الأربعاء 25 سبتمبر 2024

30 يونيو إعادة الوعي

فن20-10-2020 | 21:02

لم تكن فقط ثورة، على حكم كاذب وخائن وقاتل تحت ستار الدين مكون من مجموعة فشلت فى حياتها فقررت أن تدمر دولة بأكملها، ولكنها كانت ثورة لاستعادة وعي الشعب المصرى .


وقال الرئيس عبد الفتاح السيسى، إن الرسالة التى قالها فى عام 2016، قالها لأن المواطنين بعد التفويض والأحداث التى مرت بمصر كانوا غير خائفين وتحملوا، ومصر دفعت ثمنا كبيرا جداً خلال السنوات الثلاث الماضية، هذا يجعلنا نستقرئ المشهد بشكل مختلف فإن ثورة 30 يونيو كانت مكمّلة لثورة 25 يناير، بل أحد الأسباب التي عدّلت المسارات التي اُعوجّت، إما عن طريق العشوائية، أو عن طريق تهافت جماعة الإخوان الإرهابية على تقسيم البلد لصالح كيانات دولية كانت تريد إسقاط مصر. 


إن المشروعات القومية التي نفذها الرئيس عبد الفتاح السيسي بعد ثورة 30 يونيو أكبر شاهد ودليل على قوة استعادة وعي المصريين، وإصرارهم على بناء مصر بشكل منظم وسريع، فتميزت الشخصية المصرية على مر العصور بسمات ثابتة إلى حد ما ومعينة، كالذكاء، والتدين، والطيبة، وخفة الظل، وغيرها من السمات، فانطبعت هذه الصورة الذهنية وأصبح الجميع يتوارثها؛ فامتازت الشخصية المصرية بالقدرة الهائلة على التكيف حتى مع الظروف الحالكة، فالمصري يتميز بمرونة فى التعامل مع الأحداث، فيفكر دائمًا في تغيير نفسه بدلاً من تغيير المجتمع، وخير دليل على ذلك أن المصرى دائمًا يتوقع أن الحال سيصبح أفضل بشكل قدري دون العمل وبذل الجهد، ومن الواضح أن التكيف والتحمل فى ظل ظروف ضاغطة كالفقر، والغلاء، والإحباط، والفساد، وغيرها؛ أدى إلى تشوه نسبى في طبيعة الشخصية المصرية. 


شعور المواطن المصرى بالخوف على بلده وجيشه جعل استرداد وعيه وحبه وانتمائه لوطنه يظهر، وبدأ إحساسه بأهميته وقدرته على التغيير يظهر، فالوطنية ليست جُملًا إنشائية، ولا جُملًا تحفيزية منقوصة الفعل فالوطنية عند جموع المصريين متوارثة، والوعي أساس الشخصية القوية، وهو ما يمنحنا القدرة على القيادة بصدق وانفتاح وثقة وبتركيز على تحقيق الغايات المنشودة.


فاليقظة الذهنية تجعلنا أقدر على فهم مَن نحن، وتسمح لنا بأن نفهم بشكل أفضل ما نحتاجه من الآخرين، لنكمّل النواقص والعيوب الموجودة في أسلوبنا القيادي، وهذا ما أدركه الرئيس عبد الفتاح السيسى فى الشعب المصرى، وراهن على وعيه وقدرته على التحمل، فبدأ فى بناء مصر القوية المتطورة القادرة على الصمود وشهد عام 2019 العديد من الإنجازات التي حققها الرئيس عبدالفتاح السيسي، في القطاعات كافة، أهمها الصحة والتعليم والاستثمار والصناعة، كما افتتح الرئيس العديد من المشروعات، التي تعد طوق النجاة للاقتصاد المصرى، بعد أن تدهور السنوات الماضية، فقامت تلك المشروعات بدفع عجلة الإنتاج إلى الأمام، فضلًا عن الزيارات الخارجية التى قام بها الرئيس السيسي لتوطيد علاقة مصر بالقارة السمراء ودول العالم.


تعددت المشروعات ما بين "خدمية وسياحية وسكنية وتوظيفية"، وذلك في إطار السعي المستمر من الرئيس السيسي لتحقيق آمال المصريين، وتوفير فرص العمل وما يحتاجه الاقتصاد المصري من مشروعات، كل هذا لم يكن ليحدث لو لم تقم ثورة 30 يونيو القوية بإرادة ووعي المصريين، وعلى سبيل المثال وليس الحصر للمشروعات القومية فى 2019، عددٌ من المشروعات التنموية والخدمية في محافظة دمياط، أبرزها "مدينة دمياط الجديدة للأثاث"، على مساحة 330 فدانًا، و"محطة البضائع" متعددة الأغراض في ميناء دمياط، وكذلك "فندق اللسان" برأس البر، وهو أكبر فندق بالمحافظة، وأول فندق في الدلتا، وتم تشييده بمنطقة التقاء البحر والنهر بإحدى البقاع الساحرة على مستوى العالم، على مساحة ٤٢٠٠م٢، ويضم ١٤٢ غرفة و١٥ جناحًا، إضافة إلى ٤ قاعات للاحتفالات والمؤتمرات ومطاعم وكافيتريات، حيث تديره واحدة من كبرى الشركات العالمية المتخصصة في إدارة الفنادق.


كما افتتح الرئيس السيسى مركز التعليم المدني للمؤتمرات، ومحطة كهرباء غرب دمياط، التي تعد جزءًا من إنهاء أزمة الكهرباء بالمحافظة، وتوسعات محطة الصرف الصحي في رأس البر، وعددًا من مشروعات الإسكان، منها  "دار مصر" و"الإسكان الاجتماعي".


 كما شهد عام 2019 عددا من الافتتاحات القومية بقيادة الرئيس السيسي، فى نطاق محافظتى بورسعيد وشمال سيناء، وأبرزها المرحلة الأولى من ميناء شرق بورسعيد بإجمالى 5 كم، ومحور 30 يونيو بتكلفة بلغت نحو 8.5 مليار جنيه، بجانب أنفاق 3 يوليو جنوب محافظة بورسعيد، التى تعد من أكبر المشروعات القومية، وتربط منطقة جنوب بورسعيد بسيناء، كما تربط غرب مدن القناة بشرقها لتسهيل حركة التجارة فى منطقة إقليم قناة السويس، وتربط الأنفاق الجديدة بين قارتى إفريقيا وآسيا، وتمر أسفل المجرى الملاحى للقناة، ونفذها 6 آلاف عامل ومهندس مصرى من كبرى شركات المقاولات المحلية، وتمر أسفل قناة السويس القديمة، على عمق 42 مترًا.


كما دشن الرئيس عبدالفتاح السيسي، منظومة التأمين الصحى الشامل بجمهورية مصر العربية، وشدد على أهمية التزام المواطن بالاشتراك فيه لإنجاح المنظومة الجديدة، إلى جانب التزام الدولة بنصيبها، معلنًا إيمان الدولة المصرية بحق كل مواطن في الرعاية الصحية المتكاملة وفقًا لأعلى معايير الجودة.


واهتم الرئيس عبدالفتاح السيسي منذ توليه حكم مصر بمحدودى الدخل والفقراء، وسط سعي مستمر منه، لتخفيف الأعباء عن كاهل المواطن البسيط، فقام برفع الحد الأدنى للأجور،  من 1200 إلى 2000 جنيه، بمعدل زيادة بلغ 67%، والمعاشات إلى 900 جنيه شهريًا، مع رفع رواتب التقاعد، وزيادة العلاوة السنوية إلى 15%، بحد أدنى 150 جنيهًا لكل العاملين بالجهاز الإداري للدولة، سواء المخاطبين، أو غير المخاطبين بقانون الخدمة المدنية، لمكافحة ارتفاع معدلات التضخم.


لم يكن بمقدور الدولة المصرية استعادة نهضتها إلا من خلال ثورة 30 يونيو، ثورة البناء و الوعي والوطنية، فربُنا قادر على حفظ بلدنا الغالية وحفظ جيشنا القوى العفي، وحفظ رئيسنا وتقوية عزيمته لمتابعة البناء .. 

تحيا مصر تحيا مصر .