الإثنين 17 يونيو 2024

فاروق شوشة.. في أحشائه الدر كامن (بروفايل)

فن14-10-2020 | 12:35

قدم العديد من البرامج الإذاعية والتلفزيونية، وله إنتاج أدبى زاخر، تمثل في العديد من الداواوين الشعرية، إضافة إلى كتاباته في مجال التقديم والتحقيق والدراسة والترجمة، إنه الشاعر فاروق شوشة الذي رحل عن عالمنا في مثل هذا اليوم 14 أكتوبر 2016.


ولد "شوشة" 9 يناير 1936 بقرية الشعراء بمحافظة دمياط، أتم حفظ القرآن الكريم في كُتاب قريته، وتلقى تعليمه في دمياط، ثم التحق بكليه دار العلوم في جامعة القاهرة عام 1952، ثم التحق بكلية التربية في جامعة عين شمس عام 1957، وقد عمل مدرسًا للغة العربية في مدرسة النقراشي النموذجية بالقاهرة.


كانت الخطوة الأهم التي أحدث أثرُا عظيمًا في مسيرته المهنية اختياره للعمل بالإذاعة المصرية مذيعًا في سبتمبر 1957، ومن ثم تدرج في وظائفها، إلى أن عُين مراقبًا للبرامج الأدبية والأحاديث بإذاعة البرنامج العام في 1969، وشغل منصب رئيس شبكة البرنامج العام في عام 1990، وفي أغسطس عام 1994 عُين رئيسًا للإذاعة المصرية وظل في هذا المنصب إلى أن تقاعد في يناير 1997.


على مدار سنواته الحافلة بالعمل والإبداع والإنتاج الغزيز قدّم شوشة العديد من البرامج الإذاعية وقد التف حوله المستمعون لما يتمتع به من صوت عذب وأداء متميز فقد كان ملمًا باللغة العربية محبًا لها، كما قدّم برنامجه الشهير "لغتنا الجميلة" والذي غاص من خلاله في أعماق اللغة العربية منذ عام 1967، ولأربعة عقود متتالية دون أن يتوقف، حيث تعرف المستمعون من خلاله على العديد من المواهب العربية التي أثرت الساحة الفنية والثقافية.


قدّم الشاعر الكبير العديد من البرامج الإذاعية المتميزة منها: "روائع النغم، نافذة على الفكر، حياتنا الثقافية"، ومن خلال التلفزيون قدّم العديد من البرامج التلفزيونية التمميزة منها "دنيا ودين، الأمسية الشعرية ".


صدر لـ"شوشة" خمسة عشر ديوانًا شعريًا كان الديوان الأول "إلى مسافرة" عام 1966، ثم "العيون المحترقة، في انتظار ما لايجئ، الدائرة المحكمة، سيدة الماء، عشرون قصيدة حب، وقت لإقتناص الوقت، أحبك حتى البكاء، لغة من دم العاشقين، وجوه في الذاكرة"، كما قدم مجموعات شعرية للأطفال منها "حبيبة والقمر، الطائر الصغير، الأمير الباسم، ملك تبدأ خطواتها"، وترجمت العديد من داواينه إلى اللغة الإنجليزية والفرنسية والإسبانية والروسية.


لم يقتصر عمل الشاعر الراحل، على الإذاعة والتلفزيون فقط بل اختارته كلية الإعلام جامعة القاهرة لتدريس مادة التذوق الأدبى والإلقاء في عام 1980، وفي عام 1985 وقع الإختيار عليه من قِبل الجامعة الأمريكية بالقاهرة لتدريس أحد مقررات الأدب العربى القديم، كما تم إنتخابه أمينًا عامًا لمجمع اللغة العربية في عام  1999 خلفًا للكاتب الكبير مصطفى أمين.


كُرّم فاروق شوشة في العديد من المحافل الثقافية والأدبية، حيث نال جائزة الدولة التشجيعية في الشعر عام 1986 عن ديوانه الدائرة المحكمة، وحصل برنامج لغتنا الجميلة على الجائزة الأولى في مهرجان الإذاعة عام 1979، وحصل برنامج النادي الثقافي على الجائزة الثانية في مهرجان الإذاعة عام 1980، كما حصل على جائزة الدولة التقديرية في الآداب عام 1997، ثم جائزة النيل، والتى تعتبر أكبر جائزة يتم منحها للأدباء في مصر وذلك في عام 1960.


رحل الشاعر والإذاعي والمثقف الكبير عن عالمنا في مثل هذا اليوم 14 أكتوبر من عام 2016، تاركًا وراءه إرثًا أدبيًا وثقافيًا كبيرًا، فقد كان كقديسته اللغة العربية في أحشائه الدر كامن، زاخرًا على مدار سنوات طويلة.