الإثنين 25 نوفمبر 2024

عرب وعالم

ألمانيا تقود الغضب الأوروبي ضد الانتهاكات التركية

  • 13-10-2020 | 19:59

طباعة


تثير تركيا بإصرارها على المضي في التصعيد شرق المتوسط، انتقادات دولية وأوروبية حادة، ورغم هذه الانتقادات فإنها مستمرة في انتهاكاتها، ما لم تفرض الدول الأوروبية عقوبات من شأنها ردع أنقرة عن أنشطتها غير القانونية.


ويأتي هذا في الوقت الذي يكتفي فيه الاتحاد الأوروبي بالتهديد والتلويح، دون اتخاذ موقف حاسم لردع تركيا، فيما يبدو أن تركيا التي تأوي على أراضيها أكثر من 4 ملايين لاجئ، تبتز بروكسل بورقة اللاجئين لمنع صدور أي عقوبات ضدها.


وفي هذا الإطار قال وزير الخارجية الألماني هايكو ماس الثلاثاء إن على تركيا الكف عن الاستفزاز في النزاع على الغاز في شرق البحر المتوسط، مضيفا أن ألمانيا تتضامن مع قبرص واليونان كشريكين في الاتحاد الأوروبي، كما حثّ تركيا على أن تظل منفتحة على المحادثات وعلى عدم استئناف التنقيب عن الغاز في المناطق البحرية محل النزاع.


وتعتبر المانيا من الدول الأوروبية الداعمة لإيجاد الحلول السلمية مع تركيا التي تربطها بها علاقات اقتصادية هامة حيث دعت مرارا الى تقديم جهود السلام على فرض العقوبات لكن يبدو ان برلين نفد صبرها هذه المرة.


بدورها قالت الولايات المتحدة  الثلاثاء إنها "تستنكر" قرارا اتخذته تركيا يوم 11 أكتوبر بإرسال سفينة تنقيب لشرق المتوسط واتهمت أنقرة بإثارة التوتر في المنطقة "وتعمد" تعقيد استئناف المحادثات مع اليونان.


وقالت مورجان أورتاجوس المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأميركية في بيان، إن "الإجبار والتهديدات والترويع والنشاط العسكري لن ينهي التوتر في شرق المتوسط. نحث تركيا على إنهاء هذه الاستفزازات المحسوبة والبدء على الفور في المحادثات الاستكشافية مع اليونان".


وأبحرت سفينة تركية أمس الاثنين لإجراء مسوح سيزمية في شرق المتوسط، مما دفع اليونان للمطالبة من جديدة بفرض عقوبات من الاتحاد الأوروبي على أنقرة في خلاف بشأن حقوق التنقيب البحرية.


وأدانت وزارة الخارجية اليونانية الاثنين قرار تركيا إعادة سفينة أبحاث إلى شرق المتوسط كانت محور النزاع بين البلدين بشأن حقوق التنقيب عن موارد الطاقة.


وأفادت الوزارة في بيان أن الخطوة تشكل "تهديدا مباشرا للأمن والسلم الإقليمي".


كما قال متحدث باسم الحكومة اليونانية اليوم الثلاثاء إن بلاده لن تشارك في محادثات استكشافية مع تركيا طالما بقيت سفينة التنقيب التركية أوروتش رئيس في مياه الجرف القاري لليونان.


وأضاف المتحدث ستيليوس بيتساس لإذاعة سكاي "لن نجري اتصالات استكشافية مع تركيا طالما بقيت أوروتش رئيس في المنطقة".


وتتنازع تركيا واليونان العضوان في حلف الأطلسي، بشأن حقول غاز ونفط في شرق المتوسط في منطقة تعتبر أثينا أنها تقع ضمن نطاق سيادتها.


والأسبوع الماضي قررت تركيا سحب سفينة التنقيب 'يافوز' من المياه القبرصية، في مناورة تركية قبل ساعات من لقاء الرئيس التركي رجب طيب اردوغان الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (ناتو) لمناقشة التوتر في شرق المتوسط.


ويأتي هذا التطور السلبي في ازمة شرق المتوسط بعد لقاء وزير الخارجية التركي مولود تشاوش أوغلو لفترة وجيزة مع نظيره اليوناني نيكوس ديندياس على هامش منتدى نظمته مؤسسة غلوبسك للأبحاث في براتيسلافا، في سلوفاكيا في ما فهم بانه محاولة لحلحلة الأزمة بين البلدين.


وبداية الشهر الجاري وجه قادة الاتحاد الأوروبي رسالة حازمة لتركيا مترافقةً مع تهديد بفرض عقوبات عليها إذا لم توقف عمليات التنقيب غير القانونية في المياه الإقليمية لجزيرة قبرص.


وتتزعم فرنسا المطالب الأوروبية بضرورة احترام تركيا القوانين الدولية فيما يتعلق بالتنقيب شرق المتوسط وعدم انتهاك سيادة كل من اليونان وقبرص على مياهها الاقليمية وحدودها البحرية.


وطالبت فرنسا الاثنين تركيا بضرورة الإحجام عن أي استفزازات جديدة وإظهار حسن النية بعد أن أعلنت أنقرة أنها ستعاود إرسال سفينة تنقيب إلى منطقة في شرق البحر المتوسط تطالب اليونان بالسيادة عليها.


وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الفرنسية أنييس فون دير مول "نتوقع من تركيا أن تفي بالتزاماتها وأن تمتنع عن أي استفزازات وأن تظهر دليلا ملموسا على حين النية".


ودائما ما تتجاهل انقرة التحذيرات الأوروبية وذلك عبر القيام بمناورات عسكرية في المنطقة وسط مخاوف من حدوث صدام مسلح ستكون له عواقب وخيمة على المصالح الأوروبية.

 

    أخبار الساعة