وصف برلمانيون القمة الثلاثية، بين مصر وقبرص واليونان، التي عقدت في العاصمة القبرصية نيقوسيا اليوم، بمشاركة الرئيس عبد الفتاح السيسي بأنها خطوة حاسمة لمواجهة التهديدات التركية، في إقليم شرق المتوسط، موضحين أن هذه القمة تعزز التعاون لمواجهة هذه التحديات وكذلك دعم وتعميق العلاقات المتميزة بين الدول الثلاث، وتعزيز التشاور السياسي وتبادل الرؤي حول سبل التصدي للتحديات الراهنة.
ومن جانبه، أكد الرئيس السيسي أن المحادثات تناولت مختلف جوانب وتطورات عملية السلام في الشرق الأوسط؛ حيث اتفقنا على ضرورة استمرار الجهود لتسوية القضية الفلسطينية على أساس مقررات الشرعية الدولية، وكذا أهمية إنهاء حالة الجمود الراهنة واستئناف المفاوضات سعيا لتحقيق هذا الهدف المنشود.
وأضاف: واستعرضنا الوضع في سوريا، وأشرنا إلى أن استئناف الحوار بين كافة الأطراف على أساس قرار مجلس الأمن رقم 2254 يمثل المرجعية الرئيسية للتسوية السياسية بكافة مكوناتها وعناصرها، وأعربنا عن إدانتنا لأي تواجد عسكري غير مشروع على الأراضي السورية أو مساع لتغيير التركيبة السكانية بمناطق الشمال السوري، وجددنا التأكيد على دعم وحدة سوريا وسلامتها الإقليمية.
هذا، وقد أشادت القمة بالجهود المصرية لمواجهة ظاهرة الهجرة غير الشرعية واستضافة أكثر من خمسة ملايين لاجئ يتمتعون بكافة الحقوق والخدمات الأساسية المتاحة للمواطنين المصريين، ووقف تدفقات الهجرة غير الشرعية من سواحلها منذ عام 2016 اعتمادا على قدراتها الذاتية وانطلاقا من مسئوليتها الأخلاقية، خاصة وأن مصر لم تلجأ في أية مرحلة لاستخدام هذه المسألة كأداة للتفاوض أو الابتزاز مع شركائها الأوروبيين لتحقيق استفادة مادية أو سياسية.
خطوة حاسمة
وفي هذا السياق، قال السفير محمد العرابي، عضو لجنة العلاقات الخارجية بمجلس النواب، ووزير الخارجية الأسبق، إن مشاركة الرئيس عبد الفتاح السيسي في القمة الثلاثية مع قبرص واليونان، اليوم، يعد أمرًا مهما لاستمرار التعاون بين الدول الثلاث، خاصة في الوقت الذي تمر به المنطقة باضطرابات متصارعة، وبخاصة التهديدات التركية في شرق المتوسط.
وأوضح العرابي، في تصريح لـ«الهلال اليوم»، أن القمة الثلاثية تعتبر تأييدا لجمهورية قبرص بالتعاون معها والوقوف بجانبها ضد التهديدات التي تواجهها من قبل تركيا، وأيضا رسالة للاتحاد الاوروبي والمجتمع الدولي بقدرتنا علي التصدي لأي تهديدات أو تحديات خارجية.
وأشار إلى أن مثل هذا التعاون يمثل خطوة حاسمة في الفترة الحالية التي تمر بها المنطقة خاصة أن هناك تهديدات من دول إقليمية كثيرة تحاول أن تستحوذ على مكاسب ليست من حقها، مؤكدًا أن أي اجتماعات خارجية يقوم بها الرئيس السيسي يكون لها مردودا اقتصاديا على الدولة المصرية وتعزز من علاقتها الدولية وهذا أمر واضح.
وتابع: القمة تأتي في سياق دعم وتعميق العلاقات المتميزة بين الدول الثلاث، وتعزيز التشاور السياسي وتبادل الرؤي حول سبل التصدي للتحديات التي تواجه شرق المتوسط.
التعاون لمواجهة التهديدات التركية
ومن جانبها، قالت سوزي رفلة، عضو لجنة العلاقات الخارجية بمجلس النواب، إن مشاركة الرئيس عبد الفتاح السيسي في القمة الثلاثية بين مصر وقبرص واليونان، تعزز من العلاقات الخارجية والقدرة علي مواجهة التحديات، والتعاون المشترك بين هذه الدول الثلاث.
وأوضحت «رفلة» في تصريح لـ«الهلال اليوم»، أن الرئيس السيسي يحرص على حماية حدودنا البحرية خاصة أنها مطمع لكثير من الدول، ويعتبر ملف ترسيم الحدود أحد القضايا التي توليها هذه القمة اهتماما كبيرا، في ظل وجود بعض الدول التي تطمع في الثروات الموجودة في البحر المتوسط، مثل تركيا التي تريد الاستيلاء على هذه الثروات.
وأشارت عضو «النواب» إلى أن كانت هناك مناوشات وقعت، بين اليونان وتركيا في الفترة الأخيرة، نظرا لرغبة أنقرة في فرض سيطرتها على هذه الثروات وحدود بعض الدول، موضحة أن القمة الثلاثية ستتناول هذا الملف، لتكون بمثابة إنذارا لكل من تسول له نفسه التعدي على حدود الدول الأخرى والتزام كل دولة بثرواتها وحدودها.