مما لا شك فيه أن كل أم مع بداية العام الدراسي الجديد تبدأ في التوتر والقلق من الدراسة والمذاكرة والواجبات المدرسية ، وأيضا بسبب جائحة كورونا أصبح الخوف زائداً علي الأطفال ، لكن عدة دراسات من جامعة بنسلفانيا أثبتت أن هناك نسبة وتناسب بين توتر الأم والفشل الدراسي للأبناء مع الأسف، لذلك في مقالي هذا أرجو من كل أم وأنا بالطبع واحدة منهم .
أرجوكي تحلي بالهدوء وابعدي تماما عن التوتر والقلق وحاولي أخذ كل الأمور ببساطة لمصلحتك أولا ثم لمصلحة أبنائك ، لذلك هناك عدة نقاط في إطار الإتيكيت للتعامل مع أبنائك أثناء فترة الدراسة ..
أولا : نبدأ نهيئ الأولاد نفسيا قبل الدراسة بأسبوع على الأقل وخصوصا نضبط وقت النوم لأنه من المعروف أن الإجازة تكون فترة الانطلاق والسهر والاستيقاظ في وقت متأخر ، لذلك يجب أن نبدأ تعديل وقت النوم تدريجيا حتي يبدأوا يستيقظوا باكرا في ميعاد المدرسة ونحذرهم من خطورة القرب الزائد من أصدقائهم هذه الفترة ، وأن هناك تباعدا قليلا وعدم التلامس الزائد وتبديل الأدوات مع بعض .
ثانيا : من الجميل جدا أن الأبناء يشاركون الأم عند النزول لشراء "السبلايز" طلبات المدرسة بنفسهم فبالتالي يتأثر أولادنا تأثيرا إيجابيا ويكونوا فرحين ومستعدين للدراسة حتي يجربوا هذه الأشياء خصوصا الأطفال الصغار في مرحلة الكي جي والمرحلة الابتدائية وأيضا من المهم شراء كل أدوات النظافة الشخصية من كحول ومناديل مبللة وأيضا فيتامين خاص بزيادة وقوة المناعة لدي الأطفال فهو مهم جدا في هذه الفترة .
ثالثا : قبل بداية الدراسة بيوم تسأل الأم أولادها عن نوعية الطعام المفضل لديهم ليأخذوه معهم وهذا أيضا محبب لنفسهم جدا وكل هذا يهيئ الطفل للمدرسة فمن الأفضل أن تجعل الأم أبناءها يشاركوها في كل خطوات ما قبل الدراسة حتي في شراء اليونيفورم الخاص بهم ولا ننسي وجود وأهمية الفاكهة خصوصا التي تحتوي علي عنصر الحديد يوميا بالانش بوكس .
رابعا : من الإتيكيت أن الأم تنبه علي أولادها أهمية دور المعلم واحترامه واجب علينا وهذه القيمة أصبحت مع الأسف غير موجودة في هذا الجيل ، لذلك الأم هي الأساس في التوجيه والتعليم وغرس الاحترام في نفس أطفالها .
خامسا : "التنمر" هذا المصطلح أصبح شائعا في مدارسنا اليوم وذلك نظرا لسخرية الطلبة من بعضهم البعض وهذا غير لائق أبدا وليس له علاقة بالإتيكيت والتربية المهذبة، لذلك أوجه رسالتي للأم والأب أيضا في تربية أبنائهم و الحرص علي عدم السخرية من أحد أمامهم لأن الأطفال يقتبسون كل السلوكيات من الأهل أولا فنبدأ بأنفسنا لما فيه من مصلحة أولادنا في المستقبل .
سادسا : لنسهل علي الأم المذاكرة لأبنائها من الجميل جدا عمل جدول أسبوعي للطفل من مواعيد أكله ومذاكرته وتمارينه ويجب احترام المواعيد من بداية الدراسة فبعد فترة ستلاحظين أن الطفل تعود علي احترام المواعيد بنفسه وأصبح " لايف استايل " لا يتجزأ من حياته اليومية .
سابعا : " جروب الماميز" طبعا في كل موبايل حاليا لكل أم جروب الماميز لكلاس الأولاد ، لكن هل تعرفي أن هناك إتيكيت معين في المعاملة داخل هذا الجروب أولا هناك أنواع كثيرة جدا من الماميز في " الليدي – ست البيت – الموظفة – الشيف – الفاشونيستا – الحازمة الصارمة – الرويتير ناقلة الأخبار " ...... وأنواع كثيرة جدا فبالطبع كل شخصية مختلفة عن الأخرى من حيث المستوي والثقافة والتدين والاهتمامات ، لذلك يجب مراعاة شخصية كل أم فلا يجوز أبدا التنمر داخل الجروب ، وهناك أمهات تحب التقليد لبعضها البعض أيضا كل واحدة ولها ظروفها الحياتية فلا نضغط على أنفسنا لمجرد التقليد ، وإذا وجدت مشكلة تخص الأبناء داخل المدرسة يجب التفاهم بطريقة راقية ومهذبة ومحترمة بدون الإساءة بالألفاظ ويجب دائما أن نتذكر أنه جروب لمناقشة أحوال الدراسة فقط وليس للشات والكلام الخارجي والأسرار فلكل مقام مقال.
ثامنا : إذا حدثت مشكلة لطفلك من مدرس معين بالمدرسة ليس من الإتيكيت أبدا إهانة المدرس أمام الطفل وباقي التلاميذ فيفقد احترامه في ذات اللحظة نهائي أمام ابنك ولا يمكن أن يتقبل منه شرح بعد ذلك فأرجو من كل الأمهات مناقشة المشاكل داخل مكتب المشرف أو المدير وحل الأمور بطريقة محترمة بها ود وسماحة .
تاسعا : عند مساعدة ابنك في عمل " home work " أولا تخلصي من التوتر ولا تساعديه في كل الواجبات مجرد الشرح فقط واتركيه يعمل وظائفه بنفسه لدعم نظرية الاعتماد علي النفس واتركي له استراحة ما بين كل مادة والأخرى لأن العقل البشري لا يستوعب كل المعلومات مرة واحدة مباشرة فنعمل " ريستارت" مثل جهاز الكمبيوتر بالضبط ، وأيضا بما أن التعليم هذه الفترة سيكون معظمه " أون لاين" يجب أن تكون الأم مهيئة ومدربة جيدا قبل أن تهييء طفلها.
عاشرا : وأخيرا أرجو اختيار تمرين واحد فقط للطفل في النادي بجانب دراسته ومذاكرته لأني ألاحظ أن معظم الأمهات مشتركة لأبنائهم في أكثر من رياضة بجانب المدرسة والدروس الخارجية فلا نستغرب من تعب الأم المفاجيء وعصبيتها الزائدة لتراكم شغل البيت عليها بجانب عملها ودراسة أبنائها ومذاكرتهم . أرجو التخفيف علي النفس والرحمة والرفق بنفسك أيتها الأم لتمر السنة الدراسية بهدوء وسلام ..
ولا تنسي التنوع في الأطعمة المفيدة للأولاد في فترة الدراسة ورفع مستوى ذكائهم خصوصا الأطعمة التي تحتوي على الحديد لتقوية الذاكرة .