أكد خبراء إعلام وسياسيون أن وعي الشعب المصري يقف حائط صد أمام كل محاولات زعزعة الاستقرار، ونشر الفوى باستخدام الشائعات ومحاولات إثارة الرأي العام، موضحين أن وعي الشعب المصري ازداد حيث ساهمت إتاحة المعلومات بشفافية من مصادرها الرسمية وكذلك الدور الذي لعبته وسائل الإعلام فضلا عن معايشة المواطنين للواقع، كل ذلك أدى لزيادة الوعي.
وتعكف الجماعات الإرهابية المعادية لمصر وأعوانها على تنفيذ مخططات ومحاولات عديدة لاستهداف الدولة المصرية وإثارة الرأي العام، باستخدام الشائعات والمعلومات المغلوطة لنقل صورة غير صحيحة عما تشهده الدولة المصرية من نجاحات، حيث تمثل الشائعات إحدى هذه الوسائل لزعزعة الاستقرار في محاولة لإسقاط الدولة.
ودائما ما حذر الرئيس عبد الفتاح السيسي، في كلماته خلال افتتاح المشروعات القومية أو غيرها مع الفعاليات، والتي كان آخرها الندوة التثقيفية للقوات المسلحة بمناسبة الذكرى الـ47 لانتصارات أكتوبر، من هذه المحاولات لتدمير الدولة من الداخل باستخدام الأجيال الجديدة من الحروب التي تقوم على توجيه الرأي العام ونشر الشائعات كأدوات لتدمير الدول.
حروب فكرية
وفي هذا السياق، قال الدكتور محمد المرسي، أستاذ الإعلام بجامعة القاهرة ، إن مصر تواجه تحديات كبيرة على المستوى الداخلي والخارجي، والشائع في الوقت الحالي ليس الحروب التقليدية وإنما حروب الجيلين الرابع والخامس، موضحا أن هذه الحروب هي حروب فكرية تستهدف هدم الدول من الداخل بالتأثير على عقول المواطنين وإثارة الفتن الطائفية وهز الاستقرار.
وأوضح في تصريح لـ"الهلال اليوم"، أن الهدم لا يأتي من خلال الآليات العسكرية ولكن من خلال الفكرة والكلمة، ولذلك نجد أن الشائعات من الأدوات التي تستخدمها المنصات المعادية لمصر، مضيفا إن الشائعة هي معلومات تستقي جزءا من الحقيقة لكن التفاصيل كلها كاذبة، فهي بمثابة تشويه للحقائق وتضليل إعلامي.
وأكد أن حائط الصد أمام تلك الشائعات هو نشر المعلومات الصحيحة وبشفافية من الجهات المعنية في التوقيت المناسب، لأن إتاحة المعلومات للمواطن هي أساس قتل الشائعات في مهدها، مشيرا إلى أهمية وعي المواطنين أيضا للتصدي لهذه الشائعات، فكلما زاد الوعي كلما انخفض تأثير أي شائعة حتى ينعدم تماما.
وأشار إلى أنه خلال الفترة الأخيرة، ازداد وعي المواطنين لحد كبير، ولعبت وسائل الإعلام دورا هاما في هذا الصدد من خلال نشرها للحقائق وتفنيد والرد على ما يستحق من الشائعات، مؤكدا أن إتاحة المعلومات ووسائل الإعلام عملا على تنمية الوعي لدى المواطنين، إلى جانب معايشة المواطنين أنفسهم للواقع الفعلي وما يراه من أزمات وتحديات وإنجازات أيضا أدى لزيادة الوعي.
وأضاف إن المنصات المعادية أصبحت معروفة للمواطن العادي، الذي أصبح يأخذ حذره منها ويعرف أهدافها مما أفقدها التأثير عليهم، فهي لم تعد تؤثر إلا على الاتجاهات التي تنتمي إليها والمتعاطفين معهم، لكن المواطن العادي أدرك حقيقتها وأهدافها الساعية لزعزعة الاستقرار وتوجهاتها المعادية لمصر.
ولفت إلى أن الرئيس عبد الفتاح السيسي دائما ما يركز على أهمية وعي المواطنين، وتستهدف الدولة ومؤسساتها خلال الفترة الحالية والمقبلة، بناء الإنسان ومن بينها زيادة وعي المواطنين، مشيرا إلى أهمية تعظيم دور المؤسسات الثقافية والأعمال الفنية ووسائل الإعلام كأدوات رئيسية لتنمية الوعي.
وعي الشعب المصري
وقال الدكتور ياسر الهضيبي، عضو مجلس الشيوخ ونائب رئيس حزب الوفد، إن الشائعات هي إحدى الوسائل التي تستخدمها القوى المعادية لمصر بهدف زعزعة الاستقرار وإسقاط الدولة، حيث يحاولون تزييف الوعي المصري، مضيفًا أن الشعب المصري بفطنته وإدراكه لهذه الأهداف لا يمكن لأي قوة أن تزيف وعيه أو تحبط عزيمته في إقامة دولة ديمقراطية عصرية حديثة.
وأوضح الهضيبي، في تصريح لـ"الهلال اليوم"، أن الشعب المصري بكل فئاته سواء الشباب أو الشيوخ أو المرأة المصرية لا خوف عليه من تزييف الوعي، مضيفا أن هناك دور كبير للجهات المعنية سواء مؤسسات الدولة أو وسائل الإعلام أو المجتمع المدني لزيادة الوعي وتعريف كل المواطنين بأعباء وتحديات هذه المرحلة.
وأكد أنه يجب أيضا التوعية بالجهود التي تبذلها الدولة المصرية وعلى رأسها الرئيس عبد الفتاح السيسي، لتحقيق التنمية في كافة المجالات الصناعية والزراعية والاجتماعية والاقتصادية والثقافية، مضيفا أن هذا الدور تلعبه وسائل الإعلام والأحزاب والمؤسسات الثقافية لدعم وتنمية الوعي المجتمعي لفهم الواقع والتحديات.