تطور مكتبة الإسكندرية برنامجا طموحا للنشر يهدف إلى تعزيز الدور الريادي لمصر في نشر المعرفة، لذا مكتبة الإسكندرية هنا ليست دار نشر تتلقى إسهامات المؤلفين لنشرها، بل مؤسسة تصنع المعرفة وتقيم عليها معرفة جديدة، والنشر في المكتبة ورقي ورقمي فالإتاحة غاية المكتبة فهي مؤسسة لا تهدف للربح ، كما أن بعدها الدولي فرض عليها النشر باللغات العربية والإنجليزية والفرنسية ، إلا أن القفزة النوعية الجديدة لمكتبة. الإسكندرية هي سلسلة الجسور التي تركز على ترجمة العلوم الإنسانية إلى العربية ، هذا المشروع يبدأ بسلسلة كتب تترجم عبر اتفاق مع جامعة برنستون تركز على الجديد في الدراسات الاستراتيجية والعلاقات الدولية ، كما تهدف  إلى السعي نحو فهم أعمق للمتغيرات الدولية .

إن دور برامج النشر في مكتبة الإسكندرية هو السعي الحثيث لإحياء ما اندثر من علوم ، فعلم طبقات الرجال والتراجم الذي أهمل وكاد يندثر أحيته المكتبة عبر نشر جمهرة إعلام الأزهر وهي موسوعة من عشر مجلدات ألفها الدكتور أسامة الأزهري واستغرق عمله فيها سنوات ، ترد هذه الموسوعة على الذين دفنوا عمدا تراث الأزهر التنويري الذي جدد الدين الإسلامي ، وفي هذا الإطار تستعد مكتبة الإسكندرية لإصدار موسوعة  تاريخ الجبرتي وهي موسوعة من ٦ مجلدات ترصد تراجم كبار المصريين في القرنين ١٩ و ٢٠ ألفها العلامة حسن قاسم وظلت مخطوطة لم تنشر إلى أن نهض بها فريق بحثي من مركز الحضارة الإسلامية بالمكتبة ، وفي إطار الاحتفاء بعلماء الإسكندرية تنشر المكتبة الأعمال الكاملة للدكتور أحمد مختار العبادي أستاذ الدراسات المغربية والأندلسية المرموق والذي رحل عن عالمنا منذ سنوات وأعطى هذا المجال الكثير لذا سعت المكتبة إلى جمع أعماله الكاملة خدمة للباحثين في هذا الحقل الذي تميزت فيه الإسكندرية منذ عقود ، لكن درة إنتاج مكتبة الإسكندرية هذا العام موسوعة من ثلاث مجلدات ترجمت من اللغة الألمانية إلى العربية على يد الدكتور جواد مجاهد وهى من تأليف الدكتور جونتر الذي أفنى حياته في دراسة مصر في العصرين اليوناني والروماني وألف موسوعته في مصر تراثا وتاريخا في هذه الحقبة . التي توليها المكتبة اهتماما كبيرا فستنشر العام القادم كتابا للدكتور خالد غريب عن عمارة فنار الإسكندرية باللغة الفرنسية ثم سيترجم إلى اللغتين العربية والإنجليزية .

إن ما يمكننا أن نزهو به في مكتبة الإسكندرية هو قدرات المكتبة على إنتاج دوريات علمية ذات مستوى رفيع ، فسرعان ما حظيت دورية أبجديات التي تصدر عن مركز  الخطوط والنقوش والكتابات والتي سعت دار لايدن في هولندا لإعادة نشر أعدادها دوليا لنجاحها الساحق ، وهذا العام أطلقت المكتبة العدد الأول من حولية علوم المخطوط التي أصدرها مركز المخطوطات. والفترة القادمة ستشهد دورية قبطيات من مركز الدراسات القبطية لتكون دورية علمية محكمة في هذا التخصص الهام الذي لم يأخذ نصيبا من الاهتمام بعد بقدر أهميته وهو ما يدفع المكتبة أيضا لإصدار سلسلة من الكتب في القبطيات ومنها كتاب الخطابات القبطية المبكرة للباحث الشاب الواعد أحمد نقشارة كما ستتوسع المكتبة في نشر أبحاث في التراث القبطي والفنون القبطية على جانب آخر تسعى المكتبة عبر بعض مطبوعاتها إلى نشر كتب للأطفال مثل تعليم الهيروغليفية للأطفال.