"أنت من قتل نفسه بنفسه"، بالتأكيد لن يتقبل أحد منا هذه الجملة، ولكن إذا واجهنا بها شخص ما، ونطق بهذه الكلمات التى ستكون مميتة بالطبع، فسنحاول جاهدين أن نغير الصورة الذهنية داخل عقولنا أولا ثم تصديرها للآخرين لنظهر انتصارنا وأن ما يقال عنا من الآخرين أو من الضمير الحى بداخلنا ليس سوى بعض التحليلات الخاطئة، وأننا لم نفعل أى شيء يضر بنا.
قد يكون هذا التصور الداخلى برئ، ولكن بالتأكيد ليس هو التصور الصواب، فالابتعاد عن مقوماتك الإبداعية وممتلكاتك الإنسانية ليس سوى جرم كبير ارتكبته فى حق نفسك لا فى حق الآخرين، فعندما تحرم روحك من ملذاتها وغذائها فأنت آثم قلبك ووجبت معاقبتك.
عندما تعاقب نفسك وتبتعد متعمداً أو متحججاً عن عمل تحبه أو حتى إن كانت هواية، فأنت أخطأت فى حق نفسك لأنك حرمتها من متعها، وأجهضت عقلك، وأوقفت الفيض الذى أفاض الله به عليك، وأصبحت ترسا عاجزاً عن إكمال حلقة الحضارة وإعمار الأرض.
ووجب عليك أن تحاكم نفسك بتهمة القتل العمد لنفسك وللمجتمع الذى حولته إلى مجتمع عقيم يسير بقوة دفع السابقين دون أى تجديد بسبب روتينك ، وقتلك للإبداع واستسلامك لشبح عدم القدرة والاانشغال الدائم.
حان الوقت لأن تنزعج لأنك أصبحت قاتل و متكاسل وغير قادر على السيطرة على ذاتك لتحقيق أدنى درجات الرضا عن النفس، والسير فى طريق العودة إلى ملذات الروح والسمو الذاتى، أصبحت مسخا حقيقيا تمارس كل متطلباتك بشكل روتينى، حتى أصيبت بملل، ضيق، واكتئاب قد يؤدى إلى حتفك.
طريق العودة به من العثرات ما يكفى لأن يجعلك تستسلم حتى قبل أن تبدأ المسير، ولكن تحتاج إلى قلب فولاذى، وقرار صارم كهذا الذى اتخذته وأنت تقلع عن التدخين، حتى تحقق ما تريد.
انفض غبار الكسل والأيام عن أدواتك، رتب أمورك، خطط لأحلامك، امض فى طريقك، واستعن بالله وبقدراتك، تجاهل كلام المحبطين، طور إمكانياتك وأهم ما فى الأمر المداومة والااستمرارية، وأعلن أنه لا استسلام بعد اليوم، كل قراراتك من داخلك، لا لفرض أى أمر خارجي سوى التنفس، وإن سئمت الوضع وأردت التغيير فتنفس حريتك التى أطلقتها مع حلمك.