الخميس 6 يونيو 2024

"الثورة الذهنية" كتاب يضع أسس تقدم الفرد تحقيقا للتنمية المستدامة

الهلال لايت24-10-2020 | 08:05

 في خاتمة كتابه المهم "الثورة الذهنية" والصادر حديثا عن دار "العين"، يؤكد د. منصور الجنادي، وهو عالم مصري حاصل على دكتوراه علم النفس من جامعة فيينا، وأستاذ سابق في جامعة وبستر الأمريكية، أن تلك الثورة التي قامت في أوروبا في منتصف القرن الماضي، وشكلت قفزة نوعية في تاريخ التطور البشري، لم تصلنا بعد في العالم العربي.


هذه الثورة كما يقول المؤلف تمثلت في "إعمال العقل في الذهن"، فنحن لا نستخدم المصطلح الصحيح لأهم ما نملك، أي الذهن، وهذا في حد ذاته دليل على أن الثورة الذهنية لم تصلنا، رغم استهلاكنا الوفير لمنتجاتها من محمول وحواسيب وغيرها.


مقالات الكتاب موزعة على ثلاثة أبواب، جاءت في 234 صفحة من القطع الكبير، وقد قدم له د. حسام بدراوي الأستاذ بكلية الطب، جامعة القاهرة وعضو مجلس أمناء مكتبة الإسكندرية، وفيها يقول: "هذا كتاب يخاطب العقل وينير الطريق على الماضي والمستقبل ويزيد المعرفة لحاجتنا إلى الثورة الذهنية، أداة العصر ووسيلته".


ويضيف بدراوي: "يتحدث إلينا هذا الكتاب عن المفهوم الأساسي للثورة الذهنية التي نحتاجها لننتقل من تاريخ جامد إلى مستقبل متحرك، وكما تدل صفحاته عن رؤية الكاتب، فإنني ولإعجابي بما سطر، وجدت دلالات تجعل من الكتاب ترجمة لذهنه وشخصه، فهو الطفل والشاب الذي تسلم نوط الاستحقاق من وزير الثقافة ثروت عكاشة بتوقيع جمال عبد الناصر، مع رواد قلائل صنعوا لفن الباليه مكانة في مصر، وهو الشاب الدارس للفلسفة على يد كبار فلاسفة مصر، ومنهم د. زكي نجيب محمود، وهو العالم الحاصل على الدكتوراه من جامعة فيينا لدراساته في علم النفس، والتأثير المتبادل بين اللغة والفكر".


الكتاب جاء تحت شعار "اعرف نفسك بلغة المستقبل"، وفي خلاصته أنه ليس هناك دليل على أن لشعوب العالم العربي صفات بيولوجية أو خصائص وراثية تمنعهم من التنافس والتفوق في مسار التحضر والتقدم، لكن التقدم لا يحدث دون تغيير، ومن لا يستطيع تغيير ذهنه (عقله) أولا، لن يستطيع تغيير أي شيء، كما قال برنارد شو، لذا كان هذا الكتاب عن الثورة الذهنية وعلومها مجرد جرس إنذار بوجودها، وبعض المفاتيح لأسرارها، وعلامات على دروب يمكن سلوكها، لمن يرى فيها نفعا.


ومن خلاصات الكتاب أنه لكي تعرف نفسك، لا بد أن تقتنع بأنك لا تعرفها.. أمامن الكثير – كما يقول المؤلف – لفهم أنفسنا، إذ أننا نحتاج إلى "ألف باء" الذهن، بل التعرف – ولو مبدئيا كمعلومات عامة- على علومه من أجل مستقبل أفضل.


ولتسهيل هذه المهمة، احتوى الكتاب على أمثلة في مقالات عن الفرق بين الفكر الكمي والكيفي، بين الفكر السريع والبطيء، وعلاقة كل ذلك بالوعي، وبالاتجاهات اليمينية واليسارية في الحياة الخاصة والعامة، ولماذا نتعالى على بعضنا بعضا، ونفتقد القدرة على قبول الآخر، والعمل المشترك المنتج، وبروح الفريق.