أكد الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، أن الجامعة العربية كانت وستبقى داعمة للقضية والشعب الفلسطيني حتى يحصل على حقوقه المشروعة.
وقال أبو الغيط - في مقابلة مع برنامج "على مسئوليتي" على قناة صدى البلد - إن" الدولة الفلسطينية قادمة لا محالة، وسنصل إلى حل، ويجب ألا نيأس وأن نتمتع بالمبادرة والأفكار وبكل ما هو جيد في المفاوضات دون التخلي إطلاقا عن الأسس لتحقيق الهدف".
وطالب بإنهاء الانقسام الفلسطيني - الفلسطيني في أسرع وقت ممكن، وقال موجها حديثه للفصائل الفلسطينية "لابد من إنكار الذات والمصالح وإعلاء مصلحة الشعب فوق كل اعتبار".
وتابع "إن مسئوليتنا هي دعم الشعب الفلسطيني والقيادة الفلسطينية للخروج من هذا الوضع بالغ الصعوبة الذي تمر به القضية الفلسطينية".. مضيفا "منذ معرفتي للحياة والقضية الفلسطينية في عقلي وقلبي ومواقفي كلها تقول ذلك".
وأعرب عن دهشته ممن يزعم أن أمين عام الجامعة العربية يتبنى خطة السلام الأمريكية.. مؤكدا أن مواقفه كلها ضد هذه الخطة، وكذلك الجامعة العربية والقيادة والشعب الفلسطيني .
وأشار أبو الغيط إلى أنه لم يسبق على مدى الـ 70 عاما الأخيرة أن جاءت إدارة أمريكية بموقف حاد ضد الفلسطينيين مثل الإدارة الحالية التي عاقبت اللاجئين الفلسطينيين بوقف المساعدات لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين (أونروا)، واعترفت بالقدس عاصمة لإسرائيل، كما قدمت مقترحا للتسوية وأسمته "خطة السلام الأمريكية" وهي خطة تأخذ من الفلسطينيين كل شيء ولا تعطيهم أى شيء، وهي مرفوضة تماما .
واستطرد قائلا "إنه يتفهم حالة الغضب لدى الأشقاء في فلسطين، ومن حقهم أن يعبروا عن رأيهم لكن ليس من حقهم أن يقرأوا مواقف الأمين العام للجامعة العربية بالنسبة للقضية الفلسطينية خطأ".
وتابع قائلا: "يجب على كل إنسان أن يعرف أن الأمانة العامة للجامعة هي انعكاس للمواقف الجماعية للدول، كما أن الأمين العام هو انعكاس لإرادات الدول العربية"، مضيفا "أننا لدينا مسؤوليات والتزامات تجاه القضية الفلسطينية، ولكن لدينا التزاما آخر في الحفاظ على الجامعة العربية لأننا في وضع مأساوي".
وشدد أبو الغيط على أن الدول العربية لم تتخل عن القضية الفلسطينية، معربا في الوقت ذاته عن أسفه من الإدارة الأمريكية التي ضربت بالقانون الدولي عرض الحائط وأعطت إسرائيل ما لا تستحق، مشددا على أن دولة الاحتلال تتحرك بالزحف الهادئ المستمر للاستيلاء على الأراضي الفلسطينية، ولفت إلى أن العرب حاولوا بالحروب حل القضية الفلسطينية في الماضي ولكنها لم تحقق نتائجها.
وأعرب أبو الغيط عن دهشته من الدول الغربية التي تتحدث عن حقوق الإنسان ولا تتحدث عما يفعله الاحتلال الإسرائيلي بالشعب الفلسطيني، مشددا على أن الشعب الفلسطيني لن يقبل إطلاقا التنازل عن حقوقه في الدولة والأرض.
وأوضح الأمين العام لجامعة الدول العربية أن فلسفة إنشاء الجامعة العربية مختلفة عن الاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة، مضيفا "أن الجامعة العربية هي جهاز للتنسيق بين مواقف الدول العربية، وإذا كنا نريد جهازا قويا وفعالا فلابد من وجود تمويل ليؤدي هذا الجهاز دوره".
وأكد على أن هناك بعض الأصوات التي ترغب في إنهاء دور الجامعة، متسائلا "عندما تنتهي الجامعة هل يستطيع العرب والأمة إعادة لم هذا الشتات وبهذا الوضع ونعيد صياغته في شيء حازم ومؤثر؟، ولصالح من ستنتهي الجامعة العربية؟..لصالح الذئاب الإقليمية التي تريد نهش الأمة العربية؟!".
ومضى يقول إن هناك لجانا داخل الجامعة تعقد اجتماعات منذ 7 سنوات لتعديل الميثاق ولكن بدون انفراجة حتى اليوم، وإذا تواجدت بالفعل رغبة لدى الدول في تعديل الميثاق سيحتاج الأمر إلى اجتماع لوزراء الخارجية لحسم ما هو معلق".