت إحدى الصحف الأجنبية كلاماً غير صحيح عن مصر فقمنا بالتواصل مع الصحيفة وكاتب المقال الذي أشار إلى أن المسؤولين الحكوميين في مصر لا يتجاوبون أو يقوموا بالرد وبنى القصة كلها على ذلك، وبعد التواصل معه اتضح أن هذا المسؤول الحكومي الذي يقصده وحاول التواصل معه هو موظف صغير في الهيئة العامة للاستعلامات، ولأنه لم يرد على الصحفي كاتب المقال فخرج بهذه المقالة بهذا الشكل، فبدأنا التواصل معه وتوضيح الأمور له وتأثير ذلك على الإعلام".
وعن المبادرات التي تقوم بها وزارة الدولة للإعلام، قال هيكل "إن الوزارة أطلقت مجموعة من المبادرات مثل مبادرة سفراء الإعلام الجديد وتقوم فكرتها على أنه مع التطور التكنولوجي أصبح كل مواطن يستطيع أن ينشئ قناة يقدم خلالها برامج ويكون له جمهور من المتابعين، والفكرة كانت أن نستوعب تلك الطاقات وبدلاً من مصادرهم المحدودة للمعلومات نمدهم نحن بكافة المعلومات، وسيتم اختيار ٢٠ أو ٣٠ من المتقدمين بحيادية تامة لنبدأ معهم زيارات إلى المشروعات القومية وتوضيح التغيير الذي حدث في مصر في وقت مذهل، فعلى سبيل المثال بالنسبة للطرق قفزت مصر ١٠٠ درجة في المؤشر ووصلنا لرقم ٢٨ عالمياً بعد أن كنا في المركز ١٣٠، وبالتالي لابد من تسليط الضوء على هذا وتوضيح فائدة الطرق في حياة المواطن".
وتابع هيكل"المبادرة الثانية هي مبادرة خبر في صورة وهي أحد أنواع صحافة المواطن، فالكثير من الناس الآن أصبحوا يعتمدون على الموبايل في التقاط الصور والفيديوهات التي قد تقدم قصصاً خبرية قوية، ومن خلال تلك المبادرة نقول للمواطن إنه بالجهاز الصغير الذي يحمله في يده يمكن أن يحدث تأثيراً إيجابياً كبيراً، ومن المخطط بعد ذلك أن ننظم رحلات لهؤلاء المواطنين الذين سيتم اختيارهم إلى المناطق السياحية والمحميات الطبيعية".
واستطرد هيكل قائلاً "أما بالنسبة للصور التي يلتقطها المواطنون وتظهر مشكلة أو شكوى فأقوم بنفسي بإحالتها إلى الوزير المختص للتحقيق فيها، دورنا هو خلق حالة من التواصل الدائم والمستمر مع كافة الجهات لذلك أجد أن التسمية الواقعية لوزارة الدولة للإعلام هو وزارة التواصل الحكومي".
وأكد وزير الدولة للإعلام إيمانه بضرورة المنافسة، "فعندما يرى المشاهد عدداً من القنوات تتحدث كلها في نفس الموضوع وبنفس الطريقة، بالطبع سينصرف عنها، ومن الضروري عند وقوع حدث أن تتناوله كل وسيلة أو قناة بأسلوبها، وهو ما يميز المذيع الشاطر عن غيره، وهو سبب وجود مشاهدة عالية لبرنامج عن آخر، ففكرة "العافية" غير موجودة بالإعلام، فالإعلام يدار بالخبرة والعقل وليس بالعضلات والناس تثق وتتجه إلى من يحترم عقلها ويقدم لها معلومة حقيقية".