1- طُفْ بالقوافي علي آثار من سَبَقُوا
واستنطقْ الدهرَ بابُ الشعرِ مُنغلقُ
2- يا ابن الحسين الذي ظلتْ قصائدُه
مثل الصـــواعقِ إنْ تأتي وتَـــأَتـــِلقُ
3- من مثله للقوافي إذ تسنمها
بألف فجٍ إذا ما انسدتْ الطرقُ
4- فـأنت أول من قالوا وآخرهم
وأنت أفصح من كفوا ومن نطقوا
5- أبو محسد قد دامتْ مكانتُه
فوق الجميع وللجوزاء مرتفقُ
6- "فالخيل والليل والبيداء تعرفه
والسيف والرمح والأقلام والورقُ"
7- إنّ الليالي لا زالت تناجزه
بكل وغدٍ كذوبٍ جاء يختلقُ
8- قالوا وضيعٌ أبوه في الورى نسباً
يا ويلهم إذ بدت في إفكهم فرقُ
9- وحسب قومك إذ عدوك مفخرةً
وقدْ تكلم فيك الخــانـعُ الحنـــقُ
10- لإن هجوت الورى في كل قافيةٍ
عصماءَ يهلكُ منها الفاجرُ المرقُ
11- ولقبوكَ بلفظٍ أنتَ كارهه
وهل لغيرك هذا الإسم ينطبقُ
12- وما عدوك من تجرى سفائنه
مع الرياح إذا الأقدار تتفقُ
13- فكم تسير مع الأهوال في ظلمٍ
أيّان يأتي لك الإشراق ينبثقُ
14- قد لان كل طريقٍ كنتَ سالكه
إذا يُشِّيبُ فيه الفارسَ الفَرَقُ
15- وكم تجوز بلاداً لا تجاوزها
وكم تداهنُ خَلْقاً ما لهم خُلُقُ
16- كل المعاقلُ تسألُ عن مآربكم
وكيف تسأل والأرماحَ تعتنقُ
17- تسمو المآربُ إذْ تسمو طبائعُنا
أيَّان يسمو عديمُ الهمةِ الخَرِقُ
18- إنَّ الممالك إنْ راموا تملكها
شدوا صدورالقنا والخيل تستبق
19- بالشعر تبني ملوكاً ثم تهدمهم
وكيف يسلم منك الحاكم النزق
20- طعنتهم برماح الشعر قاصدةً
حتي تمزقَ منها اللحمُ والحلقُ
21- جوَّعتهم بشهىِّ من مدائحكم
أكلاً مريئاً وإذْ بالسَمِ قد شَرَقُوا
22- قتلتَ كافورَ طعناً في رجولته
وقد غدا أبداً بالكفر يلـتـصـقُ
23- أتي علي النيل كافورٌ فسممه
وظل يشرب منه الوُرْقُ والوَرَقُ
24- فمات كل جميلٍ في مرابعنا
وقد تــكــاثر فيها الـــهـمُ والأرقُ
25- وبات يحكم في جهلٍ رعيته
وقد تساوى لديه الـتِـْبرُ والوَرِقُ
26- هي الخيانة تجرى في طبائعه
فبات يحكم من في أمسه عتقوا
27- وكيف يحكم عبدٌ ما له شرفٌ
وقد تحكَّم فيه السوطُ والربقُ
28- ظللتَ تنشده ما ليس يفهمه
وليس يفهم إلا من له نَهَقُوا
29- حتي حُبستَ لديه في مخالبه
هيهات يمنع منك الشعرَ يـنـدفــقُ
30- وظل يمسح عن عمدٍ كرامتهم
آن الآوان لشادي العُرْبِ ينطلقُ
31- أما سمعتَ نداءً في ضمائركم
أتاك من حلب الشهباء يعتنقُ
32- كل البلاد إذا يممتها حلبٌ
ولــيــس يــدرك إلا من بــه وَمَــــــقُ
33- تركتَ خولةَ تستوحي قصائدكم
فعدتَ وهي من الآلام تختنقُ
34- "طوى الجزيرةَ جاءكم عجلاً "
غرابُ شؤمٍ علي أجداثها نَعِقُ
35- وعينُ جلَّقَ لن تنسي مصيبتها
إذا تعامتْ قلوبُ الأرضِ والحَدَقُ
36- فهل نعيتَ أخاها مُذْ له نُعيتْ
وليس بعد أخيها سيفَ تمتشــقُ
37- من للثغور وجند الروم مقبلةٌ
والخيل تـجمح أحياناً وتـنزلــقُ
38- من للدمستق إذْ جازَ بخرشنةٍ
وقد تصبب من أفراسه العرقُ
39- حتي نصبتم له من شِرْكِه شَرَكَاً
وكيف يفلتُ من بالجبن ينتطقُ
40- ومات سيفكَ والأرماحُ مُشرعةٌ
وكان ينضح من عادى ويرتشقُ
41- وضاع من حلب الشهباء بهرجها
وظل كل جميلٍ فيها يحترقُ
42- دعتك شيراز كي تأسو جراحكم
وليت تدري بأن القلب ينفتقُ
43- وأنت تعلم مذْ ناحَ الحمام لكم
أن المنيةَ فيكم سهمها عَلِقُ
44- دعاك فاتكُ يوم الدير ما ارتعدتْ
منه الفرائصُ او مالتْ له العنقُ
45- وكيف ترضي بذلٍ في نهايتها
وأنـــت تــحمل نفـــساً مـا لها أفــقُ
46- لا زلتَ تبقي ضميراً في عروبتنا
إذا تخاذل بالأشعار مــن حـذقــوا
47- فأنت ديمة بحرٍ ماؤه غَدِقُ
وأنـت عــطــرٌ نـدىٌّ ريـحه عَـبِقُ