الجمعة 24 مايو 2024

الجلطات الدموية... القاتل الصامت

الهلال لايت16-10-2020 | 14:10


د. أحمد الكرداني:

أمراض القلب تصيب المصريين فى عمر أصغر بـ 10 سنوات من عمر الإصابة فى أوروبا

د. إيهاب داوود:

 ضغط الدم المرتفع من أكثر الأمراض المزمنة انتشارا في مصر .. ويسبب جلطات القلب 

د. مجد فؤاد زكريا :

السكتات الدماغية احتلت المركز الثاني بين أسباب الوفاة والإعاقة في مصر 


الجلطات الدموية  سبب رئيسي في وفاة أكثر من47%من المرضى سواء كانت جلطات قلبية أو دماغية، والتي قد تؤدي إلى سكتة دماغية في بعض الحالات، وعلى الرغم من أن علاج الجلطات أصبح متوفرا، ولكن تأخر المريض في الذهاب إلى المستشفى هو أحد أسباب الوفاة أو الإعاقة.

يقول الدكتور أحمد الكرداني أستاذ أمراض القلب بطب عين شمس إن47% من الوفيات   في  مصر سببها أمراض القلب والجلطات القلبية والمخية،  وتتسبب  تلك الأمراض  في وفاة 17 مليون شخص سنويا على مستوى العالم، والخطير في الأمر أن الجلطات القلبية أصبحت تصيب صغار السن عكس المعهود سابقا، وذلك لارتفاع معدلات التدخين بين الشباب في سن مبكرة بالإضافة إلى انتشار السمنة وهما العاملان الأكثر تسببا للمرض بجانب السكري والكوليسترول.

وأوضح أنه يمكن أن نتجنب ٨٠٪ من أسباب وفيات أمراض القلب بالوقاية وتجنب أسباب ارتفاع الكوليسترول والإصابة بالسكري وارتفاع الضغط والالتزام بممارسة الرياضة والامتناع عن التدخين، وأضاف أن هناك طفرة كبيرة في أدوية ارتفاع ضغط الدم والكوليسترول والسيولة أدت إلى انخفاض نسبة الوفيات، وقللت نسب عودة الإصابة بالجلطات لمرة ثانية.

وأوضح أن أحدث الدراسات أوصت بتناول عقار الأسبرين للمرضى الذين لديهم مشاكل قلبية للوقاية من الجلطات، وكذلك الأدوية الخافضة للكوليسترول، مشددا على ضرورة عدم تناول المرضى الذين ليس لديهم مشكلات قلبية للأسبرين  أو تناوله بدون وصفة طبية، وذلك لآثاره الجانبية على المعدة والتي قد تصل إلى التقرحات،  وكذلك تسببه في بعض الحالات في حدوث نزيف، مشيرا إلى أن بعض الشركات تحاول إنتاجه حاليا بطريقة لا تؤذي المعدة.

وأضاف د. الكرداني أن أمراض القلب تصيب المصريين في عمر أصغر بـ 10 سنوات من عمر الإصابة بها في الدول الأوروبية، حيث تحدث الإصابات في مصر عادة للأشخاص في عمر الأربعينات والخمسينات، أما في الدول الأوروبية فتحدث في عمر الستينات. 

وأشار إلى أن أدوية الأسبرين المنتجة محليا لا تختلف عن نظيرتها الأجنبية، حيث تشترط وزارة الصحة على المصانع المحلية شهادات التصنيع الجيد والمعايير الدولية موضحا أن أطباء القلب عند مناظراتهم الحالات يستطيعون المفاضلة بين الأدوية من خلال أثرها على المرضى،  لكن لا توجد أي مشكلات في الأدوية المحلية.

ومن جانبه أكد الدكتور إيهاب داوود استشاري القلب والأوعية الدموية أن مرض ضغط الدم المرتفع من أكثر الأمراض المزمنة غير المعدية انتشارا في مصر، وأنه  يؤدي إلى مضاعفات خطيرة مثل تضخم وهبوط عضلة القلب وقصور الشرايين التاجية والجلطات القلبية والمخية ونزيف المخ والفشل الكلوي وتمدد الأورطي وشرخ بطانة الأورطي إذا أهمل علاجه.

وأوضح أن الإحصائيات تشير إلى أن مرض ارتفاع ضغط الدم من أخطر الأمراض التي تواجه العالم، وخاصة في مصر لأن هناك أكثر من 26% من المصريين البالغين مصابون به، وأن ثلثي المرضى لا يعرفون إصابتهم به ولا يستطيع الأطباء التحكم والسيطرة على المرض إلا في 8% فقط.  من هؤلاء المرضى، مشيرا إلى أن نسبة الإصابة تزداد مع تقدم العمر وزيادة الوزن وكثرة استهلاك ملح الطعام،  بالإضافة إلى الاستعداد الوراثي.

مؤكدا أن الطريقة الوحيدة للتشخيص هي قياس ضغط الدم بدقة عدة مرات على مدى أسابيع وربما لشهور، بالإضافة إلى معرفة التاريخ المرضي التفصيلي والفحص الإكلينيكي الدقيق مع القليل من الفحوص المعملية.

وشدد د. إيهاب على ضرورة أن يكون هناك إرشادات مصرية واضحة يتبعها الأطباء في تشخيص وعلاج ارتفاع ضغط الدم، وذلك لأن الإرشادات الغربية لا تناسب المصريين لوجود فوارق وراثية وخواص سكانية وعوامل مؤدية لارتفاع ضغط الدم ومدى استجابة المريض للعلاج بين مختلف دول العالم، ولتجنب مضاعفات ارتفاع ضغط الدم  لابد من سرعة التشخيص من خلال قياس ضغط الدم بصفة مستمرة للأشخاص بعد سن الأربعين أو السيدات بعد انقطاع الدورة الشهرية  أو المصابين بالسمنة أو الذين لديهم تاريخ عائلي بالمرض موضحا أنه يجب الاستمرار في أخذ العلاج مدى الحياة لأن ارتفاع ضغط الدم من الأمراض المزمنة والمصاحبة للإنسان طوال حياته، ولا يتوقف عن أخذ الأدوية بمجرد ضبط الضغط لأن هذا سيؤدي إلى مضاعفات خطيرة، ناصحا بممارسة الرياضة ولو رياضة المشي لنصف ساعة يوميا وتجنب الوجبات السريعة مع الحرص على التقليل من ملح الطعام.

 وعن الجلطات الدماغية يقول الدكتور مجد فؤاد زكريا أستاذ ورئيس قسم المخ والأعصاب في جامعة عين شمس ورئيس اللجنة القومية للسكتة الدماغية  إن ارتفاع معدلات الإصابة بالسكتات الدماغية في المنطقة ومصر من القضايا المهمة، وأن السكتات الدماغية احتلت المركز الثاني بين الأمراض المسببة للوفاة والإعاقة في مصر بمعدل 13.3 %  مما يضيف أعباء اقتصادية على المجتمع وضرورة التأكيد على أهمية  تلقي العلاج أول أربع ساعات من حدوث أعراض السكتة . 

أكتوبر 2020