السبت 29 يونيو 2024

السلام العالمى فى انتظار شيخ الأزهر وبابا الفاتيكان

25-4-2017 | 13:45

تقرير يكتبه: طه فرغلى

يترقب العالم القمة التاريخية بين شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب والبابا فرانسيس بابا الفاتيكان والتى تعقد الجمعة المقبلة ٢٨ إبريل، فى زيارة هى الأولى من نوعها لبابا الفاتيكان الحالى إلى للقاهرة بدعوة من الرئيس عبدالفتاح السيسى.

وتأتى هذه الزيارة بعد زيارة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر إلى الفاتيكان العام الماضى، بعد أن توقفت العلاقة بين الأزهر والفاتيكان لمدة ٦ سنوات إثر تصريحات البابا بنديكت بابا الفاتيكان الأسبق بالمطالبة بالتدخل الأجنبى لحماية الأقباط بمصر بعد تفجيرات كنيسة القديسين لعام ٢٠١١، الأمر الذى اعتبره الطيب تدخلا غير مقبول.

وعن اللقاء المرتقب بين الإمام الأكبر وبابا الفاتيكان قال الدكتور عباس شومان وكيل الأزهر إن القمة التاريخية السابقة بين الإمام الأكبر وبابا الفاتيكان أسست لحوار حقيقى بين الشرق والغرب قائم على التعاون والتعايش المشترك، وشجعت بل منحت دفعة قوية من أجل أن نسير على هذا الدرب الذى يحقق الخير لجميع الشعوب، وهو ما تؤكده أيضًا الزيارة المرتقبة للبابا فرانسيس والتى تحظى باهتمام كبير من الأزهر، حيث سيلقى كلمة فى المؤتمر العالمى للسلام الذى ينظمه الأزهر.

وأكد أن الأزهر الشريف حريص كل الحرص على التواصل مع غير المسلمين داخل مصر وخارجها، وتبادل الرؤى والأفكار معهم بما يحقق الأمن والسلام للبشرية كافة، ولعل خير شاهد على ذلك تلك التجربة المصرية الفريدة المتمثلة فى «بيت العائلة» والتى أصبحت نموذجًا يحتذى فى العالم أجمع؛ لما حققته من إنجازات ونجاحات، وكذلك مركز حوار الأديان، إضافة إلى جولات فضيلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر العالمية.

مشيرا إلى أن هناك ترتيبات جارية ليترأس شيخ الازهر، أحمد الطيب وبابا الفاتيكان فرانسيس الجلسة الختامية للمؤتمر العالمى للسلام، التى من المفترض أن تلتئم ٢٨ أبريل، الذى يوافق أول يوم لزيارة البابا للقاهرة. وهو المؤتمر، الذى أعلن عن تنظيمه شيخ الأزهر خلال زيارته للفاتيكان العام الماضي.

وقال الدكتور محمد عبدالفضيل عضو مركز الحوار بالأزهر، إن رؤية الأزهر الشريف لحوار الأديان بدأت منذ عهد الشيخ عبدالحليم محمود الذى أكد بضرورة التواصل مع الأديان المختلفة لتعريف العالم بحقيقة الإسلام، وبالفعل تم عمل حوار بين الأزهر والفاتيكان، وزار فضيلة الدكتور عبدالحليم محمود الفاتيكان، وتوالت المؤتمرات والندوات، وعقب وفاته أكمل مسيرة التحاور الشيخ جاد الحق باذلا مجهودا كبيرا فى مجال الحوار، وتشكلت فى عهده لجنة دائمة للحوار مع الفاتيكان وتم عمل اتفاقية للتعاون بين الأزهر والفاتيكان، ثم جاء من بعده الدكتور محمد سيد طنطاوي، وكان فضيلته من المؤيدين للحوار، ثم توترت العلاقات بين الأزهر والفاتيكان وتم تجميد الحوار، لكن لم يتوقف الحوار نهائيا فقد ظل الحوار مع الأديان قائما، وقام فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب بإنشاء وتشكيل مركز متخصص وقائم بذاته للحوار بين الأديان المختلفة..

ومن المقرر أن يلتقى بابا الفاتيكان أثناء زيارته للقاهرة، بالرئيس عبد الفتاح السيسى بقصر الاتحادية والبابا تواضروس الثانى، بابا الإسكندرية، وفضيلة الإمام أحمد الطيب، شيخ الأزهر، وجاءت تلك الزيارة بناءً على دعوة من الرئيس السيسى والبابا تواضروس وشيخ الأزهر لزيارة البابا فرانسيس إلى مصر، وتعد تلك الزيارة الأولى له منذ تجليسه على الكرسى البطرسى للكنيسة الكاثوليكية.

يأتى هذا فى الوقت الذى ينطلق فيه تحت رعاية الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف رئيس مجلس حكماء المسلمين .. الخميس المقبل، «مؤتمر الأزهر العالمى للسلام»، وذلك بحضور عدد من القيادات الدينية من أنحاء العالم فى مقدمتهم البابا فرانسيس الثانى بابا الفاتيكان، الذى من المقرر أن يلقى كلمة فى ختام المؤتمر، عقب زيارته الرسمية للإمام الأكبر بمشيخة الأزهر الشريف.

ويناقش المؤتمر ٤ محاور رئيسية، تتمثل في: معوقات السلام فى العالم المعاصر.. المخاطر والتحديات، إساءة التأويل للنصوص الدينية وأثره على السلم العالمي، الفقر والمرض بين الحرمان والاستغلال وأثرهما على السلام، ثقافة السلام فى الأديان بين الواقع والمأمول.

ويُوجِّهُ المؤتمرُ، الذى ينعقد على مدار يومين، رسالةً مشتركةً للعالمِ كُلِّه بأنَّ رموز وممثلى الأديانِ المجتمِعِين فى رِحابِ الأزهرِ الشَّريفِ يُجمِعون على الدَّعوةِ إلى السَّلام بينَ قادةِ الأديانِ وكافة المُجتَمَعاتِ الإنسانية، ويُؤكِّدونَ انطِلاقًا من الثِّقةِ المُتَبادَلةِ بينَهم، على دعوةِ أتباعِ الأديانِ للاقتِداءِ بهم، والعمَلِ بهذه الدَّعوَةِ يَدًا واحدةً من أجلِ نَبْذِ كُل أسبابِ التَّعصُّبِ والكراهيةِ، وتَرسِيخِ ثَقافةِ المحبَّةِ والرحمةِ والسَّلامِ بين الناس .

يأتى هذا فى إطار الجهود الحثيثة التى يقودها، شيخ الأزهر رئيس مجلس حكماء المسلمين، من أجل نشر ثقافة المحبة والتسامح والتعايش المشترك وتحقيق سلام عادل وشامل للبشرية جمعاء.