الإثنين 1 يوليو 2024

السادات: واجهت كل ألوان السخرية و"التريقة" قبل حرب أكتوبر

تحقيقات6-10-2020 | 19:14

يعد السادات واحدًا ممن خاضوا فى وسط ضباب التشكيك وروح الانهزام معركة من أخطر معارك التاريخ، وواجه عقبات كثيرة ومواقف معقدة خاصة بعد طرحه على جماهير الشعب شعار "الصبر والصمت" عام ١٩٧٢، وقد أخذ البعض يتناول هذا الشعار بالسخرية والنقد، حتى وقعت مفاجأة السادس من أكتوبر ١٩٧٣ .


ووصف الرئيس أنور السادات  تلك الفترة من تاريخ مصر فى حواره النادر مع أمينة السعيد والذى فى نُشر عبر صفحات مجلة الهلال فى العدد الصادر فى الأول من أكتوبر1976، قائلا: "والله كانت فترة مليئة بالمعاناة والمرارة، ولكننى قلت وأقول دائماً إننى أخرج بنفسى وذاتى من دائرة التفكير والانفعال حتى لا يكون قرارى مشوبًا بأى غضب خاص أو انفعال شخصى، فالقضية هى قضية مصر وهى عندى أكبر من كل شيء، وأكبر من كل انفعال أو غضب .. عندما أعلنت شعار "الصبر والصمت" واجهتنى ألوان من السخرية و"التريقة"، ولم يكن أمامى سوى أمر من اثنين: أما أن أحكى قصة الاتحاد السوفييتى وموقفه كاملًا ، وأكشف كل شيء أمام الرأى العام المحلى والعالمى، ولم يكن هذا الوقف فى مصلحة مصر.


ويضيف السادات: "لقد كنت أتمنى - كبشر- أن أكتشف موقف السوفييت حتى يعرف الناس الحقيقة ، فقد كان موقف السوفييت فى سنة الحسم متعمدًا للإضرار بى وللإساءة لى، ولكننى آثرت أن أكتم انفعالى، وأن أتحمل ألمى وحدى واخترت الأمر الثانى وهو الاحتمال من أجل مصر. تحملت السخرية و"التريقة" ولم أقم اعتبارا لهذه الصغائر، وهذا هو خط سيرى دائمًا ..لا شيء يستطيع أن يجرفنى أو يشدنى إلى معركة شخصية أو مواقف انفعالية، فأنا أنظر أولا إلى الصالح العام، وأضع أمامى المعركة الوطنية الأصلية في ميادينها المختلفة، ولا أبدد جهدى فى معارك جانبية أبدا."


ويشير السادات إلى أنه كانت نتيجة هذا الموقف هو "الشماتة" التى ملأت الصحافة الغربية حيث كانوا يقولون إن سنة الحسم انتهت بدون أى نتيجة، وقد كان الحديث عن سنة الحسم نوعًا من "الجمجمة" ومصر لن تفعل شيئًا ، وها هو الشعار الجديد "الصبر والصمت" يظهر فى الأفق ليدل على أن مصر ليس عندها شيء، ولأن الأمة العربية عاجزة، ولأن الشعب المصرى أصبح جثة هامدة.


واستطر الرئيس الراحل: للأسف انتقل الوباء من الصحافة الغربية إلى الصحافة العربية، وخرج "جهابذة" التحليل السياسي فى العالم العربى واشتركوا فى حملة التشهير بي وبمصر، ثم انتقلت العدوى إلى بعض المثقفين عندنا فى مصر، وبين الصحفيين على وجه الخصوص، وأخذ هؤلاء المثقفون والصحفيون المصريون يكررون نفس التعليقات المسمومة فى مجالسهم وكانت هذه الصورة مؤسفة جدًا ..ولقد كان مما يزيد أسفى أن الذى كان يغذى المراسلين بهذه المعلومات الخاطئة والأفكار والتعليقات هم صحفيون مصريون، وكان وراء هؤلاء الصحفيين من يحركهم ويغذيهم ممن كانوا يحاولون تغطية موقفهم بالكتابات المختلفة والتحليلات وقد انكشف هؤلاء "المحركون"..وانتهت صفحتهم.


ويتابع الرئيس السادات بأنه تعامل مع هذا الموقف بأنه قام بعملية عزل مؤقتة لمائة وعشرين صحفيًا، مضيفا: لم أرسل واحدًا منهم إلى مؤسسات الدواجن أو اللحوم أو الأخشاب ولكننى نقلتهم إلى الاستعلامات، ولم أقطع مليمًا واحدًا من مرتباتهم.