أن يذهب الرئيس عبدالفتاح السيسى إلى الجهاز المركزى للتعبئة العامة والإحصاء، فهذا أمر يحتم أن نتوقف عنده.
نتوقف عنده، ليس لأن الرئيس تابع سير عملية التعداد العام الذى يتم الآن، ولكن لأن السيسى تابع عمل الجهاز وأراد أن يعطى عدة رسائل، يأتى فى مقدمتها، أن الرئيس يهتم بهذا الجهاز وأرقامه.
ومن ثم فإن منهج الأرقام يحكم توجهات الرئيس، ويعنى أنه أكثر حرصًا فى استخدام الأرقام، فلا يقوم بتوظيفها لأى هوى لتحذير الشعب المصرى، بل على العكس الأرقام، أيا كانت، فالشعب المصرى يعلمها بالتفصيل خاصة الأرقام الاقتصادية.
ولعل الرئيس منذ عدة أشهر، أذاع بعض الأرقام عندما أشار إلى أنه سوف يتخذ عددًا من القرارات الصعبة.
ومنذ فترة عندما استشعر الرئيس السيسى الخطر من أرقام الطلاق التى وصلت إليه، أطلق أكثر من رسالة تحذيرية لمواجهة هذا الخطر.
الأرقام، عادة من منظور المواطن ما بين أرقام إيجابية وأرقام سلبية.
وإذا كان المصريون يتوقفون الآن عند الأرقام الاقتصادية، فقبل أن نستطرد فيها، فهناك أرقام لابد أن نتوقف عندها عشقا فى هذا الوطن.
فهناك أرقام الشهداء من رجال الجيش والشرطة، الذين يسقطون دفاعًا عن تراب هذا الوطن.
أرقام الشهداء هذه لا بد أن نتوقف عندها جيدًا وندرك أن مصر تخوض أكبر المعارك ضد الأرهاب من أجل أن يعيش المصريون فى أمان.
وفى هذا الشأن، يكفى أن أعترف، بأننا ننام ليلاً آمنين نحن وأولادنا فى بيوتنا، بفضل تضحيات هؤلاء الشهداء وأيا كانت أرقام ضحايا الإرهاب من المدنيين، فهذا لا ينفصل عن أرقام الشهداء من الجيش والشرطة فى المعركة على الإرهاب.
من الأرقام أيضًا، أرقام قضايا الفساد التى تقوم الرقابة الإدارية بضبطها يوميا.
من الأرقام أيضا التى ينبغى التوقف عندها، أرقام المشروعات القومية سواء المليون ونصف مليون فدان أو فى مشروع الإسكان الاجتماعى أو فى الاستثمارات الكبيرة التى يتم إنفاقها فى مشروعات الإنفاق التى تربط الوادى بسيناء.
الأرقام كثيرة فى المشروعات القومية وفى المقابل هناك أرقام الدعم والعجز فى الموازنة، وأرقام ارتفاع أسعار الدولار وأرقام الاقتراض الداخلى المتزايد، والاقتراض الخارجى الذى أعطى إشارات حمراء، وهناك أرقام التهرب الضريبى لكن فى الوقت نفسه، نشهد أرقام زيادة المتحصلات الضريبية، لكن هناك أرقاما يطلبها المصريون من الرئيس، لعل الصورة التى يحملها غلاف المصور هذا الأسبوع، وننشرها فى هذا المقال، تجعلنا نقف فى ذات الخندق مع كافة المصريين لنطالب الرئيس بها.
من هذه الأرقام، نطالب الرئيس بإجراءات عاجلة لكى تنخفض كافة أرقام أسعار السلع المختلفة خاصة التى يعيش عليها غالبية المصريين.
ليس فى الطعام والشراب، ولكن نطالب الرئيس بإجراءات عاجلة أيضًا لخفض تكاليف العلاج ووقف الارتفاع فى أرقام أسعار الدواء وزيادة المخصصات فى أرقام الاستثمار فى الصحة والتعليم.
نطالب الرئيس، أن تتحول الحكومة لتبنى خطط عاجلة لزيادة الإعانات للفقراء وزيادة أرقام المستفيدين، وكذلك زيادة أرقام المعاشات لكافة الذين يتقاضون المعاشات.
نطالب الرئيس السيسى بالمزيد من الإجراءات لتحقيق العدالة الاجتماعية وزيادة أرقام الضرائب على الأغنياء والأثرياء لصالح الفقراء.
الأرقام التى يطلبها المصريون من الرئيس السيسى كثيرة، فى مناحى الحياة المختلفة، لكن تصب فى النهاية إلى ضرورة خفض معدلات الأسعار وخفض معدلات الفقر، ولا أحد يختلف على أن الرئيس يعمل من أجل أن تكون أرقام حياة المصريين أفضل وأفضل ولكن ما تشهده الأرقام فى زيادات الأسعار ينذر بالخطر.
فى هذا العدد من المصور تفتح ملف عن خطورة التوظيف السياسى السلبى للأرقام، والتحذير من لجوء المسئولين للخداع بالأرقام، كما أننا نحذر من تضارب الأرقام بين الجهات الحكومية وبشكل يؤدى إلى الإضرار بالاقتصاد القوى وإلى فقدان الثقة من جانب الشعب المصرى، كما أن هناك تحذيرات فى هذا الملف من استخدام الأرقام فى أى صور للفساد والتلاعب فى الأرقام المختلفة خاصة فى إنتاج المحاصيل الزراعية محليا الأمر الذى يؤدى إلى زيادة معدلات الاستيراد، كما نحذر من تلاعب مافيا الاحتكار فى أرقام وتكاليف الاستيراد وزيادة الأسعار على المصريين.
باختصار إذا استقامت الأرقام من جانب المسئولين، استقامت حياة المصريين.
بالأرقام الصالحة تتقدم الأمم، وبالأرقام الفاسدة تتأخر الأمم، ولا بديل عن الأرقام الصالحة ومحاربة الأرقام الفاسدة.