تظل رموز مصر فى الفكــر والثقافة هى فخــر هذا البلد، بل
وأهم منجـزاته الحضارية، حرص الفنانون على تكريم هــذه الرمــوز والاحتفاء بهم
فقدموا أعمالا فنية عرفانا بدورهم الرائد .. وبالطبع ظل عمـيد الأدب العربى
الدكتور طه حسين عبر سنين ملهما لأعمال نحتية ميدانية للعديد من الفنانين .. وكونه
حالة فريدة تناولوه بمنظور فنى خاص.
الوشاحى :
الفنان الكبير عبد الهادى الوشاحى (1936 –
2013) استغرق فى إعداد التمثال قرابة الخمس سنوات .. وفوجئنا به خلال معرضه الاستيعادى
عام 2014 بقاعة أفق .. نفذه الوشاحى بشكل مبدئى من خامة البوليستر إلى أن يتم الاتفاق
على صبه بخامة البرونز كعمل صرحى .. ورغم الاتفاقات التى تمت مع أسرة الفنان على
صبه ووضعه داخل جامعة القاهرة ونال وقتها موافقات وزارية لكن لم يحدث أي تفعيل
لهذا القرار .. فأهدت أسرة الفنان التمثال لمكتبة الإسكندرية باعتبارها منارة
ثقافية وحضارية في مصر والعالم العربي، بمناسبة مرور 15 عامًا على افتتاح المكتبة
رسميًا في إضافة مهمة كونه من أبرز أعمال "الوشاحي" الفنية المتفردة
والتي تُعد مدرسة خاصة في عالم النحت المصري العريق.
تجدر الإشارة إلى أن الفنان
الراحل جسد عميد الأدب العربي جالسًا في أناقة وشموخ وذراعان تمتدان على نحو يرمز
لعطاء الفكر والقلم، ويتسلل الضوء من فجوات في رأس التمثال إلى منطقة العينين،
فيشع منهما نورًا ليؤكد حرص الفنان على إبراز البصيرة رغم كف البصر.
حسن كامل:
منذ حوالى 19 عاما بدأت قصة
إنشاء تمثال طه حسين بميدان الجلاء عندما تم الإعلان عن مسابقة مقتصرة على الشباب فقط
لإقامة عمل ميدانى و يعبر عن عميد الأدب العربى الدكتور طه حسين يقام فى ميدان
الجلاء بمحافظة الجيزة، وكان ذلك فى يوليو من عام 2000، وقد نظم هذه المسابقة
صندوق التنمية الثقافية، ممثلا لوزارة الثقافة و بالتعاون مع محافظة الجيزة .
فشارك فى المسابقة ثلاثة وأربعون فنانا ومهندسا معماريا،
قدموا تسعة وعشرين مشروعا، وفى نوفمبر من عام 2000 أعلنت اللجنة النتيجة فى الصحف
الرسمية، باختيار
خمسة أعمال، ثلاثة أعمال فازت بالثلاثة جوائز الأولى، وجائزتان تشجيعيتان .
وفى أبريل من عام 2001 أقامت وزارة الثقافة مؤتمـرًا صحفيًا
بمكتبة مبارك بحضور الفنان فاروق حسنى وزير الثقافة آنذاك، والمستشار محمود أبو
الليل محافظ الجيزة وقتها، فى حضـور
ممثلين عن الوزارة والمحافظة، وذلك لاختيار العمل المناسب من الأعمال الثلاثة
الفائزة بالجوائز الثلاثة الأولى للتنفيذ الفعلى فى الموقع المختار، وقد تم
الإعلان فى هذا المؤتمر عن عمل الفنان
الدكتور حسن كامل للتنفيذ رغم
حصوله على المركز الثاني لكن جاء الاختيار للتنفيذ لأن العمل الذي حصل على المركز الأول
كان صعبا تنفيذه لارتباطه المساحة المحيطة.
و فى مايو 2001 ، بدء التجهيز لعملية التنفيذ بإسناد عملية تجهيز الرسوم الهندسية للمشروع إلى
مكتب استشارى معتمد بالتنسيق مع محافظة الجيزة .. ليكون ميدان عميد الأدب العربى الدكتور طه حسين أول عمل ميدانى
بهذا الحجم يقام بدعم من الدولة ممثلة فى وزارة الثقافة، منذ أن أقام النحات محمود
مختار تمثال سعد زغلول فى مواجهة كوبري قصر النيل .
بحلول عام 2002 ، وفى شهر يناير بدأ الفنان النحات حسن كامل
مصمم المشروع لتنفيذ التمثال في ثلاثة أشهر، وركزت فكرة التمثال على تجسيد فكر الشخص
وليس جسده، فاستخدم الفنان صورته كمدخل لتأكيد هذه الفكرة.. منفذا إياها من خامة
البرونز بارتفاع ثلاثة أمتار ونصف المتر، بالإضافة إلى الهالة النحاسية المحيطة
بالعمود الجرانيتى حامل التمثال، وكذلك بعض الأسطح النحاسية المندمجة مع أجزاء من
التصميم والمنفذة من الجرانيت، أما التمثال
فقد تعامل معه بمنطق يتناسب مع الصياغة التي عالج بها الميدان حيث أن العمل ككل له
رؤية واحـــــدة , فالتمثال يعتمد على الأســـــطح المفتــــــوحة و التنقلات البسيطة
بينها ليعطى نوعا من الارتباط بين التمثال و بين التشكــــــــيل المجرد الهندسي على
مساحة الميدان , أما عن صياغة شخصية الأديب فلم يعتبره الفنان فاقـــــدا للبصر بل
تعامل مع شخصية يراها أنها مبصـــــرة أكثر من المبصرين , فجسده ممشـــــــــوق القوام
فأردا ظهره ناظرا إلى الأفق نظـرة استطلاعية باحثة يرتدي رداء رمزيا يجمع بين الجلباب
والعباءة وروب العلم , وتعطي إحساس بتدثره بغلالة من النور تتطاير أطرافه إلى الخلف
دليل الاندفاع إلى الأمام والإقدام المستـــــمر , يضم إلى قلبه الكتاب رمزا إلى حب
العلم والمعرفة ,وممسكا إياه باليد اليسرى بقوة، دليل التمسك بالتراث و التقــــاليد , لامسا له برفق
بيده اليمنى رمزا إلى المرونة في التفكير و التجديد في ظل المعرفة بالقديم .. و هي
فلسفه عميد الأدب العربي طه حسين .. وفى 16 يونيو 2003 تم افتتاح المشروع.
رأس
طه حسين
تم
تنفيذ عدة تماثيل نصفية للدكتور طه حسين
من بينها تمثال الفنان عصام درويش الذي يمثل دخل ضمن مجموعة الأعمال الفنية الخاصة
باتحاد كتاب مصر، وذلك ضمن مشروع إعادة تأهيل مبنى الاتحاد بالزمالك.
يذكر أن تمثال رأس عميد
الأدب العربي إهداء من الفنان كأحد أهم أعماله، وقد تم وضعه على مدخل قاعة
اجتماعات المجلس بمبنى اتحاد الكتاب بعد أيام قليلة من حادثة كسر رأس تمثال طه
حسين الذي كان قائما بكورنيش مدينة المنيا.
كما له تمثالا آخر بمتحفه للفنان عبد القادر رزق الذى نفذه عام 1936 لتفوقه في
نحت الوجوة الشخصية حيث له تمثال نصفى ل طلعت حرب معروض في صالة بنك مصر في القاهرة وعدة تماثيل ب المتحف الزراعى .. ومتحف طه حسين, هي فيلا طه حسين أو "رامتان" والتي حولتها وزارة الثقافة المصرية إلى متحف لتخليد ذكرى عميد الأدب العربي. وتتكون فيلا المتحف من دورين ومكتبة.. وعرض لبعض متعلقات طه حسين من
ملابس وأوسمة عربية وأجنبية وقلادة النيل التي حصل عليها والميداليات التي أعطيت
له في مناسبات مختلفة.