الأربعاء 27 نوفمبر 2024

فن

إبداعات الهلال| مغامرة في بانكوك.. قصة لـ"ياسمين نصّار"

  • 15-10-2020 | 12:50

طباعة

حب العمر

في السادس والعشرين من شهر مايو تم عقد قران "عمران وسهيلة" في المغرب الشقيق، كان الزفاف زفافاً أسطورياً، العروس "سهيلة" ترتدي ثياب العرس وينسدل الذهب من رأسها إلى وجنتيها الحمراوين من فرط السعادة، فهذا يوم عرسها المشهود على حب عمرها "عمران" الذي كان يحبها منذ الصغر، عاشت معه أحلى أيام طفولتها الثرية باللهو والقراءة والسفر وإلتفاف الأهل حولهما في كل مكان، وكانا يجتمعان حول مائدة الطعام المغربي العربي الشهي مرة كل أسبوع.

تكاتف رضا العائلتين على زواج "عمران وسهيلة" فور طلب "عمران" ذلك من والد "سهيلة" فوافق على الفور وتم عقد القران وتحديد موعد سفر العروسين لقضاء شهر العسل في مدينة "بانكوك" مدينة الملائكة كما يسمونها وهي عاصمة تايلاند. سافر العروسان عن طريق البحر إلى أن وصلا إلى ميناء "بانكوك" لقضاء شهر العسل. نظر "عمران" إلى "سهيلة" بعينيه المحبتين ويقول "ها قد وصلنا يا حب العمر".

 الجانب الآخر

 لم يكن يتوقع العروسان أن شهر العسل سينقلب إلى جحيم "ولكن دعونا نأمل الأفضل". في ظل سعادتهما كانت هناك قصة أخرى تروى في تايلاند على أنغام الأنين والنحيب والحزن. ربما يكون المثل العربي الشعبي صحيحاً "يخلق من الشبه أربعين" لأنه يتمثل في سبب ما حدث على الجانب الآخر في "بانكوك". كانت هناك قصة "أجوري" الحزينة التي تشبه "سهيلة" كثيراً في الشكل والعمر، قصتها لم تكن مثل قصة "سهيلة" تماماً لم تكن مثلها في الصفات والطباع والقصة من أولها إلى آخرها.

كانت حياة "أجوري" تعيسة للغاية فقد ولدت فقيرة الحال تكسب قوت يومها من بيع الطعام التايلاندي البسيط على عربة صغيرة في الشارع، وكانت تحسن من مستوى معيشتها للأسف بشيء كانت تتقنه رغماً عنها وهو السرقة لحساب أخيها الكبير المتورط بدوره مع عصابة هناك تحترف السرقة، وكانت مجبرة على جمع المال بأي وسيلة لإعطاء أخيها هذا المال في آخر اليوم.

وأثناء تواجد "عمران وسهيلة" في تايلاند فكرت "أجوري" في الهرب من أخيها والسفر عبر الميناء إلى أي دولة أخرى.. ولكن هل يوفقها القدر.

الوضع مغاير، والقلق يعترى "أجوري" كثيراً كل يوم، تتساءل ماذا ستفعل وإلى أي دولة ستذهب. الوقت يداهمها يجب أن تهرب سريعاً حتى تتخلص من ذل أخيها الأكبر فليس لها عائلة أخرى، لملمت نفسها وأعدت الحقيبة والنقود لتستعد للهرب. في نفس الوقت كانت عصابة السرقة التي يعمل معها أخوها الأكبر تفكر في خطف "أجوري" حتى لا يستطيع أخوها الهرب إلى أي مكان خاصة إنه لم يسلم النقود التي تأتي بها "أجوري" كالعادة، وأراد أن يحتفظ بها لنفسه ويبدأ في العمل لحسابه الخاص.

ولكن العصابة لن تصمت عن حقها ففكرت في الخطف في نفس الوقت الذي تفكر به "أجوري" في الهرب، وذلك للضغط على أخيها ليسلم النقود.

 خطف سهيلة

في نفس الأوان يفكر العروسان "عمران وسهيلة" بالاستمتاع بشهر العسل، فخرجت "سهيلة" بعد وصولهما إلى الفندق الذي يقيمان به وتركت زوجها نائماً ليستريح قليلاً من تعب السفر، وفكرت أن تذهب للتسوق. ومع وجود الشبه الكبير بينها وبين "أجوري" ووجودها في السوق العامة للتسوق استطاعت العصابة التي كانت تراقب "أجوري" جيداً خطف "سهيلة" معتقدة أنها "أجوري"، وذلك لما بينهما من تشابه كبير، أصاب الذهول والهلع "سهيلة" ولم تفهم أبداً سبب الخطف، أخذت تستغيث ولكن قامت العصابة بخطفها بسرعة في لمح البصر.

في هذة الأثناء تمكنت "أجوري" من الهرب عن طريق الميناء.. مفتقدة الوجهة والملاذ..

استيقظ "عمران" من النوم وبحث عن "سهيلة" فلم يجدها أخذ يتساءل أين هي؟!، انتظر حتى تعود ولكن دون جدوى، أخذ يتصل بها ويبحث عنها في كل مكان ويسأل إدارة الفندق إذا كانوا يعرفون أثراً لها، ثم اتجه إلى الشرطة عندما تأخر الوقت وبعد بحث طويل دون فائدة، فلم يتوقع أبداً إمكانية خطفها من قِبَل عصابة "سرقة".

تضافرت جهود الشرطة في البحث مع "عمران" ومسئولي الفندق وبدأت تتحرى من موظفي الفندق إلى أن توصلت أن "سهيلة" كانت في سوق "بانكوك" المخصص لبيع الهدايا للزائرين وهذا السوق كبير ومزدحم للغاية.

لم تأت "أجوري" إلى المنزل كعادتها، هكذا تساءل أخوها وأخذ في البحث عنها ولكنها لم تعد، وفي هذه الأثناء وبينما هو شارد الذهن قامت العصابة بالاتصال به تليفونياً وساومته على رد أخته له إذا قام بتسليمهم النقود، وإذا لم يسلم النقود سيقتلون "أجوري"، فجلس هذا الأناني يفكر في حيرة هل يرد النقود للعصابة ويسترد أخته أم يحتفظ بالنقود ويفقد روحا مهمة في حياته ولكن أخيراً تغلبت العاطفة الأخوية عليه ففضل أن يسترد أخته فإلى متى سيظل أنانيا مجرما وإلى متى سيبقى محباً للنقود فهو مضطر.

ذهب لإعادة أخته حاملاً معه النقود وإذ بالمفاجأة، فقد اكتشف إنها ليست "أجوري"، ولكنها فتاة أخرى لا يعرفها تشبه أخته كثيراً وفي نفس عمرها وتفاجأت العصابة بهذا الأمر أيضاً، تحدثت "سهيلة" حينئذٍ وقالت "أنا لست أجوري"، ولكن لدي الكثير من المال يمكنكم الحصول عليه من زوجي لتطلقوني حرة".

في نفس اللحظة هَم أخو "أجوري" بالهرب حاملاً معه النقود فأدركت العصابة ذلك وبادرت بإطلاق النار عليه فأردته قتيلاً واستولت على النقود.

ولأن الطمع من صفات مثل هذه العصابات أرادت العصابة الحصول على المزيد من المال فقاموا بالاتصال بزوج "سهيلة" لطلب فدية وحينئذٍ أبلغ "عمران" الشرطة على الفور لتتبع هذه العصابة.

وبالفعل وصلت الشرطة إلى مكان "سهيلة" عن طريق الهاتف المحمول الخاص بها وتحديد مكانه وحدث تبادل لإطلاق الرصاص بين الشرطة وأفراد العصابة إلى أن تحررت "سهيلة" وعادت إلى "عمران". فالخير خيرٌ إلى آخر الزمان ويظل الموت أو السجن يقضي على الشر في كل مكان.

    أخبار الساعة

    الاكثر قراءة