علمتنا التجارب والأيام والسنون أن الشعب هو مفتاح السر فى كل شيء!! نعم الشعب هو الأساس بدليل أنه لو لم يناصر الشعب جيشه خلال الثورة الأم، أقصد ثورة ٢٣ يوليو ١٩٥٢ لما ظلت لثورة يوليو احترامها وتقديرها وتأثيرها حتى يومنا هذا.
ولو لم يناصر الشعب جيشه خلال حرب أكتوبر المجيدة! لما انتصرنا وعبرنا وحققنا أول نصر لنا على جيش إسرائيل الذين كانوا يقولون عنه إنه الجيش الذى لا يقهر!! لقد قهرناه فعلاً بفضل بسالة وتفانى جنود جيش مصر وضباطه البواسل الأكفاء وبفضل تماسك شعبنا ووقوفه بكل حزم وقوة وراء جيشه وشرطته، وكانت فرحتنا العارمة نحن الشعب بالعبور والانتصار ورفع علم مصر على أرض سيناء بعد أن احتلها الإسرائيليون واستنزفوا بترولها وأرضها ومزارعها وسياحتها سنوات طويلة.
وكان يوم أن هدم الإسرائيليون بأنفسهم مستعمراتهم فى سيناء، بعد أن رفض الرئيس محمد أنور السادات أى تواجد إسرائيلى فى سيناء كأحد بنود معاهدة السلام، وكان يوم هدم مستعمرة إيلات ورفع أنقاضها يوماً أسود فى إسرائيل، كما كتبت مانشيتات صحف تل أبيب وبكى الشعب الإسرائيلى وكان نفس اليوم يوم سعادة وانتصار فى مصر كلها، وخرج الشعب المصرى عن بكرة أبيه يحيى انتصاره وعودة أرضه كاملة غير منقوصة وعودة بتروله وغازه وسياحته ومدنه ومزارعه وعودة أهل سيناء المحبين إلى حضن بلدهم ووطنهم ورفضهم أية إغراءات إسرائيلية وتمسكهم بالانتماء إلى مصر ورئيسها السادات مهما كانت الضائقة الاقتصادية!!
هذا هو الشعب المصرى وقد تذكرت تلك الأصالة المتجذرة فى الشعب المصرى عندما خرجت صحافة مصر فى الأيام التالية لحرب أكتوبر المجيدة تشيد ولأول مرة بعدم تسجيل محضر واحد فى سجلات عموم شرطة مصر خلال أيام الحرب الأولى، لا محضر نشل، ولا سرقة، ولا خناقة، ولا شيء سوى الاندماج فى أخبار العبور والحرب والنصر على الأعداء.
وفى الأسابيع الأخيرة تذكرت أصالة الشعب المصرى عندما تكالبت فضائيات الأعداء والكارهين علينا، وطلبوا منا نحن الشعب أن نخرج إلى الشوارع وننشر الفوضى ونعيد كوارث ومصائب ما حدث إبان ثورة ٢٥ يناير التى بدأت سلمية ثم لوثها إخوان الإرهاب بداية من يوم ٢٨ يونيه وحرقوا كل سيارات الشرطة وأقسام الشرطة وقتلوا ولم يبقوا على شيء، وانتهزت إثيوبيا فرصة الفوضى فى مصر وبدأت بناء السد الإثيوبى عام ٢٠١١، ولن ننسى المؤتمر المضحك الذى رأسه محمد مرسى والذى سخر منه العالم.
أى أن الرئيس السيسى لم يكن ضالعاً فى مشكلة بناء السد بل ورثها عن سابقيه، وحاول الرجل بشتى الطرق أن يتلاشى الأضرار الناجمة عنه بشتى الوسائل وطول المفاوضات ولم يكن له أى ذنب فى بناء السد الذى بدأوا فى بنائه قبل ولاية الرئيس السيسى بسنوات! وكانت تلك (الحكاية البايخة) هى أحد افتراءات قنوات الإرهاب على مصر والرئيس عبدالفتاح السيسى.
وأعود إلى لب الموضوع وهو تماسك الشعب ورفضه الاستماع أو تصديق هؤلاء الخونة ورفضه لتكرار الأحداث الدرامية التى مازلنا نعانى منها حتى اليوم ولم يستمع الشعب إلى الكلاب التى ظلت تعوى حتى اليوم؛ إلا أنهم زجوا بفئة بسيطة من الأطفال دفع بهم إخوان الإرهاب تذرعا أن القانون المصرى لا يسمح بحبس الطفل تحت سن ١٨ سنة، ومن هنا كانت ذريعتهم لدفع بعض عشرات من الأطفال إلى الشوارع الأسبوع قبل الماضى!!
آسفة فقد جذبتنى الأحداث الجديدة وأهمها انتصار الشعب المصرى على الشائعات والافتراءات وتماسكهم فى مواجهة الهجمة الإعلامية من أكثر من عشر قنوات فضائية معادية تفترى ظلماً على مصر وأهلها ورئيسها وقيام الشعب المصرى بضرب هؤلاء بالأحذية ورفض دعواتهم للخراب، وأعتبر هذا انتصار أكتوبر المجيد!
نعود إلى ذكريات أكتوبر وإلى يوم أن جاء إلى بيت والدنا شقيقى الشهيد الرائد طيار محمد عاطف السادات وقال لنا بالحرف الواحد .. سوف أكون أول طيار يعبر قناة السويس بإذن الله ووفى عاطف بوعده واستقل طائرته السوخوى وعبر القناة ودمر مع زملائه مطار المليز ودحروا الطائرات الإسرائيلية وأصاب صاروخ إسرائيلى غادر مؤخرة طائرته واستشهد أصغر إخواتى (٢٤ سنة) وهو زينة شباب العائلة وحرمنا منه، ولم يصارحنا شقيقى الرئيس محمد أنور السادات باستشهاده، فظللنا نحن إخوته نتوقع عودته كلما رن جرس الباب فى بيت أحد منا وظل ذلك لمدة عام كامل!
ومن الناحية المهنية - أى إعلام حرب أكتوبر - كان هناك على رأس الإعلام المصرى الدكتور عبدالقادر حاتم القدوة والأسوة الحسنة الذى اعترف إعلام العالم كله بما فيها وكالات الأنباء وإذاعات وتليفزيونات العالم وأيضاً إعلام إسرائيل نفسها اعترفوا بصدق البيانات المصرية طوال الحرب ومطابقتها للبيانات الإسرائيلية نفسها وبيانات المراقبين من كل أنحاء العالم، هكذا يكون الاحترام للصدق بعكس ما حدث خلال الهزيمة عام ١٩٦٧ وما حدث من بيانات كاذبة وفضائح تندر بها العالم!!
السؤال الدائم لى من كل الزملاء والزميلات عن أكتوبر كيف ترين شهر أكتوبر؟ أقول لهم دائماً إنه شهر الأحزان لفراق شقيقى الكبير الرئيس محمد أنور السادات وشقيقى الأصغر الرائد طيار محمد عاطف السادات وشهر الأفراح بأول انتصار مصر وكل العرب على إسرائيل وتحرير سيناء الغالية (ثلث مساحة مصر كلها) وإقرار السلام وإنقاذ شباب مصر وشباب إسرائيل من الحرب والدمار!
والسؤال القاتل؟ ماذا لو جاء العرب إلى مؤتمر مينا هاوس الذى دعا إليه الرئيس السادات وكان مقعد فلسطين يرفرف عليه لأول مرة علم يحمل اسم دولة فلسطين، وكان التفاوض حول حكم ذاتى ثم حكم محلى بعد شهور ولم تكن هناك مستعمرة إسرائيلية واحدة فى الضفة الغربية، ولم تكن الجولان قد استولى عليها الإسرائيليون، ولم تكن القدس قد أعلنوها عاصمة لإسرائيل؟ لوكانوا قد جاءوا وتفاوضوا كما تفاوضنا حول سيناء واستردوها كاملة غير منقوصة لما كان قد حدثت كل تلك المآسى والكوارث، لكنهم حاربوا مصر واتهموا السادات بأبشع التهم ولم يسترد أحد منهم شيئاً مما سلبته إسرائيل حتى اليوم!
أظل أنا وأسرتى نبكى طوال شهر أكتوبر وخلال العام كله على الأب والأخ الحنون محمد أنور السادات وشهيد الشباب محمد عاطف السادات، يعزينا أن الشعب المصرى الأصيل لم ينسَ السادات ولن ينسَ شهداءه الأبرار سواء فى الحرب أم فى الدفاع عن الأرض والعرض.
وأخيراً أقول عظيمة يا مصر وتحيا مصر ورئيسها عبدالفتاح السيسى ألف مرة، وبإذن الله تعالى لن يشمت بنا أحد وسوف نحقق لمصر بقيادة عبدالفتاح السيسى كل إنجازاتها وطموحها!!
وأسال أيضاً كيف لا يموتون كمداً وغماً وهماً هؤلاء الذين دفعوا تلك المبالغ الطائلة لتحريض المصريين الذين أعطاهم الشعب المصرى درساً قاسياً بوقوفه خلف قيادته ورفضه لدعوى الفوضى والخراب؟ ألا تستحوا وتنكسفوا على دمكم؟.