عز الدين نصر
الدين،واحد من أشهر رواة السيرة الهلالية في الصعيد، وله العديد من شرائط الكاسيت
التي خلدته بعد رحيله، والأهم هو ابن أخيه الذي ورث عنه هذا الفن الشفهي العظيم،
فأخذ عنه بعد مصاحبته له،ونقل عنه،واشتهر ابن الأخ محمد عزت وجابت سيرته ربوع
الصعيد وأصبح من المطلوبين من محبي هذا الفن والباقين عليه بعد انتشار فنون أخرى كالنار
في الهشيم مثل فن الكف، والنميم، والمديح ،والأغنيات، والدخول الكبير للتكنولوجيا،
وهو الأمر الذي ساهم في إضعاف وجود هذا الفن خاصة وأن الكثيرين اكتفوا بـ "الدي
جي" ليحل محل الفنان.. مجلة "الهلال" التقت محمد عزت وريث عز الدين
نصر الدين وكان معه هذا الحوار ...
لولا النبي ما كان
القمر هل
ولا جِمال في الحر
هامت
مكانش فيه لا ليل ولا
نهار
ولا فيه ناس صلّت
وصامت
من بعد المديح في النبي
الزين
طه شفيعنا يوم
القيامة
اصغى لكلامي للفريقين
أنا ححكي في سيرة
سلامة
كيف بدأ عمك عز الدين نصر الدين في السيرة الهلالية؟
قال محمد عزت بدأ عمي
عز الدين صغيرا في السيرة الهلالية لأنه تربى في عائلة تعشق السيرة، فوالده فنان
وشاعر كبير أيضا، ففي سن العاشرة بدأ في العزف على الربابة حتى أتقنها تماما، وفي
سن الخامسة عشرة اتجه للغناء في السيرة حتى أصبح له جمهور كبير يطلبه على الدوام،
أما والده فهو المرحوم نصر الدين، بمنطقة برخيل مركز البلينا محافظة سوهاج.
هل كانت له علاقة بجابر أبو حسين؟
نعم.. كان عمي عز
الدين ممن صاحبوا جابر أبو حسين وعمالقة السيرة وكان له شأن فيها أيضا، ومن هنا
كان اتجاه عز الدين للسيرة الهلالية أمرا حتميا لتكملة مسيرة والده وأجداده، فالعائلة
كلها عاشقة ومحبة للسيرة وبالتالي كان الأمر بالنسبة إليه سهلا جدا.
هل اختلف عن والده؟
نعم كان جدي يقول
السيرة مرسلة على شكل كلام وليس شعرا، ولكن عمي قام بتربيع الكلام على صيغة شعر
ومن هنا اشتهر بسرعة وأصبح متواجدا بقوة في الأفراح والليالي التي يقيمها أبناء
النجوع.
ماذا عن أبيك؟
هو أيضا شاعر وفنان
سيرة هلالية وكل العائلة كما سبق وأخبرتك، هو جيل يسلم جيلا.
هل أحيا حفلات في دول أخرى؟
نعم أحيا عدة حفلات
في المغرب، والجزائر، وغيرها من الدول عاشقة السيرة الهلالية، فمن حسن حظ رواة
السيرة أنها ليست مقتصرة على المصريين وحدهم، وإن كانت تراثا عربيا شاملا يجمع
الدول العربية كلها ولها محبوها.
هل استقيت السيرة منه؟
نعم أنا تعلمت منه
السيرة أيضا، ففي سن الأربعة عشرة كنت أقيم الحفلات أيضا بعد أن تعلمت العزف
عليها، وأكملت مسيرته على نفس النهج.
السيرة لها محبوها في
كل مكان ولكن بالطبع ليس كما كان قديما، ولكن السيرة كما قال عمي عز الدين
"لو مات رواتها فالسيرة لن تموت"، وبالتالي ستظل مستمرة باستمرار
محبوها.
هل ترى أن رواة السيرة أخذوا حقهم إعلاميا
لا بالطبع، رواة
السيرة ظلموا بشكل كبير جدا، فلم يتم تسليط الضوء عليهم، وبالتالي لا يعرفهم
الكثيرون، ولولاهم لما تم الاهتمام بهم، قديما ساهم البعض في ظهور السيرة لمن لا
يعرفها مثل الدكتور أحمد شمس الدين الحجاجي وعبد الرحمن الأبنودي وغيرهم، ولكن لم
يتم الاحتفاء بهم بشكل يرضي ذويهم.
كيف يتم الاهتمام بهم في رأيك؟
أن يتم تسليط الضوء
عليهم كشعراء ساهموا في نشر السيرة الهلالية، وتوصيلها بشكل فطري للعامة، وأن يتم
الاحتفاء بهم، وتكريمهم في وزارة الثقافة مثلما يحدث مع العديد من أبناء الفنون
الأخرى.
كيف اتجهت للسيرة؟
من كثرة السمع أحببتها
جدا، ونشأت على محبتها، ومن أحب شيئا اتجه إليه، وأقول لك إنني أقيم حفلات في كل
ربوع الصعيد، ولا يزال الصعيد يتمسك بنا لأن السيرة حكاية مليئة بالقيم والتقاليد
والعادات التي تحث الصعيدي على السمع، كما أنها تناسب بيئته التي تربى فيها وتتوجه
إليه بقول يشبهه، ومن هنا كان تعلق أبناء السيرة في الصعيد أكثر.