الإثنين 13 مايو 2024

خالد عكاشة: نواجه حربا حقيقية لإرباك الدولة عن مجابهة تحدياتها

أخبار7-10-2020 | 12:05

قال العميد خالد عكاشة مدير المركز المصري للفكر والدراسات الاستراتيجية -عضو المجلس الأعلى لمكافحة الإرهاب- إننا نتعاطى مع أخطر القضايا التي تتعرض لها الدولة المصرية والمواطن والرأي العام المصري وهى قضية محاولات تزييف الوعي.


وأشار خلال الندوة التي نظمتها وكالة أنباء الشرق الأوسط تحت عنوان "دور المواطن في مواجهة محاولات تزييف الوعي"، والتي أدارها الكاتب الصحفي علي حسن رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير، إلى أن كل من عاصر مشاهد الفترة ما بعد هزيمة يونيو 1967 أدرك أنه كان هناك وعي شعبي، وقدر عال من الوطنية لدى الشعب المصري  جعلته يتواجد في الشارع على قلب رجل واحد منذ يوم 9 يونيو ليصيغ معادلة أمن وطني حقيقية نابعة من وعيه الناضج ووطنيته ومخزونه الثقافي والحضاري الهائل.


ولفت إلى أن الشعب المصري أدرك آنذاك أن الحرب ليست فقط في ميدان المعركة وليست فقط جيش في مواجهة جيش، وأن الأمر لم يكن عسكريا فقط، بل كان هناك استهداف لمشروع الدولة المصرية التي كانت تقوم به منذ ثورة 23 يوليو 1952، ولذلك أذهل المصريون الأعداء الذين ظنوا أن هزيمة عسكرية من الممكن أن تطيح بالنظام آنذاك وبهذا المشروع، إلا أن ذلك لم يحدث، وجمعت كلمة "هنحارب" كل المصريين ، وكان قرارا عفويا ناضجا حضاريا صادرا عن الوعي.


وأضاف أن الفصول كثيرة التي أوصلتنا لنصر أكتوبر العظيم ولكن مفهوم الوعي كان حاضرا في كل هذه المشاهد، مشيرا إلى أن إدارة معركة أكتوبر 1973 كانت على قدر عال من الكفاءة مع ثبات الوعي الوطني، مشددًا على أنه في هذه المناسبة الوطنية الكبيرة مع استرداد الأرض وتحرير الإرادة  نجد الارتباط وثيقا بهذه الذكرى ونحن نتحدث عن تزييف الوعي.


وحذر "عكاشة" من أن ما نتعرض له حاليا هو حرب حقيقية، مشيرا إلى حجم شراسة الهجوم على الدولة وعلى وعي المواطن المصري بالأدوات والآليات المختلفة، فضلا عن  حجم الإنفاق بمليارات الدولارات بجانب قنوات وجيوش من الكتائب الإلكترونية على مدار الساعة، إلى جانب 6 أو 7 قنوات فضائية تعمل لتشويه وضرب إرادة المصريين وبث قدر واسع جدًا من الشائعات والأكاذيب وقلب الحقائق ومحاولة تحطيم الروح المعنوية  للشعب المصري بإثارة أكبر قدر ممكن من الاختلاف والاحتقان على الصعيد الداخلي .


وأشار إلى أن الهجوم الذي يتعرض له الوعي المصري بدأ منذ عام 2011 وتنامى بصورة غير مسبوقة بعد ثورة 30 يونيو 2013، وصارت الوجوه مكشوفة، وحرب برصاص الإرهاب في سيناء والقاهرة وكل محافظات مصر، إلى جانب حرب على الشاشات والسوشيال ميديا، وبكل ما يمكن الوصول به إلى عقل وقلوب ووجدان الشعب المصري كانوا يسلكونه بمنتهى الشراسة التي نتعرض لها حتى هذه اللحظة .


ونبه "عكاشة" إلى أننا في حرب حقيقية تستخدم أساليب كثيرة أولها حجم الإنفاق على هذه المنظومات وأن الأهداف تكاد تكون واضحة، وتتمثل في إرباك وإشغال الدولة المصرية عن مجابهة التحديات الحقيقية في الداخل والخارج ونقلها لمساحة من الجدل وعشوائية التفكير والتناحر والانقسام، لإشغالها عن مجابهة تحدياتها الحقيقية وهي النمو والتطور والبناء ومشروع الدولة الوطنية والتحديث الذي يجري على أرض مصر هذا التحدي العملاق الذي تعمل عليه كافة مؤسسات الدولة منذ عام 2013.


وحذر "عكاشة" من أن مصر في أخطر وأدق المراحل التي يمر بها الإقليم، حيث يمر بمعادلات معقدة للغاية، مشيرا إلى أن كل محاور مصر الاستراتيجية الأربعة تواجه جميعا تحديات كثيرة وهذا لم تمر به الدولة المصرية ربما في تاريخها، حيث لم تتعرض مصر لهذا الكم من التهديدات والانكشاف الكبير لمعادلة الأمن الإقليمي، ومصر اليوم في القلب منه.


وقال إننا نجد أيضا هذا المحور المعادي لمصر حاضرًا في كل هذه المعادلات فهو عدو واضح وصريح لمشروع الدولة المصرية، كونه يحاول إرباك الدولة والرأي العام ويصيبنا بالتشكك ويضربنا بالجدل الفارغ وغيره، وهذا المحور يحاربنا  بحرفية  وشراسة ويحاول الإلهاء بكل ما أوتي من قوة" .


وأكد أن مصر مع كل هذه التحديات التي تواجهها  حققت اليوم في 2020 نجاحات عديدة وبارزة على مستوى الإقليم، مشيرًا إلى منتدى غاز شرق المتوسط، وقضايا ليبيا والسودان وأمن البحر الأحمر، حيث أن الدولة المصرية حققت في تلك الملفات إنجازات متقدمة للغاية باعتراف المجتمع الدولي، منبهًا إلى أن مصر مستهدفة في الداخل في محاولة لسحب كل قدرات الدولة وعدم القيام بدورها المحوري.


ولفت إلى أن العديد من الدول تعول على مصر لأنها تمثل جزيرة استقرار في وسط هذا الإقليم المضطرب، مشيرًا إلى أن دولًا مثل أرمينيا وأذربيجان في أقصى آسيا الوسطى يناشدان الرئيس عبد الفتاح السيسي للتدخل والوساطة لتهدئة الصراع الدائر بينهما ونقل الأمر إلى مائدة التفاوض وأن تلعب مصر دور الوسيط، مؤكدًا أن هذا لم يأت من فراغ بل لأن مصر حققت إنجازات حقيقية ولديها قدرات سياسية وعلاقات دبلوماسية ودولية ومكانة حقيقية .


وقال "عكاشة" إن أبرز هجوم يوجه للدولة المصرية طوال الوقت وقبل أي حديث من قبل  القنوات المسمومة المعادية لمصر، هو التشكيك في مكانتها على المستويين الإقليمي والدولي، مؤكدا أن كل أطراف الإقليم والمجتمع الدولي تعطي النظام المصري حق قدره ويرونه نظاما سياسيًا يحمل مشروعا وطنيا حقيقيا ويعتمد عليه كأحد ركائز الأمن الإقليمي.


ونبه إلى أن هذا المحور المعادي لمصر يريد إذكاء روح الاحتقان والتنافر المجتمعي طول الوقت حتى يدفع مجمل معادلة  السلم والأمن المجتمعي إلى مناطق الخطر، مضيفا أننا لن نستطيع أن نفعل أي شيء على مستوى الإقليم أو نذهب بالدولة المصرية إلى مشروع وطني نهضوي حضاري لو لم تكن هناك جبهة داخلية قوية صلبة متماسكة".


وشدد على ضرورة استخلاص الدروس من  انتصار أكتوبر ومن مناسباتنا الوطنية وأن نضعها أمام أجيالنا الجديدة مثلما أخذتنا الأجيال السابقة إلى انتصار يشرفنا بعد 47 عاما وهامتنا مرفوعة، فعلينا أن نأخذ الأجيال إلى تحقيق انتصار وطني في معركة البناء والتحقق والتواجد وتحقيق السلم والأمن في الإقليم الذي يحتاج لمصر التي تواجه حربا تريد أن تشغلها عن تحقيق هذا الانتصار.

    Dr.Radwa
    Egypt Air