الأربعاء 12 يونيو 2024

الإسكندرية والثقافة الإسلامية

فن21-10-2020 | 15:27

جرت العادة حين الحديث عن ثقافة الإسكندرية على العزف على أوتار الكوزموبوليتانية وإلى التأكيد على هُويتها المتوسطية , وقد يكون للبعض العذر فى ذلك , إذ أن اسم الإسكندرية فى البداية كان الإسكندرية بجوار مصر  Alexandria ad Aegyptos,

ولكننا لا نقبل تناسي أن المتوسط له شاطئ جنوبى يشمل بلاد المغرب و شاطئ شرقى يمثل الشام, وشاطئ شمالى فى أقصى الغرب يمثل الأندلس. وحضارات كل هذه الشواطئ ساهمت فى ثقافة جمهور الإسكندرية أكثر من الشاطئ الشمالى الذى شاركت ثقافتة فى صنع ثقافة صفوة مجتمع الإسكندرية فى القرنين الماضيين أكثر من التأثير فى جمهور المدينة.

ماذا يقصد بالجمهور ”جمهور المدينة“

 جمهور المدينة تمثله الطبقة الوسطى Les bourgeois  بشقيها "الصغير و الكبير" التى تضم صغار و كبار التجار و المهنيين و الموظفين إلى جانب طبقة الحرفيين الذين يمارسون أعمالا لها تقاليدها المتوارثة المنضبطة.

  هذا الجمهور استقر فى أحياء المدينة المختلفة ونشأت بين أفراده روابط اجتماعية وثقافية و لا شعور جمعى يؤدى إلى تلقى الفنون المختلفة بصورة متشابهة. وتشارك الأسرة و المجتمع المحلى فى توصيل التراث الثقافى للأفراد منذ صغرهم.

   أهم ما يميز مجتمع  الإسكندرية أنه مجتمع متعدد الأعراق (و الثقافات) حيث إن الإسكندرية كانت دائما منطقة جذب لشعوب كثيرة. وإذا كانت هناك ثقافة مميزة لكل مجموعة بشرية سكنت الإسكندرية إلا أنه كان هناك دائما تأثر متبادل لجميع هذه الثقافات.

أهم مكونات ثقافة جمهور الإسكندرية المعاصرة:

1.  الثقافة الإسلامية بمكونين أساسيين:

المغربى الأندلسى.

المشرقى (خاصة الشامى)

2. الثقافة القبطية الأرثوذكسية.

3.  الثقافة الغربية (الأوروبية) خاصة فى القرنين 19, 20.

n   الثقافة الإسلامية فى الإسكندرية.

سمتان أساسيتان:

- الوسطية (المذهب المالكى).

- الميل إلى التصوف

بدأ دخول العرب الإسكندرية بعد الفتح الثاني للإسكندرية عام 645 م. و كان تواجد القبائل العربية لا يزيد على 12000 جندي يعيشون في تخوم المدينة.

إلا أنه بعد دور الأسطول السكندري في دحر البيزنطيين عام 655 م. في معركة ذات الصواري بقيادة علقمة الغطيفي أمر معاويه بإرسال 10000 جندي من الشام و 5000 جندي من المدينة المنورة (الانصار) – وقد يفسر ذلك رسوخ فكر المذهب المالكي المعتمد على إجماع جمهور المدينة في الإسكندرية و بروز عدد من كبار الفقهاء المالكيين مثل الحافظ السلفي و محمد القباري-.

كان التغيير الديموجرافي العربي الثاني في الإسكندرية نتيجة نزوح عدد كبير من الأندلسيين إلى الإسكندرية عام 814 م. و في هذا الوقت بدأ أول ظهور للصوفية حيث تكونت جماعة الصوفيين بالإسكندرية (للأمر بالمعروف و النهي عن المنكر) التي مثلت حكما شعبيا شبه مستقل للمدينة.

إذا اعتبرنا أن المذهب المالكى يمثل تأثير المشرق على الإسكندرية فإن المدارس الصوفية تنتمى إلى مجموعة من المهاجرين المغاربة و الأندلسيين )بداية من أبي الحسن الشاذلي من تونس) ثم (سيدى المرسى أبى العباس من مرسية), (سيدى الطرطوشى من طرطوسة), ( سيدى الشاطبى من شاطبة) و سيدى جابر(الرحالة ابن جبير ) إلى جانب الفيلسوف الصوفي السكندري المصري ابن عطاء الله السكندري و الشاعر المتصوف الكبير صاحب نظرية الحقيقة المحمدية شرف الدين محمد بن سعيد البوصيري.

حيث كانت الإسكندرية كعبة الرحالة المغاربة والأندلسيين و مأواهم بعد طردهم من الأندلس .

الإسكندرية آخر بلدان المغرب من  جهة الشرق.

معظم عائلات حى بحري من أصول مغربية.

هناك تأثير متبادل فى العمارة وتخطيط المدن بين الإسكندرية والمغرب والأندلس:-

      أثرت منارة الإسكندرية فى عمارة المآذن المغربية والأندلسية:

  مآذن مراكش والرباط .

   الخيرالدا فى أشبيلية.

      اعتمد تخطيط بعض مدن المغرب والأندلس على تخطيط الشوارع المتعامدة بالإسكندرية.

      تأثرت أسواق الإسكندرية ( سوق المغاربة, زنقة الستات..... إلخ) بالأسواق الضيقة الحميمة بمدن المغرب.

لهجة سكان الإسكندرية الأصلية شبيهة بلهجات المغرب العربى ( مثال طنجة).

ازداد تدفق المغاربة والأندلسيين على الإسكندرية فى العصر الفاطمي حيث صارت الإسكندرية هى مقر الأسطول الفاطمي..

واستمر هذا التدفق فى العصر المملوكى خاصة مع بداية طرد العرب من الأندلس.

بدا خفوت نجم الإسكندرية بعد غزوة بطرس لويزينيان حاكم قبرص 1365 واستمر هذا الخفوت بعد اكتشاف رأس الرجاء الصالح وتحويل التجارة الدولية عن الإسكندرية ثم بداية الحقبة العثمانية.

الشوام فى الإسكندرية:

بدأ التواجد الشامي في الإسكندرية منذ الخلافة الأموية و ازداد في العصر الفاطمي و الأيوبي و المملوكي (نظرا لاتصال مصر و الشام في تلك الحقبة) و برز التواجد الثقافي و الاقتصادي للشوام.

نشط تجار الشوام منذ العصر الفاطمى .... لكنهم زادوا باطراد

فى القرنين 19, 20 حيث شكلوا مجموعة وصل بين الثقافة الأوروبية و الثقافة العربية.

   الصحافة: الأهرام, البصير , ..... إلخ.

 المسرح: مارون نقاش ... يوسف خياط , أبو خليل

 القبانى..... إلخ.

الثقافة القبطية الأرثوذكسية

الكنيسة المرقسية ...... أول كنائس أفريقيا.

ارتباط الثقافة القبطية بالمعاناة ..... قصص القديسين.

خصوصية الكنيسة القبطية...... ارتباطها بالتراث

  المصرى القديم – اللغة القبطية.

   ثقافة الأقباط ثقافة وطنية فى علاقة جدلية  مع المسيحية
الأوروبية.

 (مدارس الأقباط كالمرقسية مقابل مدارس الإرساليات الكاثوليكية)

  إسكندرية و الثقافة الأوروبية فى القرنين 19, 20 . بداية فى عهد محمد على.

يرجع إلى محمد على فضل بعث الحياة فى مدينة الإسكندرية.

فى بداية عهده عددها 15,000

                           1821 : 60,000

                                          1848 : 143,000

 دعوة الأجانب للعمل فى الأسطول و الجيش و المصانع.

شق ترعة المحمودية و أنشأ المصانع ......, و القصور.

الترسانة: Cerisy  1830 – ميناء إسكندرية 1833

ميدان القناصل – تخصيص أماكن للجاليات الأوروبية.

أدى تقدم الأوروبيين إلى شيوع احترام عميق لما أحرزوه من علوم لها التفوق و الامتياز , كما أشاع وجودهم نوعا من التسامح إزاء تلك الآراء التى أخذ أثرها ينتشر انتشارا سريعا بين أفراد الشعب.

  كما أنهم أضفوا على المدينة طابعا أوروبيا و ساعد على ذلك حياة الترف التى كان يعيشها بالإسكندرية الكثير منهم و أسهموا فى النهوض بالمدينة ونظافتها وجمالها.

 ديوان ملكى إسكندرية (المحافظة) بها عدد من الأوروبيين.

 خط التنظيم  - مجلس بلدى إسكندرية ( فى عهد إسماعيل)

1865:

          منحت الحكومة شركة ليبون امتياز إنارة مدينة
       إسكندرية و ضواحيها  بغاز الاستصباح ثم عُدّل هذا
       الامتياز بمنح الشركة حق الإضاءة بالكهرباء.

1876:

              سراى الحقانية.      

              حدائق النزهة.

الجاليات الأوروبية فى الإسكندرية:

فى عام 1927 كان عددهم ...

                         100,000 (17,4% من سكان المدينة)

 نصفهم من اليونانيين50,000

                       ثم الإيطاليين 30,000

                                       ثم البريطانيين والفرنسيين.

   كان اليونانيون فى الإسكندرية يشعرون أنهم فى بلادهم وساكنوا المصريين فى كل الشوارع والحوارى. وخلال الفترة ما بين 1862 حتى الآن أصدروا 253 جريدة و مجلة أغلبها باليونانية و بعضها بالفرنسية و العربية ( المخبر المصرى – النور التوفيقي – المنارة – أنيس الجليس – اليونانى المتمصر – قبرص)

 

أما الإيطاليون فساهموا فى الحرف و الصناعات. أنشأوا مدرسة دون بوسكو –  و شاركوا فى الحركة الفنية: سباستى, زانييرى, بروندانى – و ساهموا فى إنشاء أتيليه الإسكندرية و استمروا فى النشاط فيه.

   شارك الفرنسيون فى الحركة الثقافية السكندرية, حيث كانت اللغة و الثقافة الفرنسية قاسما مشتركا للجاليات الأجنبية و للطبقة المتوسطة العليا و الأرستقراطية المصرية.

   كان مصطفى كامل يلقى محاضراته بالفرنسية فى ميادين الإسكندرية و تياترو زيزينيا.

n   فى عهد إسماعيل – بداية تلقى جمهور إسكندرية للفنون الحديثة

فى ميدان محمد على: مركز التجارة الأوروبية و حيث تنتهى أهم شوارعها .

  أقيم تمثال محمد على: Jaquemont  1872 : أول تمثال فى مصر, تقبله جمهور الإسكندرية و لم يعتبروه صنما (فتوى الشيخ محمد عبده )

   وحول هذا الميدان وُجدت العديد من النصب التذكارية الجميلة والفنادق الفخمة و المتاجر الفنية.

  المسارح: مسرح زيزينيا.

n   ثقافة الجمهور السكندرى المعاصر.

علاقة جدلية بين:

*  المصرية بما فيها التأثيرات العروبية المختلفة.
 و التراث الإسلامى (و القبطى)

*   الكوزموبوليتانية.