السبت 18 مايو 2024

محمود اليمني: محمد لم يلاقي التكريم المناسب وتقدير دولته

فن23-10-2020 | 10:46

يعد محمد اليمني واحد من رواة السيرة المشاهير في صعيد مصر، وأحد عمدائها، وكان يتميز بحنجرة ذهبية قادرة على تليونا لنغمات، ويأتي في ذلك خلفا لجابر أبو حسين، وكانت لليمني لكنة مميزة عن غيره وطريقة وأسلوب، ومن هنا راح ينتشر في الصعيد ويطلب في الحفلات من كل القرى والنجوع، ولأن صوته كان قويا فقد وجد طريقا ميسرا لقلوب محبي السيرة.

أصدر اليمني العديد من الشرائط منها أبوزيد واليهودي وقصة ولد هولة في أربعة أجزاء، وسبيكة وأبو الحلقان، والعديد من الشرائط التي كرست لوجوده كواحد من الرواة الذين برعوا في تقديمها، وفي لقاء مع أخيه محمود اليمني قال لمجلة الهلال ما يلي..

ماذا عن بدايات محمد اليمني؟

اعتاد محمد اليمني أن يمشي وراء السيرة الهلالية في كل مكان، وغواية هذا الفن هي التي جعلت منه ذلك الشاعر الكبير الذي ملأ صيته الصعيد، فمشى وراء جابر أبو حسين في حفلاته، وحدث أنه دعي إلى إقامة أولى حفلاته وهو في سن السادسة عشرة، وكان يعي تماما متطلبات تلك المهنة من صوت قوي وقدرة على الحكي فبرز فيها وكان واحدا من رواتها المعدودين على الأصابع والذين برزوا في هذا الفن، ولكن القدر لم يمهله لإكمال السيرة فمات عن سن صغيرة 43 عاما.

أنتج محمد اليمني الكثير من الشرائط .. من الذي اكتشفه في هذا الأمر؟

كانت هناك شركة يملكها  مصطفى حمدي جاء إلى المرحوم محمد اليمني وقال له أريد أن أسجل لك شرائط كاسيت، ووافق أخي ومن بعده جاء صاحب شركة أخرى اسمه محمد الهادي، وطلب نفس الطلب، وبالفعل ذهبت معه إلى المهندسين وقابلناهم وفعلا أخذونا إلى الاستوديو وسجلنا هناك السيرة،وكنا نسجل شريط في كل مرة،

وبعد التسجيل نقبض أجرنا ونرجع.

 

كيف كان تعامل محمد اليمني مع الحفلات؟

لم يكن يدقق في الحفلات القريبة من منطقته، الناس هنا "غلابة"، ومن الممكن أن يتقاضى أجر الفرقة فقط،ولكن حين يسافر إلى القاهرة فإنه يحتاج إلى سفر وانتقالات وفنادق ولذلك تتضاعف أجرته كثيرا، وأذكر أنه جاء إلينا أحد الشباب وقال لليمني إن زواجه اقترب ويريده أن يحيي حفل زواجه ولا يملك الأجرة الخاصة به أو بفرقته فتبرعت الفرقة بالحفل وأحياه اليمني مجانا.

كيف ترى السيرة هذه الأيام.. وهل لديها متابعين مثلما كانوا قديما؟

نحن نحافظ على ما بدأه محمد اليمني، ولكن المستمع نفسه لم يعد كما كان قديما، ولكن مازالت للسيرة مكان في قلوب ناس قنا، ولكن أنا
أروي السيرة على غرار ما كان يفعل اليمني،و هناك ابنه ايضا يروي أجزاء من السيرة، والبعض هنا يرويها وإن كان ليس متخصصا فيها على أساس أنها جزء من الفن الشعبي.

هل بعد محمد اليمني وعلي جرمون وجابر أبو حسين والضوي هناك من يتعلم السيرة ليكون أحد رواتها في المستقبل؟

هناك الكثير من الشباب الذين يروون السيرة الآن، وابن محمد اليمني "عمر" واحدا منهم، ولكن الباقين شقوا طريقهم بعيدا عن السيرة الهلالية، وهناك هراس جرمون ابن علي جرمون ومحمد عزت ابن أخ عز الدين نصر الدين، والكثيرين.

هل هناك اهتمام الآن بالسيرة من الباحثين؟

لا لأنه بموت الرواة الكبار لم يعد أحد مهتما بالسيرة، حتى أن البرامج التي كانت تذيع السيرة لم يعد أحد يفكر فيها الآن، ولا أعرف لماذا لا يتم عمل برنامج للسيرة الهلالية وأن تقوم الدولة بالاهتمام بهذا الأمر، لأنه في الغد القريب لن تجد أحدا يهتم بها وبالتالي من الممكن أن تموت تماما.

كم شريطا أخرجهم محمد اليمني؟

حوالي أربعين شريط كاسيت وسجلهم في القاهرة، والحقيقة أن هذه الشرائط لقت رواجا هائلا، وكان البعض يأتون إلى محمد اليمني في البيت ويسألونه عن بعض الأمور، ولكنه مات صغيرا ولم يستطع إكمال السيرة، وتوفي محمد اليمني عام 2012 عن سن 43 عاما، بعد عطاء كبير في فن السيرة الهلالية.

كانت لمحمد اليمني حفلات مشهورة يقوم بإحيائها.. هل قمت أنت بما أنك تقول السيرة بإحياء هذه الحفلات؟

الحقيقة أن جمهور اليمني كان يحب اليمني لتميزه وصوته القوي وغيرهما من الأمور التي ساعدته حتى يحصل على شهرة كبيرة جدا، لذلك فالليالي التي كان يحييها هي ليالي خاصة به، أما نحن فلنا ليالي أيضا نحييها وبعض الذين كانوا يطلبون اليمني يأتون إلى هنا ونحيي لياليهم أيضا.

لماذا لم يسافر اليمني إلى الخارج كما رواة السيرة الآخرين ؟

لأنه كان يكره السفر والطائرات، وحتى الدعاوى التي تلقاها للسفر كان يرفضها، لم يكن يحب الابتعاد كثيرا عن مصر، ولكنه كان يحيي الحفلات كثيرا جدا في القاهرة وربوع الجمهورية، وكان يقول إنه يفضل العمل هنا على السفر في أماكن أخرى .

    الاكثر قراءة