أجمعت الصحف اللبنانية الصادرة صباح اليوم الخميس على أن القرار المفاجيء لرئيس الجمهورية ميشال عون، بتأجيل الاستشارات النيابية الملزمة لتسمية رئيس وزراء جديد للبلاد وتكليفه تشكيل الحكومة، صدر بإيعاز وضغط من رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل؛ وذلك قطعا للطريق على عودة زعيم تيار المستقبل سعد الحريري لترؤس الحكومة، في إطار الكيدية السياسية والخلافات الشخصية بينهما على حساب إنقاذ لبنان.
وذكرت صحف النهار والجمهورية ونداء الوطن والأخبار واللواء والشرق في افتتاحياتها أن إرجاء الاستشارات النيابية، قوبل باعتراض واسع من قبل معظم التيارات والقوى السياسية في ظل الانهيار المالي والاقتصادي المتسارع الذي يشهده لبنان، لاسيما وأن التأجيل لم يحمل مقدمات موضوعية وبلا أي سبب مقنع.
وأشارت الصحف إلى أنه بعدما توافرت أمس الأربعاء أكثرية نيابية واضحة في حدود الـ 70 نائبا من أصل 120 نائبا في المجلس النيابي يمثلون معظم الطوائف والقوى السياسية داخل البرلمان، لمصلحة تكليف سعد الحريري لترؤس الوزراء وتشكيل الحكومة الجديدة، جاء قرار تأجيل الاستشارات النيابية لمدة أسبوع في خطوة اتُخذت بقرار منفرد لتصفية الحسابات مع الحريري، على الرغم من الانهيار المُحدق بلبنان.
وحذرت الصحف من التداعيات بالغة الخطورة لهذه الخطوة التي "تفتقد إلى الحكمة والتي من شأنها القضاء على ما تبقى من هيبة الدولة ومؤسساتها وتطويع الدستور في خدمة المصالح الشخصية للأقرباء على حساب لبنان"، وذلك بحسب وصف الصحف.