تحيي منظمة اليونسكو غدا الاثنين اليوم العالمي للمعلمين، حيث يركز الاحتفال هذا العام 2020 تحت شعار "المعلمون: القيادة في أوقات الأزمات ووضع تصور جديد للمستقبل" في ظل وباء (كوفيد- 19) الذي زاد الصعوبات التي تعاني منها النظم التعليمية في العالم الذى بات يقف عند مفترق طرق أكثر من أي وقت مضى لحماية الحق في التعليم وتطبيقه في ظلّ الظروف الجديدة التي فرضتها الجائحة.
وبحسب تقرير اليونسكو، فرضت التحديات غير المسبوقة التي أوجدها وباء (كوفيد- 19) قيوداً على نظم التعليم الأمر الذي ترتب عنه إجراء مراجعة لأساليب التعليم التي ينتهجها المعلمون وأداء عملهم بشكل عام. ومع تسارع العالم لكبح انتشار (كوفيد- 19)، كان 191 بلداً قد أغلقت مدارسها، من مرحلة ما قبل الإعدادية إلى المستوى الجامعي، مما أثّر على 5ر1 مليار طالب وطالبة، أو أكثر من 9 طلاب من بين كل 10 طلاب حول العالم.
وأكد بيان للمركز الإعلامي للأمم المتحدة في هذه المناسبة أن الدور القيادي الذي اضطلع به المعلمون عند التصدي للأزمة لم يكن مناسباً وحسب، وإنما كان حاسماً أيضاً من ناحية الإسهامات التي قدمها المعلمون لتوفير التعلم عن بعد، ودعم الفئات الضعيفة وإعادة فتح المدارس وضمان سد الثغرات التعليمية.
ومنذ الخامس من أكتوبر منذ عام 1994 يتم إحياء ذكرى توقيع توصية اليونسكو ومنظمة العمل الدولية لعام 1966 بشأن أوضاع المدرسين. وتضع هذه التوصية مؤشرات مرجعية تتعلق بحقوق ومسؤوليات المعلمين، ومعايير إعدادهم الأولى وتدريبهم اللاحق وتوظيفهم، وظروف التعليم والتعلم. أما توصية اليونسكو بشأن أوضاع هيئات التدريس في التعليم العالي فقد اُعتمدت في عام 1997 لتكمل توصية عام 1966 فيما يخص أوضاع هيئات التدريس والبحوث في التعليم العالي. وهكذا أصبح اليوم العالمي للمعلمين فرصة للاحتفال بالإنجازات والنظر في طرق كفيلة بمواجهة التحديات المتبقيّة، وذلك من أجل تعزيز مهنة التدريس.
ولمواجهة ظروف (كورونا) تحولت كثير من الحكومات والمؤسسات إلى التعليم عن بعد للحفاظ على التدريس والتعلم لكنه استناداً إلى البيانات المستمدة من معهد اليونسكو للإحصاء والاتحاد الدولي للاتصالات، يواجه نصف طلاب العالم تقريباً عوائق كبيرة في التعلّم عبر الإنترنت. وعلى مستوى العالم، هناك ما يقارب 826 مليون نسمة، أي 50 % من الناس، لا يتوفر لديهم جهاز حاسوب منزلي، بينما يوجد 706 ملايين نسمة، أي 43 % من الناس ليس لديهم اتصال بالإنترنت في بيوتهم.
وفي البلدان منخفضة الدخل، تبلغ معدلات السبل المتاحة إلى الحواسيب وشبكة الإنترنت أدنى من ذلك. ففي إفريقيا جنوب الصحراء الكبرى، تبلغ نسبة المتعلمين ممن لا تتوفر لديهم أجهزة حواسيب منزلية 89 % ، وأما من يفتقرون إلى سبل الاتصال بشبكة الإنترنت فتبلغ نسبتهم 82% .
وأظهرت الهواتف المحمولة قدرات كبيرة في الربط بين المتعلمين لنقل المعلومات إليهم وما بين أحدهم الآخر، ولكن هناك 56 مليون متعلم تقريباً حول العالم يعيشون في مواقع نائية لا تخدمها شبكات الهواتف الجوالة، ونصفهم تقريباً يعيشون في منطقة أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى. وقد تحولت بعض البلدان إلى وسائط تقليدية أكثر، لضمان إتاحة السبل الفئات المتأثرة بالتفاوت الرقمي.
وذكر تقرير اليونسكو أن تحويل المواد التعليمية إلى النمط الرقمي في غضون مهلة قصيرة يشكل تحدياً كبيراً نظراً إلى أن عدداً قليلاً من المعلمين لديهم مهارات رقمية ومهارات قوية في تكنولوجيا المعلومات والاتصالات. وفي العديد من بلدان جنوب غرب آسيا وأفريقيا جنوب الصحراء الكبرى، لا يمتلك سوى 20% أو أقل من الأسر اتصالاً بالإنترنت في المنزل.
وتشكل تربية المعلم تحدياً على وجه خاص في البلدان المنخفضة الدخل. ففي عموم أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى، استوفى 64 % فقط من معلمي المرحلة الإعدادية، و50% من معلمي المرحلة الثانوية الحد الأدنى من متطلبات التدريب الوطنية الخاصة بالتدريس، وبالإضافة إلى ذلك، ليس هناك عدد كاف من المعلمين والمعلمات في البلدان المنخفضة الدخل، ومقارنةً بالمعيار المقارن الدولي البالغ 1 معلم لكل 28 تلميذاً في المرحلة الإعدادية، هناك 1 معلم متدرب فقط لكل 56 تلميذاً في البلدان المنخفضة الدخل، و1 معلم لكل 60 تلميذاً في أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى.