الخميس 6 يونيو 2024

المسبحة توءم المسلم في رمضان

فن21-10-2020 | 11:36

تزدهر صناعة وبيع المسابح في رمضان خاصة حول المساجد الكبرى مثل سيدنا الحسين والسيدة زينب والبدوي والدسوقي، ويكاد لا يوجد مسلم واحد إلا وتجده يمسك بمسبحته في المسجد وفي عربات المترو وفي المواصلات العامة وأماكن العمل، فالذكر أحد الطاعات في نهار وليل رمضان , وعالم المسابح واسع ومتنوع، وأشهر ورش خرط المسابح توجد خلف مسجد سيدنا الحسين، وقد لا يعلم كثيرون أن غالبية المسابح الخشبية بالحرمين صنعت في مصر قبل أن تدخل الصين على الخط بصناعة المسابح البلاستيك.

وأغلى المسابح تلك المصنوعة من الكهرمان وتباع كالجواهر الثمينة بعشرة آلاف جنيه فيما فوق، ثم مسابح العقيق والفيروز وسن الفيل وقرن الخرتيت واليسر من الأعشاب المرجانية ومن خشب الصندل والعود والأبنوس، والبأس والزيتون ومن عظام الجمل وبعضها يتم تطعيمه بالعاج أو الفضة والقليل منها يطعم بالذهب وكله بسعره وحسب طلب الزبون خاصة أن المسبحة بدأت للتعبد والذكر في الأساس ثم صارت من أكسسوارات الزينة والتباهي والتفاخر بين الأثرياء خاصة من مشاهير رجال الأعمال والفنانين كما أن بعض الفنادق والمحلات دخلت على الخط وصارت تقتني المسابح الخشبية الكبيرة خاصة زرقاء اللون للزينة ومنع الحسد - حسبما يعتقدون -.

والمسابح تبدأ من 33 حبة للصغرى و100 حبة للكبرى وغالبا ما يسجل عليها أسماء الله الحسنى، وهناك مسابح من ألف حبة، وهذه تخص المشايخ الكبار وأولياء الله تعالى، فقد كانت للشيخ صالح الجعفري مسبحة من ألف حبة يذكر بها في صحن الجامع الأزهر وفي خلوته برواق المغاربة والتي قضى فيها نصف قرن، وكذلك الأولياء الكبار مسابحهم ألفية وبعضهم كان يعلقها في سقف الخلوة ويتعلق بها ليلا.

أيضا تستخدم المسابح كهدايا بين المحبين وتكون بحسب المُهدِي والمُهدَى إليه، وهناك مسابح حريمي رقيقة وصغيرة وكثيرة التطعيم والأكسسوارات ومسابح رجالي، وسر صنعة المسبحة في دقة الخرط والصنعة والشاهد والفواصل ومسبحة خشب العود ذات رائحة زكية لأن شجر العود طيب الرائحة، وهناك مسبحة الفسفور التي تضيء ليلا وتسمى ( نور الصباح ) ومسابح من الزجاج والبلاستيك والبوليستر ومسابح صيني رخيصة السعر بلا ذوق أو فن بل هي شعبية وتخلو من مهارة الصانع اليدوي ودقته وإحساسه، لأن المسبحة الخشب تحتاج لخراط ماهر أو فنان وليس مجرد صنايعي.