الخميس 16 مايو 2024

السينما المصرية وحرب أكتوبر

فن23-10-2020 | 13:16

الرصاصة لا تزال في جيبي ..العمر لحظة .. أبناء الصمت.. الوفاء العظيم .. حكايات الغريب .. بدور .. إعدام ميت .. الطريق إلى إيلات .. يوم الكرامة .. أيام السادات .. الممر .. حتى آخر العمر.. العصفور.. الصعود إلى الهاوية .. أغنية على الممر .. رصيد السينما المصرية عن أهم حرب في المنطقة العربية حرب 6 أكتوبر 1973..

وستظل حرب أكتوبر ذكرى خالدة في كتب التاريخ بأسرارها وحكاياتها وبطولاتها ، التى نعلم جيدا توقيت حدوثها والخطوط العريضة فيها مثل القضاء على أسطورة الجيش الإسرائيلي الذي لا يهزم وعبور حاجز خط برليف المنيع، وهى بطولات وأسرار وحكايات لم تجسد لنا السينما إلا القليل منها فى أفلام حفظناها ونظل نكرر عرضها مع حلول ذكرى النصر فى شهر أكتوبر من كل عام.

وأغلب الأفلام التي كتبت عن حرب أكتوبر روت تفاصيل الأوقات العصيبة التي مرت بها مصر في الفترة ما بين نكسة 1967 وحتى قيام حرب أكتوبر 1973.

وسواء كانت هذه الأفلام اجتماعية تروي حياة الأسر المصرية خلال هذه الفترة المؤلمة من تاريخ مصر، مثل "الرصاصة لا تزال في جيبي" و"حكايات الغريب" و"بدور" ؛" العصفور"، "حتى آخر العمر"و"الوفاء العظيم"،   أو كانت حربية تروي تفاصيل قصة حياة أحد جنود وضباط الجيش المصري وبطولاتهم الباسلة مثل "أغنية على الممر" و "الطريق إلى إيلات" و "يوم الكرامة" "و"أبناء الصمت" و"العمر لحظة"، أو أفلام سياسية مثل "أيام السادات"، أو أفلام من واقع ملفات المخابرات المصرية مثل " الصعود إلى الهاوية" و إعدام ميت" والتي رصدت المراحل التمهيدية لحرب اكتوبر من خلال العمليات التي قامت بها المخابرات العامة المصرية.

وأنتجت معظم الأفلام الحربية في فترة السبعينيات، قبل وبعد الانتصار، والتي شهدت كثافة في الإنتاج، إلى أن توقفت في فترة الثمانينيات بسبب انتشار أفلام المقاولات والأفلام الكوميدية ، وعادت متقطعة فيما بعد لتشهد فترة التسعينيات إنتاج فيلم "الطريق إلى إيلات " في عام 1993، بطولة عزت العلايلي ونبيل الحلفاوي وعلاء مرسي وعبد الله محمود وإخراج إنعام محمد علي، ليقل إنتاج السينما المصرية عن حرب أكتوبر المجيدة، في الوقت الذي لا تزال فيه السينما الغربية تقدم أفلاما عن الحرب العالمية الأولى والثانية وحرب العراق .

لقد عاش جمهور السينما المصرية، متعطشا لفيلم سينمائي يرصد عمليات خاصة من داخل حرب أكتوبر لضباطها وجنودها البواسل على مدار 15 عاما منذ أن قدم آخر فيلم سينمائي في عام 2004 وهو "يوم الكرامة" الذي قام ببطولته أحمد عز وياسر جلال و محمد رياض ، الذي جسد عملية إغراق المدمرة إيلات من قبل رجال البحرية المصرية في أعقاب نكسة 1967، والتي نجحت من خلالها مصر في توجيه ضربة قاسية للجيش الإسرائيلي في عقر داره.

وبعد أن مر 15 عاما على إنتاج هذا الفيلم ، أقدمت السينما المصرية في 2019 على تقديم فيلم "الممر" بطولة مجموعة من نجوم السينما منهم أحمد عز وأحمد رزق وإياد نصار و محمد فراج وأحمد صلاح حسني ، وكان تأليف  وإخراج شريف عرفة وإنتاج هشام عبد الخالق.

إقبال الجمهور عليه والأسر المصرية التي حرصت على الدخول بأولادهم ليتعرفوا على جزء من تاريخ وطنهم أثبت أن هذا الجمهور يشعر بحرمان في منطقة الأعمال الوطنية السينمائية تحديدا.

وأرجع بعض النقاد السبب في تعثر خطوات إنتاج أفلام سينمائية عن حرب أكتوبر إلى ارتفاع التكلفة الإنتاجية لها وهذا ما تسبب في تراجع المنتجين عن أخذ خطوات جادة لإنتاج السيناريوهات التي كتبت عن تلك الفترة، وتركيزهم على إنتاج الأفلام السينمائية التجارية التي ستدر عليهم إيرادات وأرباحا، على الرغم من أن الشئون المعنوية للقوات المسلحة توفر الدعم الكامل لهذه النوعية من الأفلام.

لذلك فنجد أن الفترة التي نعيش فيها في احتياج شديد لتقديم سيناريوهات متنوعة عن فترة حرب 6 أكتوبر 1973 وأمجاد قادتها وجنودها وضباطها وشهدائها، فهناك الكثير من القصص البطولية عن تلك الحرب المجيدة التي رفعت راية مصر والعرب عاليا، وكسرت شوكة الكيان الصهيوني وكشفت أكاذيبه.