السبت 28 سبتمبر 2024

إيهاب الملاح يكتب: علي الراعي.. النَّاقِدُ المُحِبُّ

فن22-10-2020 | 19:22

بقلم إيهاب الملاح

- 1 -

«الناقد المُجيد هو الذي يحكي عن مغامرات روحه مع روائع الأعمال»

أناتول فرانس

- 2 -

ما زلتُ على قناعتي بأن ثمة أسماء بعينها صنعت للنقد نجومية كبيرة في ثقافتنا المصرية والعربية (خاصة في حقبتيْ الخمسينيات والستينيات الزاهرتين)، ابتداء من جيل الآباء المؤسسين: طه حسين والعقاد وهيكل، مُرورًا بجيل زكي نجيب محمود، وعلي أدهم، وأنور المعداوي، ثم كبار نقاد التيار الاجتماعي: لويس عوض، ومحمد مندور، وأحمد رشدي صالح، ومحمد مفيد الشوباشي، ثم الجيل التالي لهم مباشرة، جيل شكري عياد، وعلي الراعي، وعبد القادر القط، وغالي شكري، ورجاء النقاش، وفاروق خورشيد. 

كل هذه الأسماء الذهبية اللامعة حققت للنقد نجومية عالية وكبيرة، وكانوا هم أيضًا نجومًا حقيقيين. 

من بين كل هؤلاء الكبار، ينفرد المرحوم علي الراعي (1921-1999) بمكانة خاصة جدًّا في قلبي لاعتبارات عديدة؛ أولها وأهمها، اتصالي النقدي والمعرفي المبكر ببعض إنتاجه قبل دخولي الجامعة، مثل «المسرح في الوطن العربي»، و«توفيق الحكيم فنان الفكر وفنان الفرجة»، و«شخصية المحتال في المقامة والرواية والقصة والمسرحية». وكان كتابه الرائد «دراسات في الرواية المصرية» أول كتاب في النقد التطبيقي أقرأه كاملًا "من الجلدة للجلدة"، كما يقولون، قبل دراستي النظامية بكلية الآداب، وتعمقي في دراسة النقد، واختياري التخصص فيه بعد ذلك في مرحلة الدراسة العليا.

وثانيًا؛ متابعتي التي لم تنقطع حتى رحيله لمقالاته الممتعة في جريدة (الأهرام) ومجلة (المصور) خلال عقد التسعينيات من القرن الماضي، وكم كنت أتلهف على قراءة ما سيكتبه عن نص جديد سأسعى لقراءته بكل تأكيد بفضل ما سيكتبه علي الراعي. 

حينما قرأت مقاله الشهير عن رواية «الحب في المنفى» لبهاء طاهر، فوجئت بهذه العبارة: "رواية كاملة الأوصاف". جعلتني هذه العبارة أحب الرواية، وأحب صاحبها وأتطلع إلى لقائه. وكان هذا المقال سببًا في معرفتي لبهاء طاهر وقراءتي إياه، وتعرفي عليه فيما بعد. وبالمناسبة فقد كان هذا المقال أحد الأسباب الأكيدة للشهرة الكبيرة التي حازتها هذه الرواية، وكان سببًا مباشرًا في الإقبال على قراءتها.

أمّا أول مقال أقرأه عن العظيم الراحل محمد ناجي، فكان مقاله الجميل عن روايته "خافية قمر"، لا أنسى العنوان أبدًا؛ انظروا الجمال: «محمد ناجي في «خافية قمر».. يخبز الحكاية الشعبية في تنور السحر والجمال»، وهل هناك تعبير يمكن أن يكون أجمل من هذا؟!. هذا بالضبط ما يصفه رحمه الله بعبارته. يقول في واحدٍ من أحاديثه: "إنني لا أكتب نقدًا بقدر ما أحاول أن أرد الجميل للكاتب الذي أمتعني من خلال كتاباته"، ومن هنا كان الوصف الدقيق الذي أُطلق على الدكتور علي الراعي بأنه "ناقدٌ مُحِبٌّ"، لا يقترب من الأعمال التي يكرهها، ولكنه يتعرض لتلك الأعمال التي تمسّ قلبه حتى تفجر كل ما في أعماقه من أفكار خصبة ومشاعر صادقة.

وبالمناسبة، فأنا تلميذ مخلص لهذا المبدأ؛ فإشاعة الجمال - من وجهة نظري - مُقدم على تحليل القبح أو تفنيد الرديء أو تحليل السيئ؛ فبضدها تُعرف الأشياء؛ ولكلٍّ منهجه وذوقه!. 

ثالثًا؛ بفضل مقالات علي الراعي وكتبه النقدية، أحببت النقد، وأدركت أن النقد نشاطٌ معرفيٌّ مُحَرِّضٌ على اكتشاف الجمال والترويج له، والبحث بكل حب وشغف عن المتعة التي يحققها لنا هذا العمل الأدبي أو ذاك. وكان رحمه الله ممن يرون في العمل الأدبي نتاجًا لتفاعل الفنان مع مجتمعه وزمانه، بل الأزمنة الغابرة، كما كان يراه حصيلة لما تَقَدَّمَ إنتاجُه من أعمال أدبية، الآن وفي الماضي. وانطلاقًا من هذه الرؤية كان يقول: "وهكذا يكون حكمي على العمل الأدبي محاولة لتبين قدرة الكاتب على الإنجاز، على هذه المحاور، كلها أو بعضها".

وفي كل كتابات علي الراعي النقدية تتجسّد دعوته الدائمة بأن يكون الاقتراب من العمل الأدبي من داخل العمل بصفة رئيسية، وبدون أفكار مسبقة يسعى الناقد للبحث عن تجسيد لها داخل العمل الذي يتناوله. وهذا، مع عدم إهمال المؤثرات الخارجية على الفنان وعمله. 

وقد كان لهذا التناول - كما يقول هو - فضل تمكينه من التفريق بين العمل الأدبي ومحتواه الفكري، "أقول دائمًا إن العمل الأدبي ينبغي أن يكون أدبًا بالفعل، فإن لم يكن أدبًا فلن ينفعه أن يحتوي على أروع الأفكار وأعمقها وأكثرها تقدُّمًا".

أما رابع هذه الأسباب؛ فهو اقتران اسم علي الراعي بتلك الحركة المسرحية الزاهرة التي تفجرت في الخمسينيات والستينيات من القرن الماضي، باعتبار دوره في تأسيس مؤسسة المسرح ورعاية نشاطها؛ كان علي الراعي أحد صُناع حركة المسرح المضيئة الباهرة في الستينيات، في ذروة توهجه وتألقه وترصعه بنجوم الكتابة والتمثيل والإخراج على السواء. خذ عندك: نعمان عاشور، سعد الدين وهبة، ميخائيل رومان، صلاح عبد الصبور، محمود دياب، جنبًا إلى جنب مع مسرحيات تشيكوف، ولوركا، وإبسن، ودورنمات، وماكس فريش، وبريخت، ومسرح العبث العالمي.

- 3 -

وأعود إلى أول ما وصلني بالمرحوم علي الراعي من أواصر معرفية وفكرية ونقدية عظيمة؛ فقد كان كتابه الرائد «دراسات في الرواية المصرية» الذي ما زلتُ أحتفظ بنسختي القديمة منه، كان أول كتاب في النقد التطبيقي أقرأه كاملًا من الصفحة الأولى وحتى الصفحة الأخيرة. 

بدأ اشتغال علي الراعي بالنقد الأدبي عام 1955، ففور عودته من البعثة إلى إنجلترا كتب مقالات في مجلة روز اليوسف، وفي الصفحة الأدبية لجريدة المساء خلال الفترة (1956-1959)، وهي الصفحة التي كان يحررها ويشرف عليها آنذاك، كما كان يكتب مقالات نقدية أخرى في مجلة (المجلة) التي كانت تصدر عن وزارة الثقافة، والتي رأس تحريرها لمدة عامين، ابتداء من 1959.

 ومنذ البداية، كان واضحًا أننا بإزاء ناقد محترف، خصَّص للنقد كل جهده، ولم يحاول الكتابة الإبداعية يقينًا منه أن "النقد هو موهبتي الأولى، والأكثر نُضجًا"، بشهادته هو نفسه.

صدر كتاب «دراسات في الرواية المصرية» للمرة الأولى عام 1964، بعد تسع سنوات من حصوله على الدكتوراه من بريطانيا في "مسرح برنارد شو وأصوله الفنية". وكان غريبًا أن يكون الكتابُ الأكثر شهرة وانتشارًا لعلي الراعي حتى ذلك التاريخ في الرواية وليس في المسرح!. لكن الكتاب حقق كل شروط الريادة اللازمة كي يكون الأب الشرعي لكل الكتابات النقدية أو التأريخية لمسارات الرواية العربية الحديثة في مصر: نقدًا وتأريخًا، وموضوعاتٍ وقضايا، ورواياتٍ وروائيين. حقق كتاب علي الراعي هذا كله؛ رغم صغر حجمه، وتضمن بُذورًا خصبة ستنمو، وتصبح أفكارًا لأطروحات أكاديمية، ستتحول بدورها إلى كتب رائدة ومرجعية (على سبيل المثال: كتاب عبد المحسن بدر عن «تطور الرواية العربية الحديثة في مصر»).

الدراسات التي ضمها الكتاب كانت تدور حول عشر روايات مصرية عظيمة، تكاد تكون هي الأهم في الفترة منذ ظهور الرواية العربية الحديثة في النصف الثاني من القرن التاسع عشر وحتى منتصف القرن الماضي. ولو حاولت أن تقترح قائمة بأسماء أهم عشر روايات في تاريخ الرواية المصرية، خلال تلك الفترة، فستجد أنها "هي هي" التي اختارها علي الراعي في كتابه، ربما تهمل عنوانًا أو تسقطه أو تضيف آخر، لكنك في المجمل لن تستطيع إغفال نصٍّ رائدٍ مثل «حديث عيسى بن هشام» لمحمد المويلحي، أو «عودة الروح» لتوفيق الحكيم، أو «مليم الأكبر» لعادل كامل، أو «قنديل أم هاشم» ليحيى حقي، أو «ثلاثية» نجيب محفوظ الشاهقة.. إلخ.

كنت مبهورًا بما أقرأه من تحليل لروايات سبق وأن قرأتها، لكني لم أرها قَطُّ بمثل ما رأيتها واكتشفتها بعين علي الراعي. أدركت حينها أن الفن (والأدب ضمنًا والرواية طبعًا) رؤيةٌ وبناءٌ وكُلٌّ متكاملٌ، لا ينفصل فيه عنصر عن آخر، وتجاوزت المفهوم الساذج الذي كان يتوقف بمصطلح "الرواية" عند حد الحدوتة أو الحكي فقط. الفن أعمق وأقيم من أن يكون حكيًا مجردًا، إنه مجموع علاقات وعناصر جمالية، تنتظم في تكوين كُليّ، كي تنتج دلالةً أو دلالاتٍ تتصل برؤية الكاتب وتصوراته الإنسانية والفكرية والمجتمعية والفنية.. إلخ.

كان «دراسات في الرواية المصرية» سببًا رئيسيًّا في محبتي للنقد، واستشعاري قيمة أن تكون ناقدًا حقيقيًّا مُنْتِجًا للمعرفة ومُضِيئًا للنصوص، ومستشارًا للقارئ وصديقًا له، وليس العكس.

النقد - مع علي الراعي - مزيجٌ من المعرفة العميقة والذائقة المدربة والفهم المعتدل المستنير (الذي يجافي الالتواء والتعقيد والإغراب وتعمُّد الغموض، الذي يبعد مسافات عن النقد بمفهومه التنويري الكاشف)، ولفت انتباهي أنه كان يكتب بلغة عربية سليمة وواضحة وسلسة، وهو الذي تخرج في قسم اللغة الإنجليزية وآدابها بجامعة القاهرة!. 

الدرس الأول: لا يمكن لكاتب - مهما كان - أن يكتب مقالًا أو كتابًا، أو أن ينتج معرفة مقروءة أو مسموعة أو مرئية، من دون أن يكون مُؤهلًا تأهيلًا حقيقيًّا؛ من حيث تكوينه الفكري والثقافي، ومهاراته وأدواته التي سيقدم بها هذه المعرفة. كان علي الراعي مثقفًا حقيقيًّا، وبقدر اطّلاعه المذهل على الآداب الحديثة بفضل إجادته وتمكنه وتخصصه في الآداب الإنجليزية، بقدر قراءاته الغزيرة واطّلاعه الواسع على التراث العربي؛ بحقوله ومجالاته المعرفية وتدخلاته وتشعُّباته التي قد تكون سببًا في انصراف الكثيرين عن خوض مغامرة ومتعة قراءة هذا التراث.

- 4 -

في واحدةٍ من محاضرات أستاذنا الراحل الجليل سيد البحراوي، أتى على ذكر كتاب صغير الحجم صدر في سلسلة كتاب الهلال قديما، اسمه «شخصية المحتال في المقامة والرواية والمسرحية» لعلي الراعي. كان البحراوي يتحدث بكثير من الاحترام والتقدير عن هذا الكتاب، ويرى أن الراعي قد وضع فيه بذور أفكار خصبة وحيوية حول العلاقة بين فن الرواية - كما اقتبسناه من أوربا وأمريكا - وبين أشكال القص العربي القديم والوسيط؛ وهل يمكن أن تفتح هذه الدراسة آفاقًا واعدةً لابتكار أشكال قصٍّ أو أشكال سردٍ جديدة، تفيد من هذه الأشكال القديمة وتُطَوِّرُها، بحيث تقدم شيئًا مخالفًا ومفارقًا لفن الرواية الحديثة كما عرفناه واقتبسناه من الغرب؟!. هذا ما أذكره الآن.

حينما قرأت الكتاب وجدت أنه يستحق الاهتمام فعلًا، خاصة مع تحليل علي الراعي العميق لشخصية المحتال في المقامة، ورصد التقاربات التي يمكن أن تُعقد بينها وبين الرواية من حيث الإمكانات السردية (الشخصية، الراوي، اللغة، الحوار.. إلخ)، يقول علي الراعي عن سبب اهتمامه بهذه الشخصية:

"أمّا المحتال فيمثل جانبًا آخر من جوانب اهتمامي، واهتمامي هنا مُنْصَبٌّ على شخصية متمردة، تعيش في مجتمع ظالم، تتكدس فيه الثروات عند القلة، ولا يجد الفقراء سوى الفقر والجوع. والأدب الاحتيالي - في مجموعه - ثورة ضد الظلم، ومحاولة لكيل الصاع صاعين، وهو سخرية مرة من الزيف الاجتماعي والنفاق والتشدق بالشرف، والتمسك بشكل الاحترام لإخفاء الانهيار الخلقي لأولئك "الشرفاء المحترمين". 

ثورة المحتال، إذن، هي ثورة فرد واحدٍ ضد الأوضاع الظالمة، وإذا كانت ثورته تلك تشوبها ممارسات غير أخلاقية، فإن مردها إلى سوء تنظيم المجتمع، فهو دافعه إلى الانحراف. ومثل المهرج، كان للمقال أثره في الفن القصصي وتطوره، فمحتال "المقامة" هاجر إلى إسبانيا، وبعد هجرته ظهرت أول رواية احتيالية مجهولة المؤلف، بعدها جاء ثيربانتيس، ثم بن جونسون.. إلخ.

وعن اهتمام علي الراعي اللافت بالأصول الشعبية للأشكال القصصية والحوارية في التراث العربي، يقول المرحوم سيد البحراوي: "حاول علي الراعي أن يبحث عن أصول درامية في الأشكال الشعبية التي رأى أنها امتدت لدى المسرحيين المعاصرين، وخاصة في فن الكوميديا. وأظن أنه - في هذا الصدد - قد أمسك بملامح شديدة الأهمية؛ لأنها أكثر دقة من تلك التي أمسك بها - على سبيل المثال - يوسف إدريس، وهذا أمر يحتاج الى دراسة خاصة متأنية". 

من وجهة نظري المتواضعة، كان بحث علي الراعي في تلك المنطقة مُبَشِّرًا بنتائج ممتازة إذا تم تطويرها وتعميقها، خصوصًا أنه - بصورةٍ ما - أمسك بفكرة دلالة العناصر الفنية ذاتها اجتماعيًّا؛ أي إن التحليل الجمالي هو الذي سيكشف لنا عن أي دلالات أخرى، اجتماعية كانت أو ثقافية.. إلخ. (راجع تحليلاته النافذة الذكية لشخصية المحتال في المقامة والرواية معا). 

وإلى جانب هذا، فقد كان اعتقادي أن بحث علي الراعي الدقيق في نشأة الأنواع الأدبية في الثقافة العربية - خاصة فَنَّيْ الرواية والمسرح - إنما كان ينبع أساسًا من رؤيته الخاصة لهما، باعتبارهما أقدر الأنواع الأدبية على التعبير عن الناس، أفرادًا وجماعاتٍ، وطبقاتٍ وحقبًا معاصرة أو تاريخية. 

المسرح فنٌّ ذو أثر شديد في حياة الناس، من حيث إنه يقوم على التجسيد المعتمد على أشخاص من لحم ودم، يمثلون قصصًا إنسانية، بمحضرٍ من أناس قَدِموا ليروهم. وهنا يحدث التحام البشر بالبشر التحامًا مؤثرًا. 

أمّا الرواية؛ فإن لها قدرات كبيرة وواضحة وفعّالة على تصوير جماعاتٍ وأجيالٍ وحقبٍ، ويزيد من أثر الرواية أن المرء يقرأها وهو في خصوصية بيته؛ يقرأها وقد خلا بنفسه، وخلا بفن الرواية.

- 5 -

كان خطاب علي الراعي النقدي "أنشودةً للبساطة"، وخلاصةً لهذه الروح التبشيرية التي وضعت النقد في خدمة الحياة الثقافية والإبداعية، كما يقول صلاح فضل. وكان - رحمه الله - من أنشط نقاد جيله، وأكثرهم قراءة وكتابة واكتشافًا لأسماء كُتَّاب جدد من جميع الأجيال (ومثله في هذه الحماسة والحميمية المرحوم علاء الديب). حينما يكتب علي الراعي مقالًا نقديًّا عن نص جديد أو كاتب بعينه فهذا يعني شهادة ميلاد إبداعية جديرة بالقراءة والمتابعة والمحبة. 

لقد كان – رحمه الله - يقول ويؤمن ويطبق مقولة أناتول فرانس التي صَدَّرْتُ بها هذا المقال، كان ناقدًا حقيقيًّا، يحكي لنا مغامرات روحه التي ظل يخوضها مع روائع الأعمال حتى آخر عمره. رحم الله علي الراعي.


نشر المقال بالتعاون مع مجلة عالم الكتاب - عدد 47 - أغسطس - 2020