الأحد 16 يونيو 2024

نجيب محفوظ.. من سكرتير بالأوقاف لأديب «نوبل»

فن11-10-2020 | 17:36

مر 32 عاما، على حصول الأديب نجيب محفوظ على جائزة نوبل في الآداب، والتي حصل عليها تحديدا في الثالث عشر من أكتوبر عام 1988، ليصبح أول روائي عربي يحصد "نوبل" فضلا عن كونه واحدا من أهم الأدباء العرب في القرن العشرين.

 

ولد "نجيب محفوظ عبد العزيز إبراهيم أحمد الباشا"، في حي الجمالية التابعة لمحافظة القاهرة في الحادي عشر من ديسمبر عام 1911، لوالد يعمل موظفاً، ووالدته هي "فاطمة مصطفى قشيشة" والتي هي ابنة الشيخ "مصطفى قشيشة" العالم بالأزهر الشريف، ونجيب هو أصغر إخوته، تنقل خلال فتره نشأته للعيش في أحياء مصر القديمة كالغورية والحسين.

 

تخرج الأديب العالمي في كلية الآداب بجامعة القاهرة بقسم الفلسفة، كما أقدم على الحصول على الماجستير في الفلسفة الإسلامية لكنه لم يستطع؛ بسبب توغله في البحث الأدبي، فآثر محفوظ أن يتفرغ للأدب.

 

بدأ عمله كسكرتير في البرلمان بوزارة الأوقاف، ثم بعد ذلك مديراً لمؤسسة القرض الحسن بالوزارة ذاتها، وبعد ذلك عُينَ مديراً لمكتب وزير الإرشاد، وبعد ذلك أصبح مديراً للمصنفات الفنية بوزارة الثقافة، كما شغل منصب المدير العام لمؤسسة دعم السينما، وأصبح بعدها مستشاراً للمؤسسة العامة للسينما والإذاعة والتليفزيون، وتعتبر هذه أخر وظيفة شغلها محفوظ قبل التعاقد، ليصبح بعدها من كُتاب مؤسسة الأهرام.

 

وبدأ محفوظ مشواره في الكتابة بكتابة القصة القصيرة عام 1936، والتي كانت تنشر في مجلة الرسالة، أما عن أولى رواياته فقد كانت تحمل أسم "عبث الأقدار"، والتي نشرت عام 1939، ثم أتبعها بعد ذلك بعدة روايات مثل: رادوبيس، وكفاح طيبة، وبدأ بعد ذلك في التركيز على الأدب الواقعي في عام 1945، وكتب روايات عدة مثل: خان الخليلي، زقاق المدق، وكتب بعد ذلك عدة روايات رمزية مثل: الشحاذ، والباقي من الزمن ساعة، بالإضافة إلى "أولاد حارتنا" والتي كانت سبباً في جدال طويل كان على وشك أن يودي بحياته.

 

تعد أزمة رواية "أولاد حارتنا" هي الأزمة الأكبر في حياة الأديب العالمي الراحل، فقد مثلت تلك الرواية نقلة في الكتابة الروائية العربية؛ من خلال اعتمادها على ما اعتادت الثقافة في التعامل معه على انه من الهامشي والمهمل، فقد سببت تلك الرواية أزمة كبيرة منذ بداية نشرها مسلسلة في صفحات جريدة الأهرام، فقد هاجمها شيوخ الأزهر وطالبوا بوقف نشرها، وقد تم ذلك بالفعل، ثم طُبعت بعد ذلك في لبنان وأحدثت دوياً هائلاً؛ بسبب ما تحتويه من إسقاطات رمزية، ووصلت قمة الانتقادات والغضب على الرواية كما أتهم محفوظ بالكفر والزندقة بسببها، كما كانت سبباً في محاولة اغتياله، وترجمت الرواية باللغة الإنجليزية والألمانية وبعض اللغات الأخرى.

 

نال محفوظ العديد من الجوائز إلى جانب جائزة "نوبل" ، ومنها جائزة "قوت القلوب الدمرداشية" عن روايته "رادوبيس" وذلك عام 1943، ونال جائزة "وزارة المعارف" عن رواية "كفاح طيبة" عام 1944، كما حصل على جائزة "الدولة في الأدب" عن رواية "بين القصرين" عام 1957، بالإضافة إلى فوزه بجائزة الدولة التقديرية في الآداب عام 1968، وغيرها من الجوائز الأخرى.

 

توفي "محفوظ " عام 2006 بعد معاناته من مشاكل صحية، ليترك لنا ما كتبه لنراه فيه ونرى ما تركه في الأدب من بصمات خالدة.