الخميس 2 مايو 2024

سماسرة الوطنية

أخرى4-10-2020 | 17:04

تعرضت مفاهيم عديدة في العقود الأخيرة إلى أزمة تعريف تسببت في ضياع معالمها حتى لم يعد لها معنى راسخ في أذهان الناس، ونحن جميعًا مسئولون عن إعادة تعريفها وبثها في النفوس ليكون لها أثر في إزالة التشوه الذي أصابها.

ومن هذه المفاهيم "الوطنية" فلو فتشنا في وجدان كثيرين لوجدنا مئات التعريفات ومئات التصورات حول معناها وللأسف الشديد باتت لدي البعض من أصحاب النفوس الرخيصة مرادفًا للانتفاع من السلطة أيا من كان شاغلها وباتت في أذهان آخرين مرادفًا للسخرية والاغتيال المعنوي حتى بات البعض يواجه الشرفاء محبي وطنهم بعبارة" سيبه أصله وطني".

ومن الفارقات المضحكة المبكية أن يكون المتمسح بالوطنية ما هو إلا سمسار مكاسب متدثرًا برداء فلسفي يوفر له غطاء مؤقتًا لخداع من حوله، وإن واجهته بحقيقته يصرخ في وجهك قائلًا:" الوطنية ليست حكرًا على أحد أنا بحب البلد بطريقتي".

 طريقتك.. أي طريقة فالمقاول اللص محمد علي يتغني بهذا المفهوم هو وغيره من أراجوزات تنظيم الإخوان الذي ينكر صنمهم الأكبر سيد قطب وجود شيء اسمه الوطنية؛ بل لم يخجل أن يقول ويلقن أتباعه جملته الأشهر" ما الوطن إلا حفنة من تراب عفن".

هؤلاء وإن كانوا الأكثر ظهورًا والأعلى صوتًا إلا أن "حزب الكنبة" وأقصد أغلبية المصريين التي تراقب وتفرز وتصنف دون ضجيج تملك التعريف وشفرة الوطنية كما تملك قدرة فائقة لا تعتمد على ثقافة يتحزلق بها منتفخ يردد عبارات معقدة يستعلي بها على الناس، ولا تعتمد على تمويل أو تدريب في الخارج لم يفرو لنا إلا وجوها عفنة منطقها التضليل وسلعتها الاستغلال.

سل حزب الكنبة الذي ما أن لمس صدقا في قيادته إلا واستنفر قواه لمساندتها، وحمل لواء الصبر في تحمل إجراءات اقتصادية صعبة كان هو الممول الأول لفاتورتها الباهظة، وتنازل من أجلها عن مكاسب استعملت طويلًا لإسكات غضبه من تدهور أصاب مناحي حياته إيمانا منه بأنها الدواء المر الذي لم يتعاطاه منذ عقود.

وبين هؤلاء وأولئك يستقبل المصريون خلال أسابيع انتخابات مجلس النواب ووسط محاولات خبيثة- يمارسها أعداء كثر لمصر ولمسارها عقب ثورة 30 يونيو الأعظم في تاريخ البشرية لتشويه هذا المجلس قبل أن يتكون ووسم أعضائه بالمنتفعين – يراقب المصري الصامت الصامد صاحب مفاتيح الوطنية وشفراتها الجميع بفطرته التي تضرب جذورها في التاريخ المتحصنة بجينات تستطيع أن تصحح مسارها أتوماتيكا يراقب الجميع يستمع ليمرر الحديث على قلبه هل يصدقه أم لا؟.. يرى بعينه ليكون شاهدًا على سماسرة الوطنية ومرتزقي الوطنية لينزل بهم عقابه السريع بإضفاء الشرعية أو عقابه الأوسع مدى وهو التجاهل والصبر إلى حين يصبح السكوت عنده خيانة لا يرضاها لنفسه.

ما أعظمكم أيها المصريون لا يزيدكم تطاول مستأجر، أو سخرية مأجور إلا رفعة مكان ومكانة لا تشترى بالمال ولا تثبت بنفوذ أشبه بالاحتلال.. لقد أدرك الرئيس عبد الفتاح السيسي، ذلك مبكرًا فكان الأعلى صوتا في التنبيه على وعيكم والأكثر حرصًا على دفعكم دائما على حسن اختيار من يمثلكم مطالبا بإسقاط حسابات العزوة والعائلة في قراركم لصالح الأكفأ والأكثر قدرة على استخدام معرفته وخبرته لتغيير حقيقي ينعكس على حياتكم.. تحية للمصريين كاشفي سماسرة الوطنية وفاضحيهم.    

    Dr.Randa
    Dr.Radwa