الإثنين 29 ابريل 2024

مـــــع الـــــــمــتـنــبــي

فن18-10-2020 | 19:50

1- طُفْ بالقوافي علي آثار من سَبَقُوا

واستنطقْ الدهرَ بابُ الشعرِ مُنغلقُ

2- يا ابن الحسين الذي ظلتْ قصائدُه

مثل الصـــواعقِ إنْ تأتي وتَـــأَتـــِلقُ

3- من مثله للقوافي إذ تسنمها

بألف فجٍ إذا ما انسدتْ الطرقُ

4- فـأنت أول من قالوا وآخرهم

وأنت أفصح من كفوا ومن نطقوا

5- أبو محسد قد دامتْ مكانتُه

فوق الجميع وللجوزاء مرتفقُ

6- "فالخيل والليل والبيداء تعرفه

والسيف والرمح والأقلام والورقُ"

7- إنّ الليالي لا زالت تناجزه

بكل وغدٍ كذوبٍ جاء يختلقُ

8- قالوا وضيعٌ أبوه في الورى نسباً

يا ويلهم إذ بدت في إفكهم فرقُ

9- وحسب قومك إذ عدوك مفخرةً

وقدْ تكلم فيك الخــانـعُ الحنـــقُ

10- لإن هجوت الورى في كل قافيةٍ

عصماءَ يهلكُ منها الفاجرُ المرقُ

11- ولقبوكَ بلفظٍ أنتَ كارهه

وهل لغيرك هذا الإسم ينطبقُ

12- وما عدوك من تجرى سفائنه

مع الرياح  إذا الأقدار تتفقُ

13- فكم تسير مع الأهوال في ظلمٍ

أيّان يأتي لك الإشراق ينبثقُ

14- قد لان كل طريقٍ كنتَ سالكه

إذا يُشِّيبُ فيه الفارسَ الفَرَقُ

15- وكم تجوز بلاداً لا تجاوزها

وكم تداهنُ خَلْقاً ما لهم خُلُقُ

16- كل المعاقلُ تسألُ عن مآربكم

وكيف تسأل والأرماحَ تعتنقُ

17- تسمو المآربُ إذْ تسمو طبائعُنا

أيَّان يسمو عديمُ الهمةِ الخَرِقُ

18- إنَّ الممالك إنْ راموا تملكها

شدوا صدورالقنا والخيل تستبق

19- بالشعر تبني ملوكاً ثم تهدمهم

وكيف يسلم منك الحاكم النزق

20- طعنتهم برماح الشعر قاصدةً

حتي تمزقَ منها اللحمُ والحلقُ

21- جوَّعتهم بشهىِّ من مدائحكم

أكلاً مريئاً وإذْ بالسَمِ قد شَرَقُوا

22- قتلتَ كافورَ طعناً في رجولته

وقد غدا أبداً بالكفر يلـتـصـقُ

23- أتي علي النيل كافورٌ فسممه

وظل يشرب منه الوُرْقُ والوَرَقُ

24- فمات كل جميلٍ في مرابعنا

وقد تــكــاثر فيها الـــهـمُ والأرقُ

25- وبات يحكم في جهلٍ رعيته

وقد تساوى لديه الـتِـْبرُ والوَرِقُ

26- هي الخيانة تجرى في طبائعه

فبات يحكم من في أمسه عتقوا

27- وكيف يحكم عبدٌ ما له شرفٌ

وقد تحكَّم فيه السوطُ والربقُ

28- ظللتَ تنشده ما ليس يفهمه

وليس يفهم إلا من له نَهَقُوا

29- حتي حُبستَ لديه في مخالبه

هيهات يمنع منك الشعرَ يـنـدفــقُ

30- وظل يمسح عن عمدٍ كرامتهم

آن الآوان لشادي العُرْبِ ينطلقُ

31- أما سمعتَ نداءً في ضمائركم

أتاك من حلب الشهباء يعتنقُ

32- كل البلاد إذا يممتها حلبٌ

ولــيــس يــدرك إلا من بــه وَمَــــــقُ

33- تركتَ خولةَ تستوحي قصائدكم

فعدتَ وهي من الآلام تختنقُ

34- "طوى الجزيرةَ جاءكم عجلاً "

غرابُ شؤمٍ علي أجداثها نَعِقُ

35- وعينُ جلَّقَ لن تنسي مصيبتها

إذا تعامتْ قلوبُ الأرضِ والحَدَقُ

36- فهل نعيتَ أخاها مُذْ له نُعيتْ

وليس بعد أخيها سيفَ تمتشــقُ

37- من للثغور وجند الروم مقبلةٌ

والخيل تـجمح أحياناً وتـنزلــقُ

38- من للدمستق إذْ جازَ بخرشنةٍ

وقد تصبب من أفراسه العرقُ

39- حتي نصبتم له من شِرْكِه شَرَكَاً

وكيف يفلتُ من بالجبن ينتطقُ

40- ومات سيفكَ والأرماحُ مُشرعةٌ

وكان ينضح من عادى ويرتشقُ

41- وضاع من حلب الشهباء بهرجها

وظل كل جميلٍ فيها يحترقُ

42- دعتك شيراز كي تأسو جراحكم

وليت تدري بأن القلب ينفتقُ

43- وأنت تعلم مذْ ناحَ الحمام لكم

أن المنيةَ فيكم سهمها عَلِقُ

44- دعاك فاتكُ يوم الدير ما ارتعدتْ

منه الفرائصُ او مالتْ له العنقُ

45- وكيف ترضي بذلٍ في نهايتها

وأنـــت تــحمل نفـــساً مـا لها أفــقُ

46- لا زلتَ تبقي ضميراً في عروبتنا

إذا تخاذل بالأشعار مــن حـذقــوا

47- فأنت ديمة بحرٍ ماؤه غَدِقُ

وأنـت عــطــرٌ نـدىٌّ ريـحه عَـبِقُ


    Dr.Randa
    Dr.Radwa