شهدت مدينة "صفاقس" التونسية، الأيام الماضية، ارتفاعًا كبيرًا في أعداد المصابين بفيروس "كورونا" المستجد (كوفيد - 19)، الأمر الذي بات يشكل خطرًا على تلك المدينة الساحلية، التي سجلت، في الساعات الأولى من صباح اليوم الخميس، 90 حالة إيجابية، اترفع بها الإجمالي إلى 1874 مصابًا، و38 وفاة، منذ بداية الموجة الثانية للوباء، في المدينة التي يبلغ تعدادها مليون نسمة تقريبا.
ودفع الوضع الوبائي والي المدينة، أنيس الوسلاتي، إلى إقرار إجراءات صارمة، بفرض حظر التجوال بجميع مناطق صفاقس الكبرى، (شرق البلاد) إلى جانب منطقة "قرقنة"، ابتداءً من، الثامنة مساءً وحتى الخامسة صباحًا ولمدة 15 يومًا؛ وذلك للحد من انتشار فيروس "كورونا".
وفي محاولة أخرى للسيطرة على انتشار الوباء بالمدينة، ثاني أكبر ولاية بعد تونس العاصمة، تقرر أيضًا تعليق صلاة الجمعة، لمدة 15 يومًا، إلى جانب رفع الكراسي والطاولات، بجميع المطاعم والمقاهي، مع إجبارية ارتداء الكمامات في الفضاءات المفتوحة.
وتعالت في المدينة، عبر موتقع التواصل الاجتماعي، أصوات تتباين في وجهات النظر، منها من يطالب بإجراء حجر صحي شامل، على غرار ما تم في بداية الموجة الأولى من الجائحة، من اجل السيطرة على تفاقم الإصابات بالفيروس "التاجي"، والبعض الآخر يرى في خطوة الغلق الشامل كارثة كبيرة على اقتصاد البلاد، وضرر بالغ على آلاف العمال بكافة القطاعات.
وتشهد البلاد ارتفاعًا كبيرًا في أعداد المصابين بالفيروس، حيث أعلنت وزارة الصحة التونسية، في آخر بيان لها حول الوضع الوبائي، تسجيل 2234 حالة، ليرتفع بذلك العدد الإجمالي للحالات الحاملة للفيروس إلى 34790 مصابًا في أنحاء البلاد، كما رصدت ارتفاعًا في إجمالي عدد الوفيات، منذ فبرير الماضي وحتى 12 أكتوبر الجاري، وصل إلى 512 حالة وفاة.
وسرعان ما تجاوبت الدكتورة نصاف بن علية الناطقة الرسمية باسم وزارة الصحة التونسية، مع حالة الجدل بشأن إجراءات الحد من تلك التداعيات، حيث قالت إن كل السيناريوات واردة للتعامل مع تطورات الوضع الوبائي في البلاد، بما في ذلك الحجر الصحي الشامل، موضحة أنه سيتم اللجوء إلى الحجر الصحي الشامل بالبلاد، في حالة تفاقم الوضع وعجزت المستشفيات عن استقبال الحالات الحرجة.
من جهته، حذر رئيس الهيئة الوطنية للتقييم والاعتماد في المجال الصحي التونسي، الدكتور شكري حمودة، من أن الأشهر الثلاثة المقبلة ستكون صعبة من ناحية ارتفاع عدد حالات الإصابة بفيروس "كورونا" في البلاد، قائلاً "تونس ستشهد، خلال الثلاثة أشهر المقبلة، ارتفاعًا في عدد الحالات (الخطرة)".
بدوره، قال مدير عام الصحة بتونس فيصل بن صالح إن الحالة الوبائية المتعلقة بفيروس "كورونا" تشمل اليوم كل الولايات، وقد تم عقد 3 جلسات على المستوى الحكومي واتخاذ جملة من الإجراءات ومن المنتظر أن يتم الإعلان عن إجراءات أخرى قريبًا.
وكانت السلطات التونسية قد أقرت فرض حظر التجوال في محافظات تونس الكبرى ابتداءً من يوم الخميس الماضي ليشمل محافظات تونس وأريانة وبن عروس ومنوبة ويمتد من الثامنة مساء حتى الخامسة صباحًا وذلك لمدة خمسة عشر يومًا.
كما اعتمدت تونس في مدن العاصمة إجراءات تشمل تعليق صلاة الجمعة ومنع نصب الأسواق الأسبوعية والكراسي داخل المقاهي والمطاعم والاقتصار على بيع المنتجات خارج المحلات.