إن كثيراً من أمراض القلب التي تصيب المصريين وبالأخص الشباب ترجع إلى اتباع العادات الصحية غير السليمة والتي تؤدي عادة إلى الإصابة بالجلطات القلبية والتي أصبحت أكثر انتشارا بسبب العادات الغذائية الخاطئة والتدخين، حيث إن أغلب الإصابات للشباب أو الأشخاص الأقل من 40 عاماً يكون بسبب التدخين الذي يعتبر العامل الأول للإصابة بأمراض القلب، بالإضافة إلى التغذية غير الصحية، وخصوصا الأطعمة التي تحتوي على نسبة كبيرة من الدهون المشبعة والتي تزيد من نسبة الكوليسترول بالدم.
لذلك يجب الحرص على ممارسة الرياضة بشكل يومي ومنتظم مثل الجري أو السباحة، كما يجب التخلي عن عادة ركوب السيارة أو المواصلات يومياً لمدة ساعة على الأقل وقضاء هذه الساعة في المشي سيراً على الأقدام إذا وجد الوقت لذلك مع المتابعة الدورية للكشف عن أية إصابات مبكرة لأمراض القلب، لا سيما وأن هناك تحذيرات طبية من خطورة تزايد أمراض القلب بين الشباب.
فالمعروف أن أمراض الشرايين التاجية تكون نادرة الحدوث لدى الشباب صغار السن إلا أنها تبدأ في الظهور لدى الشباب من الجنسين الأكبر سناً، ففي الولايات المتحدة الأمريكية يبلغ متوسط العمر لحدوث النوبة القلبية لدى الرجال مثلاً 65 عاماً لذلك توصيف أمراض الشرايين التاجية بأنها أمراض المسنين، إلا أنه ما بين 10:4% من كل النوبات القلبية التي تحدث قبل سن الــ 45 سنة تقع أغلبها لدى الرجال، وهذه إشارة إلى الرجال بألا يهملون العلامات التحذيرية لأنهم لا يزالون في عمر الشباب معتقدين أنه العمر الذي لا تقع فيه النوبات القلبية وبما أن تصلب الشرايين يمكنه أن يظهر ويتطور في مرحلة الشباب فإنه إشارة إلى ضرورة الشروع في اتخاذ سبل الوقاية منذ مراحل الحياة الأولى قبل أن تتطور المشكلة وتتفاقم، حيث تنجم كل النوبات القلبية تقريباً لدى الرجال الأكبر سناً نتيجة الانسداد في الشرايين التاجية بعد تصلبها ولدى البالغين من الشباب تؤدي أمراض الشرايين التاجية إلى حدوث نسبة عالية تصل إلى 80% من النوبات القلبية، ويعاني حوالي 60% منهم من مرض في واحد من الشرايين التاجية وفي المقابل يعاني الأشخاص الأكبر سناً من أمراض في اثنتين أو ثلاثة من الشرايين التاجية.
ومن الجدير بالذكر أن حوالي 4% من النوبات القلبية التي تقع لدي البالغين من الشباب تحدث نتيجة لعيوب خلقية في الشريان التاجي، كما يرتبط حوالي 5% منها بحدوث جلطات تكونت في مكان ما بالجسم وانتقلت بعد ذلك إلى الشريان التاجي السليم، الأمر الذي يؤدي لانسداده وهناك 5% من النوبات القلبية الأخرى ترتبط بعدد من اضطرابات تجلط الدم التي تؤدي إلى خطر التجلط في مختلف أنحاء الدورة الدموية ومن ضمنها الشرايين التاجية، وأخيراً هناك من المشكلات الأخرى التي تؤدي إلى حدوث ال 6% المتبقية من حالات النوبات القلبية لدى البالغين من الشباب وتشمل هذه المشكلات تقلصات أو التهابات الشرايين التاجية وعلاج أورام الصدر بالأشعة والإدمان على الكوكايين وغيره من المخدرات الأخرى.
ويبدأ عادة تصلب الشرايين عندما تترسب مواد دهنية لينة على جدرانها، حيث تحتاج هذه المواد إلى فترة ما لكي تتحول إلى طبقة من الترسبات تؤدي إلى ضيق الشريان وتصلب جدرانه، حيث يبدأ تصلب الشرايين من الدم لا من الشرايين، فالزيادة في كميات الكوليسترول منخفض الكثافة (الضار) تتغلغل نحو البطانة الداخلية للشرايين وتقوم تدريجياً بتكوين الترسبات بدءا من الترسبات الذهنية على شكل بللورات صغيرة جداً، حتي تصبح لاحقاً شرائط من هذه الترسبات التي يمكن رؤيتها، كما تتضرر الشرايين بممارسة عادة التدخين السيئة وبارتفاع ضغط الدم ونتيجة أيضا للإصابة بمرض السكر، أما إذا كان مستوى الكوليسترول العالي الكثافة (الحميد) عالياً فإنه سيتمكن من سحب الكوليسترول الضار وإبعاده عن الشريان، ولذلك فإن كل هذه العوامل المتمثلة في تقليل مستوى الكوليسترول الضار وضغط الدم المرتفع والتحكم في مرض السكر وإنقاص الوزن وتجنب التدخين بمقدورها المساعدة في تجنب أمراض القلب .