تعتبر مهمّة القضاة في الإسلام من الأعمال العظيمة التي كان لا يقبل بتحملها إلا من تتوافر فيه بعض الصفات، لأنهم كانوا يعلموا جيدًا أنها أمانة مُلقاة على عاتقهم أي للفصل بين الناس والحكم بالعدل بينهم، ونظرًا لكثرة التعاملات بين الناس مما أدى إلى نشوب بعض من الخلافات تستدعي أن يقوم شخصٌ معيّن تتوافر فيه صفاتٌ معيّنة بالفصل فيها وحلّها، فالقاضي في الإسلام هو المرجع والحكم الذي يفصل في قضايا النّاس التي تُرفع إليه، أو تكون بين يديه.
والقضاء "إظهار لحكم الله تعالى وإخبار عنه"، وهو أيضًا "إلزام من له الإلزام بحكم الشرع"، وهو "الحكم بين الناس بالحق، والحكم بما أنزل الله عز وجل"، ولا يعلم الجميع أن الحكم لله في الأول وفي الآخر وما القضاة إلا أداة لتنفيذ ما أراده الله.
أول قاضي في الإسلام: عمر بن الخطاب رضى الله عنه:
عندما تولّى الفاروق -رضي الله عنه- الخلافة وبسبب الحاجة الماسّة إلى مهمّة القضاء والفصل بين النّاس؛ لاتساع رقعة الدّولة الإسلاميّة، فقد استحدث عمر -رضي الله عنه- منصب القاضي، وعيّن قضاة في الأمصار من بينهم: الصّحابيّ الجليل أبو موسى الأشعريّ على قضاء الكوفة.
وكان أول ما فعله سيدنا عمر بن الخطاب أن فصل القضاء عن الولاية، فجعل بجانب الوالي قاضيًا ينظر في أمور القضاء لا عمل له غيره، وقد يجمع لبعض القضاة التعليم أو القيام بشئون بيت المال إلى جانب عمل القضاء، وقد نفذ هذه الخطة في الولايات الجديدة التي فتحت في عهده، في العراق وبلاد الشام ومصر، ولعل سبب ذلك ما تمتاز به تلك الأمصار من كثافة السكان من أهل تلك البلدان، بالإضافة إلى المسلمين الفاتحين، وما ينتج عن ذلك من كثرة القضايا والمشكلات، وثقل القيام بأعباء الولاية على الوالي، لكن عمل عمر لم يكن فصلًا كاملًا للقضاء عن سلطة الخليفة ونوابه في الولايات، بحيث أضحى القضاء سلطة مستقلة، وإنما كان عمله بداية لذلك، وكان هو الذي يعين القضاة، ويعزلهم ويحاكمهم، ويكتب لنوابه باختيار الصالحين للقضاء فيولوهم، ويكتب لقضاته بالتعليمات والآداب، كما هى الحال اليوم من فصل السلطة التنفيذية عن التشريعية، والسبب راجع حتى يتفرغ الوالي لمهامه وأيضًا القضاة يكون الرقيب عليهم الله وضميره.
تعاليم ووصايا عمر في نظام القضاء:
كان عمر بن الخطاب يختبر قضاته قبل أن يوليهم مهمة القضاء، ويحدد لهم النهج الذي يسيرون عليه، وذلك بما أرساه من تعاليم في نظام القضاء، وآداب القضاة، ولا تزال كتبه وأقواله تشهد بسعة علمه في القضاء، وأصوله، وأحكامه، وأهم ما كتبه في ذلك كتابه الشهير إلى أبي موسى الأشعري حين ولاه القضاء، الذي يعد قطعة من أدب القضاة لا تزال خالدة، وقد اهتم به العلماء اهتمامًا عظيمًا بالشرح، كما أن رسالة سيدنا عمر بن الخطاب لأبي موسى الأشعري حينما تولى منصب القضاء يجب أن تُدرس ويُعمل بها، فقد احتوت الرسالة على الصفات التي يجب أن يتحلى بها أي قاضى مُنصف يريد أن يحكم بالعدل ، فهو يقول:
"أَمَّا بَعْدُ، فَإِنَّ الْقَضَاءَ فَرِيضَةٌ مُحْكَمَةٌ وَسُنَّةٌ مُتَّبَعَةٌ، فَافْهَمْ إذَا أُدْلِيَ إلَيْكَ، فَإِنَّهُ لَا يَنْفَعُ تَكَلُّمٌ بِحَقٍّ لَا نَفَاذَ لَهُ، وَآسِ بَيْنَ النَّاسِ فِي وَجْهِكَ وَعَدْلِكَ وَمَجْلِسِكَ، حَتَّى لَا يَطْمَعَ شَرِيفٌ فِي حَيْفِكَ، وَلَا يَيْأَسَ ضَعِيفٌ مِنْ عَدْلِكَ. الْبَيِّنَةُ عَلَى مَنِ ادَّعَى، وَالْيَمِينُ عَلَى مَنْ أَنْكَرَ، وَالصُّلْحُ جَائِزٌ بَيْنَ الْمُسْلِمِينَ إلَّا صُلْحًا أَحَلَّ حَرَامًا أَوْ حَرَّمَ حَلَالًا؛ وَلَا يَمْنَعُكَ قَضَاءٌ قَضَيْتَهُ أَمْسِ فَرَاجَعْتَ الْيَوْمَ فِيهِ عَقْلَكَ، وَهُدِيتَ فِيهِ لِرُشْدِكَ، أَنْ تَرْجِعَ إلى الْحَقِّ، فَإِنَّ الْحَقَّ قَدِيمٌ، وَمُرَاجَعَةُ الْحَقِّ خَيْرٌ مِنَ التَّمَادِي فِي الْبَاطِلِ، الْفَهْمَ الْفَهْمَ فِيمَا تَلَجْلَجَ فِي صَدْرِكَ مِمَّا لَيْسَ فِي كِتَابِ اللَّهِ تَعَالى وَلَا سُنَّةِ نَبِيِّهِ، ثُمَّ اعْرِفِ الْأَمْثَالَ وَالْأَشْبَاهَ، وَقِسْ الْأُمُورَ بِنَظَائِرِهَا، وَاجْعَلْ لِمَنِ ادَّعَى حَقًّا غَائِبًا أَوْ بَيِّنَةً أَمَدًا يَنْتَهِي إلَيْهِ، فَمَنْ أَحْضَرَ بَيِّنَةً أَخَذْتَ لَهُ بِحَقِّهِ، وَإِلَّا اسْتَحْلَلْتَ الْقَضِيَّةَ عَلَيْهِ، فَإِنَّ ذَلِكَ أَنْفَى لِلشَّكِّ وَأَجْلَى لِلْعَمَى، وَالْمُسْلِمُونَ عُدُولٌ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ، إلَّا مَجْلُودًا فِي حَدٍّ، أَوْ مُجَرَّبًا عَلَيْهِ شَهَادَةُ زُورٍ، أَوْ ظِنِّينًا فِي وَلَاءٍ أَوْ نَسَبٍ، فَإِنَّ اللَّهَ عَفَا عَنِ الْأَيْمَانِ وَدَرَأَ بِالْبَيِّنَاتِ. وَإِيَّاكَ وَالْقَلَقَ وَالضَّجَرَ وَالتَّأَفُّفَ بِالْخُصُومِ، فَإِنَّ الْحَقَّ فِي مَوَاطِنِ الْحَقِّ يُعَظِّمُ اللَّهُ بِهِ الْأَجْرَ وَيُحْسِنُ بِهِ الذِّكْرَ، وَالسَّلَامُ" .
فتلك الرسالة بمثابة مرجع لكل قاضي أراد الحكم بالعدل بين الناس والسير على نهج هؤلاء، فيجب أن يقرأ القاضي المذكرة كلمة كلمة، ويتمعن كل دليل يُقدم إليه، ويستمع جيدًا لأقوال الخصوم أو الشهود، ويجب أن يتمتع القاضي بالذكاء والدهاء للوصول إلى الحقيقة ومن ثم إلى العدالة، وهذا معناه لعل أحد الخصمين الحق معه والظاهر من الأوراق غير ذلك! وضَرَبَ الله لنا مثلًا على ذلك في قصة داوود عليه السلام لَمَّا استَمَع سيِّدنا داوود عليه السلام لكلام المتحدث، وهو الأخ الأكبر؛ تأثَّر به، ومالَ إلى جانبه، لِمَا رأى من ضَعفه واستكانته؛ فانفَعَل وأصدرَ حُكمَه على القضيَّة من دون أن يستمع إلى كلام الأخ الأصغر، وقَبل أن يمنحَه الفرصة للإدلاءِ بحجَّته وبيِّنته، أو لتوضيح غايته ومقصده في ما يريده من أخيه {قَالَ لَقَدْ ظَلَمَكَ بِسُؤَالِ نَعْجَتِكَ إلى نِعَاجِهِ وَإِنَّ كَثِيرًا مِنَ الْخُلَطَاءِ لَيَبْغِي بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ }، هنا وفي أثناء كلامه، انتبه سيِّدنا داوود عليه السلام إلى أنَّه قد تعجَّل في القضاء، وأنَّه لا يصحُّ أن ينطق بالحُكم وهو في حالة الانفعال هذه: {وَظَنَّ دَاوُودُ أَنَّمَا فَتَنَّاهُ فَاسْتَغْفَرَ رَبَّهُ وَخَرَّ رَاكِعًا وَأَنَابَ}.
كما قال سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم "إِنَّكُمْ تَخْتَصِمُونَ إِلَيَّ وَإِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ، فَلَعَلَّ بَعْضَكُمْ أَنْ يَكُونَ ألحَنَ بِحُجَّتِهِ مِنْ بَعْضٍ فَأَحْكُمَ لَهُ بِقَدْرِ مَا أَسْمَعُ مِنْ حُجَّتِهِ فَمَنْ قَضَيْتُ لَهُ مِنْ حَقِّ أَخِيهِ بِشَيْءٍ فَلا يَأْخُذْ، فَإِنَّمَا أَقْطَعُ لَهُ قِطْعَةً مِنَ النَّارِ" وقال صلَّى الله عليه وسلَّم: (إنَّ من البيانِ لَسِحرًا، وإنَّ من سحر البيان قَلبُ الحقائق وتشويهها في ضمير السامع)، كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" لا يحكم الحاكم بين اثنين وهو غضبان"،كما قال رسول الله :" لا يقضي القاضي الا وهو شبعان ريان"، كما أظهرت السنة أن على القاضي أن يراعي الظروف المادية والنفسية للمتهم، كما حرمت الشريعة الرشوة في مجال القضاء، وفي ذلك روي أن رجلًا كان يهدي عمر بن الخطاب كل سنة فخذ جزور فخاصم إلى عمر فقال يا أمير المؤمنين اقضِ بيننا قضاء فصلًا كما يفصل الفخذ من الجزور ، فكتب عمر إلى عماله:لا تقبلوا الهدية فإنها رشوة.
أمثلة على عدل سيدنا عمر بن الخطاب واهتمامه بتنفيذه:
سيدنا عمر مشى في الطريق رأى غلماناً فلما رأوه تفرقوا إلا واحداً منهم، سأله: أيها الغلام لمَ لم تهرب مع من هرب؟ قال له: أيها الأمير لست ظالماً فأخشى ظلمك، و لست مذنباً فأخشى عقابك، والطريق يسعني ويسعك، هذا الغلام الصغير رسم سياسة المجتمع، أي في المجتمع الذي يخاف فيه المذنب ويطمئن البريء هذا مجتمع متقدم، وفي المجتمع الذي يخاف فيه البريء ويطمئن المذنب به خلل ويسوده الظلم، أي هذا المجتمع في طريق الهاوية! فلو طفلان لا يفهمان معنى العدل ونصفت الظالم منهم على المظلوم لتذمر المظلوم وشعر بسخط، فهذا شعور طبيعي يشعر به كل مظلوم ، وعاقبة الظلم وخيمة ، فالظلم ظلمات ، أي الظلم لا يقف عند حد المظلوم بل يفتح سلسلة من الظلمات لا نهاية لها!
القاضي يحكم بالعدل وليس الحق!
إذا أقرض شخص آخر مبلغ من المال دون شهود ثم طالبه بالمبلغ فقال: ما عندي لك أى شىء؛ وبيني وبينك المحاكم واشتكي! فلو ذهب للقاضى فسوف يسأله أول شيء: هل معك إثبات كتابى أو أي دليل على صحة ادعائك؟ هل لديك شهود؟ ومن الممكن أن يستدعي الشخص ويطلب منه أن يحلف بأنه لم يأخذ المبلغ فسيحلف! هنا سيحكم القاضي برفض الدعوى وهذا هو "العدل"، أما "الحق" فهو ان الرجل مدين له بالمبلغ المالي، إذًن "الحق" واحد لا يتغير بتغير الدليل أو حتى عدم وجوده، أما "العدل" فهو يرتبط بالدليل وجوداً وعدماً، فكل حق عدل وليس كل عدل حق؛ والحق يعلمه الله وحده، أما العدل فله وجوه كثيرة أى أن العدل قد يتعدد فى نفس القضية! وقد عَرَفَ البعض العدل بأنه: "إعطاءُ كل ذي حق حقَّه أو إعطاء كل ذي حق ما يعادل حقَّه ويساويه، دون زيادة أو نقصان"، كما قال الله سبحانه وتعإلى:"وَإِذَا حَكَمْتُم بَيْنَ النَّاسِ أَن تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ"، "وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَىٰ أَلَّا تَعْدِلُوا" ( اعْدِلُوا ).
فخلاصة القول: القاضي مُطالب الحكم بالعدل بين الناس لأن بالعدل تُقام الامم وتتحقق حقوق الإنسان، ويجب ألا يتأخر الحكم بالعدل لأن ذلك يشكك المظلوم ويضعفه، والتأخير في العدالة ظُلم.
فكل عضو بجسم الإنسان له وظيفة ويدور في حركة منتظمة وأي خطأ أو خلل في حركة الجسم يترتب عليه خلل في جميع أجزاء جسم الإنسان! والمجتمع الإنساني كجسم الإنسان إذا لم تراعى فيه أصول العدالة فبالتأكيد سيمرض! فبالعدل ينتظم المجتمع الإنساني وبالعدل قامت السماوات والأرض، فإذا تمعنا في كل الدولة المتقدمة نجد أنها تقيم العدل ما بين المواطنين حتى ولو كان الإسلام غير متفشي فيها، ولو تمعنا أكثر لوجدنا أنهم يطبقون الإسلام في أسمى صوره أي دين المعاملة وليس دين المظاهر، فالدولة التي تقيم العدل تدوم وتستمر ولو كانت كافرة! وتضيع إذا كانت ظالمة ولو كانت على الإسلام! وفي ذلك يقول الإمام ابن تميمة : "إن الله يقيم الدولة العادلة وإن كانت كافرة ! ولا يقيم الظالمة ولو كانت مسلمة!"،وقد شهد تاريخ الإسلام أسمى أنواع العدل، كما حذرنا الرسول عليه الصلاة والسلام مما يحيق بالأمة إذا هي لم تنصف الضعيف من القوي:"لا تفلح أمة لا يؤخذ للضعيف حقه من القوي"!،وقد بيّن الله في مًحكم آياته كيف يهلك القوم إذا ظلموا ، فقال تعإلى:"ولقد أهلكنا القرون من قبلكم لما ظلموا"، فما من أمة ظلمت إلا وأهلكها الله، فسبب تقدم دولة عن أخرى ليس كما يعتقد البعض التقدم في الاقتصاد ولا التجارة ولا غيرها من الأمور الظاهرية فهذا التقدم نتيجة لاتباع أحكام الله بدون قصد فبداية إقامة العدل والمساواة بين الناس، ونصرة المظلوم وجلب حق المظلوم من الظالم، كما تحدث سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام عن هلاك الأمة إذا ظلمت فقال: "فإنما أهلك الذين من قبلكم أنهم كانوا إذا سرق فيهم الشريف تركوه، وإذا سرق فيهم الضعيف أقاموا عليه الحد، وأيم الله لو ان فاطمة بنت محمد سرقت لقطع محمد يدها"، كما قال أبو بكر الصديق رضي الله عنه حينما تولى الخلافة: "الضعيف فيكم قوي عندي حتى آخذ الحق له، والقوي فيكم ضعيف عندي حتى آخذ الحق منه"، فالإسلام أول من حث على إقامة العدل والمساواة بين الناس أمام القانون قبل أن يتحدث عنها الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، كما كتب الجراح بن عبد الله إلى عمر بن عبد العزيز: إن أهل خراسان قوم ساءت رعيتهم، وإنه لا يصلحهم إلا السيف والسوط، فإن رأى أمير المؤنين أن يأذن لي في ذلك، فكتب إليه عمر: أما بعد، فقد بلغني كتابك تذكر أن أهل خراسان قد ساءت رعيتهم، وأنه لا يصلحهم إلا السيف والسوط، فقد كذبت، بل يصلحهم العدل والحق، فابسط ذلك فيهم، والسلام.
فالعدل كان أيضًا في العقاب والواقعة المعلومة للجميع: أتى رجل من أهل مصر إلى عمر بن الخطاب رضي الله عنه فقال : يا أمير المؤمنين عائذ بك من الظلم قال : عذت بمعاذ، قال : سابقت ابن عمرو بن العاص فسبقته، فجعل يضربني بالسوط ويقول : أنا ابن الأكرمين، فكتب عمر إلى عمرو يأمره بالقدوم عليه، ويَقْدم بابنه معه، فقدم، فقال عمر : أين المصري؟ خذ السوط فاضرب، فجعل يضربه بالسوط، ويقول عمر : اضرب ابن الألْيَمَيْن، قال أنس : فضرب ، فوالله لقد ضربه ونحن نحب ضربه، فما أقلع عنه حتى تمنينا أنه يرفع عنه، ثم قال عمر للمصري : ضع على ضِلعة عمرو، فقال : يا أمير المؤمنين إنما ابنه الذي ضربني، وقد اشتفيت منه فقال عمر لعمرو : متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحراراً ؟! هكذا كان العدل !حكمت عدلت آمنت فنمت رسيخ البال يا عمر الفاروق.
وأختم مقال بمقولة :" القضاء إبداع قبل أن يكون مهنة ووظيفة، فالقاضي يجب أن يكون مُبدعا حتى يستطيع أن يصل للعدل والحق الذي أمر الله به".