الإثنين 1 يوليو 2024

اقرءوا هذا الموضوع.. لأجل سلامة قلوبكم!

أخرى16-10-2020 | 14:07


القلب المفتوح عملية لازمة إذا حدث خلل في الصمامات الموجودة داخل القلب مما يستدعي التدخل لتغيير صمام أو إصلاحه أو استبداله




أي مريض مصاب بقصور في الشريان التاجي وشعر بآلام الذبحة هو أكثر عرضة لجلطة القلب




القلب هو العضو الأهم في جسم الإنسان، حيث إنه بتوقفه عن العمل لثوان يموت  الإنسان ويتوقف دوران عجلة الحياة...




الدكتور حامد عثمان أستاذ ورئيس قسم الباطنة والقلب بكلية الطب جامعة الأزهر يقول: إن القلب هو المضخة الرئيسية للدم داخل جسم الإنسان، والدم بدوره يحمل كرات الدم الحمراء التي تنقل الأكسجين لجميع أجزاء الجسم، ثم يتم استخلاص الأكسجين منه ليعود في أوردة للقلب ليتم ضخه للرئة ليعود إلى القلب محملا بنسبة جديدة من الأكسجين الذي يقوم بضخه لجميع أعضاء الجسم وهكذا.


ما سبق هو تلخيص سريع للدورة الدموية في جسم الإنسان، وجراحات القلب تنقسم إلى قسمين رئيسيين وهما: جراحات القلب للأطفال التي نلجأ إليها كعلاج للعيوب الخلقية بالقلب وغيره، أما القسم الثاني: فهو جراحات القلب للكبار والتي تنقسم إلى جزئين كبيرين جداً وهما: جراحات الصمامات وجراحات الشرايين التاجية، بالإضافة إلى أن هناك جراحات للشريان الأورطي وأخرى نادرة نسبياً مثل جراحات أورام القلب.


وأطلق مصطلح جراحات القلب المفتوح بعد اختراع جهاز يطلق عليه (ماكينة القلب الصناعي) والتي تعمل كمضخة للقيام بدور القلب في استمرار سريان الدم في الجسم دون توقف حتى مع عدم وجود القلب، وقد ساعدتنا في تحويل الدورة الدموية بالكامل خارج القلب وبالتالي قدرتنا على القيام بإيقاف عضلة القلب أثناء إجراء العملية الجراحية، ثم يتم إعادة القلب لوضعه الطبيعي بعد الانتهاء من إجراء العملية، وبالتالي الحفاظ على جميع وظائف الجسم دون أي تأثر.


ومن أشهر المصطلحات التي نسمع عنها كثيراً (الشريان التاجي) وهو الشريان المسئول عن تغذية عضلة القلب بالدم، وهو ينقسم إلى أيسر وأيمن، أما الأيسر فهو ينقسم إلى فرعين كبيرين، وللأسف الأمراض المتعلقة بالشريان التاجي هي السبب الأول للوفيات على مستوى العالم كله، حيث إنه بمجرد حدوث قصور في الشريان التاجي يبدأ المريض بالشعور بآلام في الصدر يمكن أن تصل إلى الظهر أو أسفل الفك أو فم المعدة وتلك الآلام ما نطلق عليها الذبحة الصدرية وتصيب الإنسان عند حدوث ضيق في قطر الشريان نفسه، وبالتالي تقل كمية الدم التي تصل لعضلة القلب خاصة عند القيام بمجهود زائد، حيث إنه يمكن أن يصاب الإنسان بهذا الضيق في الشريان، ولكن لا يشكو من أي ألم بسبب عدم قيامه بمجهود أو نشاط زائد، ويظهر الألم بمجرد ممارسة رياضة ولو بسيطة مثل المشي نتيجة عدم وصول كمية الدم المناسبة لعضلة القلب بسبب ضيق الشريان التاجي، وبالتالي لن يستطيع القلب القيام بدوره الطبيعي بضخ الكمية المناسبة للدم لباقي أعضاء الجسم.


والذبحة الصدرية تحدث نتيجة حدوث ضيق بالشريان التاجي بنسبة تزيد على الـ70%، أما إن حدث انسداد تام لجزء من الشريان نطلق على ذلك (جلطة قلبية) نتيجة عدم استطاعة الدم الوصول لجزء من عضلة القلب بشكل كامل، وأعراض الجلطة تختلف عن أعراض الذبحة، حيث يشعر المريض بألم شديد بالصدر يصاحبه دوخة وإحساس بالقيء وتعرق شديد نتيجة انخفاض مفاجئ في ضغط الدم، وتزيد قوة الأعراض على حسب العضلة المتأثرة بعدم وصول الدم إليها، وتلك تعتبر من حالات الطوارئ، لذلك على المريض بمجرد شعوره بتلك الأعراض سرعة التوجه لأقرب مستشفى حتى يتسنى لنا إنقاذه أثناء الساعات الذهبية الخاصة به وهي من أول 6 ساعات حتى 12 ساعة من الإصابة، والتي تعتبر أفضل وقت يمكن لنا من خلاله استعادة سريان الدم مرة أخرى داخل الشريان قبل تليف هذا الجزء من عضلة القلب بسبب حرمانه من الدم لفترة طويلة، فإن تأخرت الحالة وحدث تليف فلن يمكن استعادة هذا الجزء من عضلة القلب للعمل مرة أخرى.


وبالتالي يجب التوضيح بأن أي مريض مصاب بقصور في الشريان التاجي وشعر بآلام الذبحة الصدرية فهو أكثر عرضة لحدوث جلطة القلب، لأن في حالة الذبحة يكون قطر الشريان أقل من الطبيعي، وبالتالي يسهل انسداده بالكامل في أي وقت، كما أن بعض مرضى السكر لا يشعرون بآلام الذبحة الصدرية بشكل واضح مما يجعلهم يتجاهلون هذا الألم، وبالتالي لم  يكونوا على علم بإصابتهم بقصور في الشريان التاجي وبناء على ذلك يكونون أكثر تعرضاً للجلطة القلبية، ولذلك قلما ما يحدث جلطة قلبية لمن لا يعاني في البداية من الذبحة الصدرية.


ويضيف الدكتور أحمد بدوي استشاري جراحة القلب والصدر بقصر العيني بأننا نلجأ لإجراء عمليات القلب المفتوح نتيجة حدوث خلل في الصمامات الموجودة داخل القلب مما يستدعي التدخل لتغيير صمام أو إصلاحه أو استبدال صمام أو شريان بآخر، ونقوم بعملية القلب المفتوح عن طريق القيام بفتح الصدر من المنتصف ثم نضع أشياء يطلق عليها (مبعدات) تمكننا من فتح القفص الصدري ليظهر أمامنا القلب بالغشاء المغلف له، ونقوم بالوصول إلى القلب داخل غلافه لنقوم بتوصيل أنبوبة بالوريد الأجوف العلوي وأخرى بالوريد الأجوف السفلي للقلب، حيث نعمل على توصيل الجزء العلوي والسفلي من الجسم بماكينة القلب والرئة الصناعي، وهذا الجهاز يعمل بدلاً من الرئة حيث يتخلص من ثاني أكسيد الكربون ويدخل الأكسجين للدم ومن خلال مضخة داخله يدفع الدم لأنبوبة موصولة بالشريان الأورطي الذي يرسل الدم مرة أخرى لجميع أعضاء الجسم، وبالتالي نكون قد قمنا بعزل القلب بالكامل عن الجسم والتعويض عنه بماكينة القلب الصناعي، وهنا نقوم بفصل الشريان الأورطي عن القلب عن طريق ما يشبه المشبك ثم نحقن القلب بمحلول مُشِل لعضلة القلب يحتوي على مادة البوتاسيوم ويمتاز هذا المحلول بأن درجة حرارته قليلة وذلك حتى يقوم بتوقف عضلة القلب عن العمل هذا بالإضافة لوضع القلب في محلول معقم مجمد للمحافظة على درجة حرارته باردة بقدر الإمكان أثناء فترة الجراحة، وذلك لنستطيع فتح القلب وإجراء العملية سواء بتغيير صمام واستبداله بآخر أو إصلاح صمام، ولا ننكر أن توفر ماكينة القلب الصناعي والأجهزة المساعدة المتطورة علمياً أحدث طفرة كبيرة في مجال جراحات القلب، حيث ساعدنا جهاز القلب الصناعي على القيام بالتدخل الجراحي في القلب بشكل أكثر دقة وبأقل آثار جانبية ممكنة نتيجة توفير مساحة كبيرة من الوقت اللازم لإجراء العملية بدقة كبيرة.   


وفي النهاية ننصح القراء بتجنب كل ما يمكن أن يؤدي للإصابة بمشاكل القلب والشرايين عن طريق تجنب التدخين وتجنب الإصابة بالأمراض المزمنة مثل الضغط والسكر مع الالتزام بتناول العلاج المناسب للمصابين بتلك الأمراض المزمنة، مع تجنب تناول الوجبات السريعة المليئة بالدهون والابتعاد عن الضغوط العصبية مع ممارسة الرياضة البسيطة يومياً بقدر الإمكان.