الأحد 22 سبتمبر 2024

آمال محمود علي البنا: أبي سجل القرآن المرتل بأمر عبدالناصر

فن18-10-2020 | 14:24

كان القدر حليف الشيخ البنا يوم التحق بالإذاعة وتبوأ مكانة كبار القراء يوم أضربوا عن الإذاعة لأنها تعاقدت مع الشيخ مصطفى إسماعيل بأجر أعلى منهم جميعا فكان البنا يقرأ يوميا لدرجة أن البعض ظن أنه قريب من رئيس الإذاعة أو له وساطة كبيرة ! ثم كان القدر حليفه مرة أخرى يوم اتصلت به سكرتارية عبد الناصر لتدعوه للقراءة في عزاء والد الرئيس في الإسكندرية ويومها استبقاه الرئيس لليوم التالي وأمر الإذاعة بأن تسجل له المصحف المرتل , وكان القدر حليفه للمرة الثالثة يوم ذهب مع الشيخ عبد الباسط والرزيقي للرئيس السادات وأقنعوا الرئيس بتأسيس نقابة القراء واختير نقيبا لها خلفا للشيخ عبد الباسط , كافح الشيخ البنا منذ كان طفلا بقريته (شبراباص) بالمنوفية ثم الشهرة الواسعة والعودة قارئا بمسجد سيدي أحمد البدوي بطنطا , وقد بر قريته ببناء مسجد بها ودفن به وتحول بيته لمزار , التقينا ابنته الكاتبة الصحفية آمال البنا وكان الحوار التالي .

بداية , كيف بدأ الشيخ البنا مشواره باختصار ؟

تقول آمال البنا : ولد أبي بقرية ( شبراباص ) بالمنوفية في 17ديسمبر 1926لأب فلاح وسبقته للحياة أخته الكبرى (رتيبة) وبعده رزق والده بولد وبنت هما ( محمد ونبوية ) , وقد دعت أمه عند البدوي أن يصبح ابنها خادما عنده فأتم حفظ القرآن وعمره 11 سنة وصار الصبي النابغة بقريته ثم كانت المحطة الثانية يوم انتقل للدراسة بمعهد المنشاوي الإعدادي الأزهري بطنطا وهناك اكتشفه الشيخ حسين معوض ودفعه لتعلم القراءات على يد الشيخ ابراهيم سلام بالمعهد الأحمدي ونصحه الأخير بكثرة التردد على مجلس وبيت الشيخ شفيق أبو شهبة حيث كان بيته ملتقى كبار القراء ..أحمد ندا وعلي محمود ومحمد رفعت ونصحه الشيخ شفيق بالسفر للقاهرة وتمر الأيام ويرزق الشيخ البنا بأول مولود ويطلق عليه اسم ( شفيق ) وفاءا لذكرى شيخه .

كيف وصل الشيخ البنا للقاهرة ؟

عمل بنصيحة شيخه شفيق أبو شهبة ونزل القاهرة وفيها حصل الشيخ البنا على إجازة في تجويد القرآن من الأزهر وتعلم المقامات الموسيقية على يد الشيخ الحريري وتعرف على صالح باشا حرب رئيس جمعية الشبان المسلمين فصار قارئ الجمعية بكل مناسباتها ومنها مناسبة سنوية في دار الأوبرا القديمة بالعتبة وبحضور كل رجال مصر وبذلك أصبح التلميذ يقرأ إلى جوار الفطاحل مرة واحدة من الشعشاعي ومصطفى إسماعيل وعلي محمود ومحمد رفعت وبقوله هو : (شعرت كأني تلميذ تخرج في الابتدائية ثم فوجئ أن عليه الالتحاق بالجامعة دفعة واحدة دون تمهيد) .

ثم تزوج الشيخ البنا من (سيدة) أخت صديقه محمود علي راشد وعمره 21 سنة وعمر زوجته 16 سنة وذلك سنة 1948 قبل التحاقه بالإذاعة بشهور وأنجب منها أولاده (شفيق وآمال وعلي وأحمد ومحمد وناهد وشريف) وبدأ حياته بشقة صغيرة في شبرا ثم انتقل لحدائق القبة ثم بنى لأسرته بيتا مستقلا في منطقة مصر الجديدة .

التحاقة بالإذاعة

فكيف جاء التحاقه بالإذاعة ؟

التحق بالإذاعة بداية سنة 1949 وبتشجيع من الإذاعية صفية المهندس ويومها أضرب كبار القراء عن القراءة لأن الإذاعة أبرمت عقدا مع الشيخ مصطفى إسماعيل بأجر أعلى منهم جميعا فكان البديل هو استدعاء الشيخ البنا الذي يقيم بالقاهرة فكان يبدل مع كل من الشيخ الحصري والشيخ البهتيمي لدرجة ظنت فيها الناس أن الشيخ البنا مسنود من القصر الملكي !

عودته لطنطا

ما هي أبرز محطات الشيخ البنا كقارئ ؟

عين أولا بمسجد الأميرة (عين الحياة) بحدائق القبة وكان اسمه مسجد الملك ثم عرف بمسجد الشيخ كشك لاحقا لما خطب فيه وقضى فيه حتى سنة 1956 ثم انتقل قارئا بمسجد الرفاعي بالقلعة وكان يتبع الخاصة الملكية ثم عاد قارئا بالمسجد الأحمدي بطنطا سنة 1958ويحل محل الحصري الذي ذهب قارئا لمسجد سيدنا الحسين وكان عمر البنا آنذاك 31 سنة واستمر فيه حتى سنة 1981 أي 23 سنة وفي أحد أيام الجمع تخفت أمه وسط الناس وذهبت لترى وتستمع لابنها الشيخ الذي ذاع صيته واستجاب الله لدعائها وصار خادما عند البدوي !

ثم ظهر الشيخ البنا على شاشة التليفزيون يوم 21 يوليو سنة 1960 أي يوم بدأ إرساله في مصر وبعدها عرف الشيخ السفر للخارج فسافر لكل من الهند وماليزيا والإمارات ولبنان والجزائر وغالبية البلاد الأوروبية سفيرا للقرآن .

كيف كانت علاقة الشيخ البنا بالرئيس عبد الناصر ثم السادات ؟

تعرف على عبد الناصر يوم دعاه للقراءة في عزاء والده في الإسكندرية سنة 1965 واستبقاه الرئيس لليوم التالي وسأله لماذا لم يسجل المصحف المرتل ثم أمر الإذاعة بتسجيل المصحف المرتل للشيخ البنا فكان خامس الكبار بعد ( الحصري ومصطفى إسماعيل والمنشاوي وعبد الباسط ) , وعرفها الشيخ للرئيس فكان يقرأ في ذكراه سنويا وبالمجان حتى رحل سنة 1985 وتبرع بعد هزيمة 1967 بماله للمجهود الحربي .

أما الرئيس السادات فكانت علاقته به لصيقة إذ كان السادات دائم التردد على مسجد البدوي بطنطا ثم لما أصبح رئيسا ذهب إليه باستراحة القناطر الخيرية مع الشيخ أبو العينين شعيشع وعبد الباسط وأحمد الرزيقي سنة 1980 وطلبوا منه تأسيس نقابة للقراء واستجاب لهم السادات وأمر صوفي أبو طالب بإعداد قانون النقابة رقم 93 لسنة 1983وانتخب نقيبا بعد الشيخ عبد الباسط ورحل وهو نقيب القراء في 20 يوليو سنة 1985 ودفنه صديقه الشيخ الشعراوي وصلى عليه ودفنه بمسجده الذي أسسه بقريته بناء على وصيته .